
فك الحصار عن "حلب" يبدأ من خناصر
تتفاقم يوماً بعد يوم حال الأحياء الشرقية المحاصرة لمدينة حلب، والتي يضيق عليها الخناق من قبل قوات الأسد والميليشيات الشيعية التي تحاول التوغل أكثر داخل المناطق المحررة، فيما يخوض الثوار داخل حلب حرب استنزاف كبيرة، تزامناً مع برود كبير على جبهات حلب الجنوبية والغربية بعد توقف معركة فك الحصار الثانية، وغياب المساندة لفصائل الداخل بشكل كامل دون معرفة الأسباب وراء هذا الجمود.
"أبو المجد " قيادي في الجيش السوري الحر صرح لشبكة شام الإخبارية بأن معركة فك الحصار عن مدينة حلب يجب أن تكون من خناصر، لا من أي موقع آخر، على اعتبار أن طريق الإمداد البري الوحيد لقوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة لها هو من طريق إثريا خناصر، وفقدانها لهذا الطريق الحيوي من شأنه أن يغير المعادلة العسكرية بشكل كامل في حلب.
وقال "أبو المجد" أن قوات الأسد وعبر إعلامها والإعلام المساند لها الروسي والإيراني يوهم العالم أجمع أنها باتت تسيطر على أكبر مساحة في الشمال السوري، بسيطرتها على عدة أحياء من مدينة حلب وريفها، ولكن الحقيقة إن ما تسيطر عليه قوات الأسد هو جزء بسيط من المناطق الخارجة عن سيطرتها في الشمال، حيث يسيطر تنظيم الدولة على كامل المناطق الواقعة شرقي طريق إثريا خناصر، بينما تسيطر فصائل الثوار على كامل المنطقة غربي الطريق.
وأضاف أن قوات الأسد والميليشيات المساندة لها تسيطر على طريق إثريا - خناصر، بما يعادل 2 كيلو متر على مسافة كبيرة، حتى تصل مدينة حلب، وبالتالي فإن معركة قطع الطريق تحتاج لتجهيز وإعداد كبير، لتمكين الثوار من الثبات في النقاط التي تسيطر عليها على كامل الطريق، وبالتالي قطع جميع خطوط الإمداد عن قوات الأسد بشكل كامل.
وأكد "أبو المجد" أن معركة طريق خناصر هي أقل تكلفة وخسائر بالنسبة للثوار والمدنيين، من أن تكون المعركة في مكان آخر حول مدينة حلب، والتي كلفت الثوار خسائر كبيرة، وأجبرتهم المعركة على التراجع بسبب كشف قوات الأسد لخطوط الإمداد والاستهداف الجوي العنيف لمواقعهم حول المدينة، إضافة للثقل العسكري الكبير الذي تتمتع به قوات الأسد في المدينة.
وأشار القيادي إلى أن المرحلة الراهنة هي مرحلة حرجة في تاريخ الثورة من الناحية العسكرية، بعد تراجع الثوار في حلب، واستمرار عمليات الضغط على المناطق الثائرة حول العاصمة دمشق وإجبار ثوارها على عقد المصالحات والخروج من مناطقهم باتجاه إدلب، وأن المرحلة تحتاج لرجل قائد يستطيع توحيد جميع الجهود وفتح عدة جبهات بريف حماة وحلب وتكون المعركة الحقيقة على طريق خناصر، الذي سيفرض ضغط كبير على قوات الأسد والميليشيات المساندة لها في حلب ويحولها من محاصرة للثوار لحصار يفرضه الثوار.