صورة
صورة
● أخبار سورية ٢ أبريل ٢٠٢٥

عيد الفطر لا يمحو الغياب.. عائلات فلسطينية سورية ما زالت تنتظر أبناءها من سجون الأسد

رغم سقوط النظام السوري السابق في ديسمبر 2024، وحلول أول عيد فطر في ظل سوريا الجديدة، إلا أن مشاعر الفرح ما زالت غائبة عن وجوه آلاف العائلات الفلسطينية السورية التي فقدت أبناءها في غياهب سجون نظام بشار الأسد، حيث يختلط العيد بالحزن، وتتحول التهاني إلى وجع متجدد.

في وقتٍ تُفتح فيه أبواب البيوت لاستقبال الضيوف، تظل أبواب كثير من البيوت الفلسطينية في سوريا موصدة بالحسرة، ومغلقة بانتظار خبر عن مفقود، أو معلومة عن شهيد تحت التعذيب.

ألم مستمر رغم التغيير
تقول "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" إن آلاف الفلسطينيين تعرضوا خلال سنوات حكم النظام السابق للاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، دون محاكمة أو تهمة واضحة، ومن بينهم نشطاء حقوقيون، وأطباء، وصحفيون، وعاملون في المجال الإنساني، بالإضافة إلى نساء وأطفال ومسنين.

وبحسب توثيقات المجموعة، فإن عدد المختفين قسريًا من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تجاوز 3,076 شخصًا، لا يزال مصير غالبيتهم مجهولًا حتى اليوم، رغم مرور شهور على سقوط النظام.

شهادات من قلب المعاناة
يروي "أبو أحمد"، والد أحد المعتقلين، قصة ابنه الذي اعتُقل على أحد حواجز النظام عند مدخل مخيم اليرموك قبل أكثر من ثماني سنوات. يقول:"كان عائدًا من عمله، ولم نسمع عنه أي خبر منذ ذلك اليوم. كل ما نريده الآن هو معرفة مصيره ودفنه بكرامة إن كان قد استشهد. نريد محاسبة كل من شارك في اعتقاله، من النظام والفصائل المتواطئة."

أما "أم خالد"، من سكان مخيم خان الشيح، والتي فقدت اثنين من أبنائها في منطقة جديدة عرطوز، فتقول: "لم يترك لنا النظام سوى الخراب والغياب. كل عيد يمر ينهش قلوبنا، لا نريد انتقامًا، نريد العدالة."

فرح ناقص في أول عيد بعد التحرير
بعد سقوط النظام، تم الإفراج عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين، حيث وثّقت مجموعة العمل خروج 48 معتقلًا من سجون مثل صيدنايا وحلب، إلا أن العدد لا يزال ضئيلًا مقارنة بعدد المفقودين، ما يُبقي جراح آلاف العائلات مفتوحة.

ويأتي هذا العيد محمّلًا بمشاعر مختلطة، فبينما تستعيد بعض العائلات أبناءها، تعيش أخرى على أمل كاذب أو انتظار قاتل، وسط دعوات مستمرة للكشف عن مصير المفقودين وفتح ملفات المساءلة والمحاسبة.

المحاسبة والعدالة ضرورة لا خيار
تؤكد العائلات الفلسطينية السورية أن العدالة الانتقالية لا تكتمل إلا بمحاسبة المتورطين في جرائم الاعتقال والإخفاء القسري، واستعادة حقوق المعتقلين وعائلاتهم. كما تدعو الجهات المعنية في سوريا الجديدة إلى إنشاء آليات قانونية وإنسانية تضمن الوصول إلى الحقيقة وتعويض الضحايا.

جهود التوثيق مستمرة
تواصل "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" جهودها في توثيق الحالات، وتحث العائلات على مشاركة أي معلومات متوفرة حول المعتقلين والمفقودين، في محاولة لجمع الأدلة وتحقيق العدالة لمن اختفوا بصمت خلف جدران السجون.

المصدر: مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ