![صورة](/imgs/posts/2025/2/1738752481808.webp)
"فيدان": موقف الرئيس السوري "أحمد الشرع" يلتقي مع احتياجات أنقرة الأمنية
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن الرئيس السوري "أحمد الشرع" يتبنى موقفًا واضحًا تمامًا بشأن تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يلبي احتياجات تركيا الأمنية.
جاءت تصريحات فيدان خلال استضافته في الاجتماع التحريري لوكالة الأناضول في مقرها بالعاصمة أنقرة يوم الأربعاء، وأوضح فيدان أن الدولة السورية أمام خيارين، إما إعادة جميع أعضاء تنظيم "بي كي كي" الذين قدموا من بلدان مختلفة، أو القضاء عليهم لضمان وحدة سوريا الوطنية.
مكافحة تنظيم داعش الإرهابي
وفيما يتعلق بمكافحة تنظيم داعش، أشار فيدان إلى أن تركيا ستعمل على مبادرات إقليمية لمكافحة التنظيم الإرهابي، وستتخذ خطوات لإنشاء آلية مشتركة بين تركيا والعراق وسوريا والأردن في هذا المجال.
اجتماع أردوغان والشرع: مناقشة عدة قضايا هامة
كما أكد فيدان أهمية الاجتماع الذي عُقد بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري أحمد الشرع يوم الثلاثاء الماضي. وأوضح أن اللقاء تناول العديد من القضايا، بما في ذلك إعادة إعمار سوريا، وأمن الحدود، ومكافحة الإرهاب.
وأضاف فيدان أن الاجتماع ناقش دور تركيا المحتمل في إعادة إعمار سوريا وتحسين الخدمات الأساسية المقدمة للشعب السوري، ولفت إلى أن الرئيس أردوغان كان دائمًا قائدًا سياسيًا يولي اهتمامًا خاصًا للقضايا الاجتماعية والخدمات العامة، وكان قادرًا على فهم الوضع الذي يمر به الشعب السوري بكل تفاصيله.
مناقشة الاحتياجات الطاقية والبنية التحتية في سوريا
وشدد فيدان على أن الرئيس أردوغان أولى اهتمامًا خاصًا لمناقشة الاحتياجات الطاقية في سوريا، بالإضافة إلى قضايا المستشفيات والبنية التحتية للنقل. وأشار إلى أنه تم التطرق إلى قضايا أمن الحدود وزيادة حجم التجارة وتعزيز الروابط مع الدول الإقليمية.
توقعات بتطور العلاقات بين تركيا وسوريا
وذكر فيدان أن مثل هذه اللقاءات ضرورية للغاية للإدارة السورية الجديدة، لأنها توفر فرصة مباشرة لمعرفة وجهات نظر الدول المهمة في المنطقة وما تتوقعه منها. وأضاف أن زيارة الرئيس الشرع إلى تركيا كانت الثانية له بعد توليه المنصب، حيث كانت الأولى إلى المملكة العربية السعودية.
وأشار فيدان إلى أن التطورات في سوريا خلال الشهرين الماضيين تسارعت بوتيرة ملحوظة وكانت جميعها إيجابية، مؤكدًا أن نهج الدول الإقليمية والمجتمع الدولي تجاه الإدارة السورية الجديدة كان إيجابيًا للغاية. كما أعرب عن توقعاته بأن تشهد العلاقات بين تركيا وسوريا تطورًا كبيرًا وسريعًا في الفترة المقبلة.
أردوغان يستقبل الشرع في أنقرة
واستقبل الرئيس التركي "أردوغان"، في أنقرة، يوم الثلاثاء 4 شباط 2025، الرئيس السوري أحمد الشرع الذي وصل إلى تركيا في زيارة رسمية، وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون، إنّ المحادثات ستتطرق إلى آخر التطورات في سورية من جميع الجوانب، وتقييم الخطوات المشتركة التي يجب أن يتخذها البلدان في سبيل التعافي الاقتصادي والاستقرار والأمن المستدام على الأراضي السورية.
وأكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوري "أحمد الشرع"، أن تركيا ستعمل على رفع العلاقات مع سوريا إلى مستوى استراتيجي، وتعزيز الأمن والاستقرار الاقتصادي في البلاد.
وأعرب أردوغان عن ترحيبه بالرئيس الشرع، مشيدًا باستضافته في أنقرة، مشيرًا إلى أن "الجميع يعلم أن الشعب السوري تعرض منذ 13 عامًا للظلم والبراميل المتفجرة والإبادة على يد نظام الأسد المجرم، مما أدى إلى استشهاد عشرات الآلاف من السوريين".
وأضاف: "الشعب السوري أصبح حراً في توجيه مستقبله، ونحن وقفنا إلى جانبه في الأوقات العصيبة وسنستمر في الوقوف إلى جانبه"، ولفت الرئيس التركي إلى أن اللقاء مع الشرع ناقش العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، مؤكدًا على "سيادة ووحدة الأراضي السورية".
وأعلن أردوغان أن "الفترة المقبلة ستشهد كثافة في الزيارات واللقاءات مع الجانب السوري، وسنرفع العلاقات إلى المستوى الاستراتيجي". كما أضاف: "العقوبات الغربية على سوريا تقف حجر عثرة أمام نهضتها ونحن جاهزون لدعم سوريا في المرحلة الجديدة".
وفي سياق متصل، توجه أردوغان بتحية إلى الشعب السوري، متمنيًا أن يكون هذا الاجتماع خطوة نحو الخير بين البلدين والشعبين.
من جانبه، شكر الرئيس السوري أحمد الشرع الرئيس أردوغان على موقف تركيا من سوريا طوال السنوات الماضية، مؤكدًا أن "الشعب السوري لن ينسى ما قدمته تركيا لسوريا"، مشددًا على أن هناك "علاقات أخوية متميزة بين البلدين، ونحن نؤكد على تحويلها إلى شراكة استراتيجية عميقة في كافة المجالات".
كما أضاف الشرع أن "العلاقة بين سوريا وتركيا ممتدة عبر التاريخ والجغرافيا"، داعيًا الرئيس أردوغان إلى زيارة سوريا في أقرب فرصة ممكنة. بالإضافة إلى ذلك، تناول الرئيس السوري خلال اللقاء ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي دخلتها مؤخرًا وفقًا لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، كما تم مناقشة ملف قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرقي سوريا.