غارات مركزة تستهدف مستودعاً للأسلحة قرب قاعدة حميميم الروسية بريف اللاذقية
أفادت مصادر إعلامية بأن غارات إسرائيلية غير مسبوقة طالت عدة مواقع بينها مستودع أسلحة ضخم على أطراف مدينة جبلة في منطقة قريبة من قاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية، فجر الخميس 3 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، دون أن يكون هناك أي رد من منظومات الصواريخ الروسية.
وتداولت صفحات موالية مشاهد مصورة من موقع الاستهداف توثق حدوث انفجارات عنيفة ناتجة عن الذخائر المتنوعة الموجودة بالمستودع وتشير مصادر إلى أن الموقع المستهدف قرب قاعدة حميميم الجوية.
ولم يعلق إعلام النظام الرسمي حتى الآن على هذه الاستهدافات، فيما أشارت وسائل إعلام محلية مقربة من النظام إلى تحويل حركة السير على أوتوستراد اللاذقية- طرطوس من عقدة جبلة الجنوبية حتى جسر حميميم، مرورًا بمدينة جبلة.
ورجحت مصادر إعلاميّة أن قرار تحويل السير يرتبط بالاستهدافات الأخير علما بأن حكومة نظام الأسد لم تشير إلى الأسباب، مع توجه فرق الإطفاء لإحدى المواقع بمحيط مدينة جبلة بعد تصاعد أعمدة النيران منه، دون ورود معلومات عن ماهيتها.
وقالت وكالات أنباء روسية إن "الدفاعات الجوية السورية، فجر اليوم الخميس، لأهداف معادية قبالة سواحل مدينة جبلة في ريف اللاذقية"، وأكدت بأن أحد الصواريخ سقط في أطراف المدينة، مما أدى إلى اندلاع حريق في الموقع.
وذلك تزامناً مع سماع أصوات انفجارات قوية، وحسب "مصدر أمني" لوكالة "سبوتنيك" الروسية فإن "الدفاعات الجوية تعاملت لأكثر من نصف ساعة مع أهداف معادية يرجح أنها طائرات مسيرة حاولت تباعا استهداف بعض المواقع على أطراف جبلة".
وأكدت اندلاع حرائق في أحد المستودعات على أطراف مدينة جبلة السورية بعد إصابته، ومع تضارب الروايات وغياب الرواية الرسمية، ذكرت مصادر إعلاميّة ان "عدوان ضخم تعرض له الساحل السوري بمحيط مدينة جبلة والدفاعات الجوية السورية والروسية أسقطت عشرات الأهداف المعادية".
وقال "المرصد أبو أمين 80" نقلا عن "مصدر خاص" قوله إن "الاستهداف الإسرائيلي فجر اليوم استهدف شحنة أسلحة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله في جبلة دخلت سوريا عن طريق مرفأ اللاذقية".
وقبل أيام قليلة هزت عدة انفجارات محافظة طرطوس وسط تضارب الروايات حول أسباب هذه الانفجارات، مع غياب الرواية الرسمية فيما تحدثت مصادر إعلاميّة موالية عن تصدي لـ"أهداف المعادية".
وتناقلت صفحات إخبارية موالية مشاهد من سقوط شظايا صاروخ في مدرسة قرية البكرية والمنزل المجاور، الأمر الذي تكرر في عدة مناطق وسط ترجيحات بأنه نتيجة مضادات النظام الجوية.
وقالت وسائل إعلامية مقربة إن أصوات الانفجارات التي تسمع في جبلة بريف محافظة اللاذقية ناجمة عن مساندة الدفاعات الجوية للتصدي للأهداف المعادية قبالة البحر بين مدينة جبلة ومحافظة طرطوس.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر قولها إن دفاعات جوية تتبع لنظام الأسد اعترضت صواريخ يشتبه أنها إسرائيلية كانت تستهدف طرطوس وذلك بعد أن قال شهود عيان إنهم سمعوا دوي عدة انفجارات.
وأعلنت حسابات موالية أن طائرات إسرائيلية نفذت غارات جوية على عدة نقاط في طرطوس وذكرت تلك الحسابات أن الدفاعات الجوية التابعة للنظام تصدت للغارات، ولم يصدر أي بيان رسمي من النظام أو إسرائيل حول الموضوع.
وسبق أن أدان "دميتري بيسكوف" المتحدث باسم الكرملين الروسي، الضربة الجوية الإسرائيلية التي طالت العاصمة السورية دمشق، مؤكدا أن روسيا على اتصال دائم مع الأصدقاء السوريين، دون أن تقدم روسيا أي ردع عبر أنظمة دفاعها الجوية، وتمنع تلك الغارات المتكررة.
وقال "دميتري بيسكوف": "نحن بالطبع على اتصال مستمر مع أصدقائنا السوريين. لا نرى مخاطر كبيرة الآن، لكننا بالطبع ندين مثل هذه الاعتداءات على دولة ذات سيادة".
وخذلت روسيا لعشرات المرات النظام السوري، أمام الإصرار الإسرائيلي في مواصلة الضربات الجوية لمواقع النظام وإيران في مركز سيادته العاصمة دمشق ومناطق أخرى، ليسجل مؤخراً العديد من الضربات الإسرائيلية دون أن تتخذ روسيا أي رد فعل أو الدفاع عنه بواسطة منظومة "إس 300" التي نصبت في سوريا لهذا الشأن.
وسبق أن أصيب الشارع الموالي لرأس النظام بشار الأسد في المناطق الخاضعة لسيطرته بحالة إحباط كبيرة، بعد تكرار الضربات الجوية والصاروخية الإسرائيلية لمواقع النظام وحليفه الإيراني، في ظل الصمت الروسي المطبق وغياب نظام الدفاع الجوي المتطور "إس 300" عن التصدي للهجمات التي نفذت في دمشق والقنيطرة وحمص وحماة، سابقاً.
وكانت حالة الإحباط بدت ظاهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يلمس المتتبع لحساباتهم وصفحاتهم درجة السخط والشغور بالخذلان من الحليف الأبرز لهم روسيا والذي يعتبرونه الحامي لمناطقهم من أي عدوان كما يسمونه، وأن القواعد الروسية في البحر المتوسط وفي حميميم ومناطق عدة من سوريا وآخرها "إس 300" مسؤولة عن حمايتهم من أي ضربة.
وكانت جددت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفها مواقع تتبع لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية في دمشق وحمص، حيث قصفت عدة مواقع بمحيط العاصمة وسيارة لميليشيات حزب الله اللبناني بريف حمص وسط سوريا.
هذا وتتعرض مواقع عدة لنظام الأسد وميليشيات إيران بشكل متكرر لضربات جوية إسرائيلية، في مناطق دمشق وريفها وحمص وحماة وحلب، في وقت كان رد النظام بقصف المناطق الخارجة عن سيطرته في سوريا، بينما يحتفظ بحق الرد في الرد على الضربات الإسرائيلية منذ عقود.