غياب الكهرباء في قرى ريف إدلب الجنوبي: تحديات يومية وتأثيرات مباشرة على الأهالي
غياب الكهرباء في قرى ريف إدلب الجنوبي: تحديات يومية وتأثيرات مباشرة على الأهالي
● أخبار سورية ٢٦ أغسطس ٢٠٢٥

غياب الكهرباء في قرى ريف إدلب الجنوبي: تحديات يومية وتأثيرات مباشرة على الأهالي

عاد آلاف النازحين إلى مناطقهم في ريف إدلب الجنوبي بعد سنوات طويلة من الغياب، آملين في بداية جديدة لحياتهم. لكن سرعان ما اصطدموا بواقع صعب، إذ يواجهون يومياً تحديات معقدة في الجوانب الخدمية والصحية والبيئية وحتى الأمنية. وقد دفع استمرار هذه الأزمات السكان إلى إطلاق نداءات متكررة إلى الجهات المعنية، مطالبين بتحسين الظروف الأساسية التي تمكّنهم من استئناف حياتهم الطبيعية بكرامة وأمان.

يؤكد عدد من سكان ريف إدلب الجنوبي أن انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن مناطقهم يُعد من أبرز التحديات التي واجهوها بعد عودتهم إلى قراهم. ويُرجع الأهالي هذا الانقطاع إلى الاستهداف الممنهج للبنية التحتية من قبل قوات النظام البائد، ما أدى إلى تدمير واسع لشبكات الكهرباء، فضلاً عن عمليات السرقة التي قاموا بها، فطالت الأسلاك والمحولات خلال سنوات النزوح.

وأشار أبناء المنطقة الذين تحدثنا معهم، إلى خلو القرى في الوقت الحالي من محطة كهربائية فعالة، كما أن أغلب القرى تفتقر إلى الأعمدة والشبكات نتيجة تفكيكها وسرقتها. هذا الواقع دفع الأهالي إلى اللجوء لاستخدام بدائل محدودة مثل ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات البسيطة، التي بالكاد تلبي الحد الأدنى من احتياجاتهم اليومية.


وأوضح السكان أن انقطاع التيار الكهربائي انعكس بشكل مباشر على حياتهم اليومية، خصوصاً على النساء اللواتي لا يستطعن تشغيل المعدات الكهربائية خلال القيام بالواجبات المنزلية. كما حرم الأطفال من الشعور بالأمان، ومن الطبيعي أن يشعروا بالخوف خاصة بعد غياب الشمس، وفقدوا القدرة على القيام  بالأنشطة المنزلية والتعليمية مع حلول الظلام.


كما أثر الانقطاع على الأشخاص الذين كان يخططون لافتتاح مشاريعهم الخاصة في القرى التي عادوا إليها بعد النزوح، لاسيما أن توافر الكهرباء جزء أساسي فيها، خاصة بتأمين الإنارة وتشغيل المعدات والآلات، الذي أصبح غير ممكنا بغيابها، ما يعيق استعادة النشاط الاقتصادي المحلي وإعادة عجلة الإنتاج إلى العمل.

 وفي حال أراد أصحاب المشاريع اعتماد البديل في سبيل القيام بأنشطتهم التجارية  فذلك سيُحملهم أعباءً إضافية. وكان للمزارعون نصيب  أيضاً بالتأثر بانقطاع الكهرباء، حيث لا يستطيعون تشغيل مضخات المياه وإحياء الزراعة واستثمار أراضيهم، مما يجعل  الأهالي يشعرون بأن العودة ناقصة ما لم تُحل هذه المشكلة الجوهرية.


وسبق ووجه العائدون مناشدات للحكومة السورية والجهات المعنية وفي مقدمتهم محافظ إدلب السيد محمد عبد الرحمن، بضرورة التدخل الفوري والعمل على إعادة الكهرباء إلى القرى في ريف إدلب الجنوبي، لضمان حياة كريمة واستقرار الخدمات الأساسية وتشغيل الأنشطة الاقتصادية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ