عيد الفطر في المخيمات الفلسطينية بعد سقوط الأسد: فرحةٌ تشرق رغم سنوات المعاناة
عيد الفطر في المخيمات الفلسطينية بعد سقوط الأسد: فرحةٌ تشرق رغم سنوات المعاناة
● أخبار سورية ١ أبريل ٢٠٢٥

عيد الفطر في المخيمات الفلسطينية بعد سقوط الأسد: فرحةٌ تشرق رغم سنوات المعاناة

استقبل اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات السورية عيد الفطر هذا العام بقلوب يملؤها الفرح رغم الجراح، بعد أعوام طويلة من القهر والتغييب عاشوها تحت حكم النظام البائد، جاء العيد هذه المرة مختلفًا، فبسقوط نظام بشار الأسد، تنفّس الأهالي شيئًا من الحرية، وعادوا لإحياء طقوس العيد بروحٍ متجددة، محمّلين بالأمل في بداية جديدة، وفق ماقالت "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا".

صلاة العيد وزيارة الأضرحة.. وفاءٌ للشهداء
مع أولى ساعات الصباح، توجه الرجال برفقة أبنائهم إلى المساجد المنتشرة في المخيمات، حيث أُقيمت صلاة العيد في أجواء روحانية غلبت عليها مشاعر الشكر والدعاء بالفرج. وما إن انتهت الصلاة حتى سارع كثيرون إلى زيارة المقابر، حاملين الفاتحة والدموع إلى قبور الشهداء والمفقودين الذين اختطفهم القمع والدمار خلال سنوات الصراع، في مشهد تختلط فيه ذكرى الغياب بحضور العيد.

موائد العيد ولمّة الأهل تعيد الدفء إلى الخيام
رغم بساطة الظروف وقسوة الواقع، لم تغب مظاهر العيد عن المخيمات. عادت العائلات الفلسطينية إلى مائدة العيد التي تزخر بالأكلات التقليدية المتوارثة، يتبادلون الكعك والمعمول وحلوى العيد، وتعلو أصوات الضحك والتهاني في أجواء يسودها الدفء والترابط العائلي. كانت هذه اللحظات البسيطة كفيلة بإعادة البهجة إلى نفوسٍ أرهقتها المحن.

أطفال المخيمات.. عيد من ضحك وألعاب
وامتلأت الساحات القريبة من المخيمات بصوت الأطفال، الذين انطلقوا للّعب في المراجيح وركوب الدويخة والسيارات الصغيرة، وهم يركضون بأعين متلألئة بالفرح، متناسين صعوبات المخيم وقساوة الحياة. وعلى جوانب الطرق، انتشرت البسطات الصغيرة التي عرضت الحلوى والمأكولات، حيث حرص الأهالي على شراء ما يُدخل السرور إلى قلوب صغارهم، رغم ضيق الحال.

أجواء آمنة تبعث على الطمأنينة
على امتداد أيام العيد، خيّم الهدوء على المخيمات، دون تسجيل أي حوادث أمنية أو صحية، ما عزز الشعور بالاستقرار وأتاح للأطفال والعائلات فرصة عيش العيد في جو من الأمان، قلّما عرفوه خلال السنوات الماضية.

عيد يفتح أبواب الأمل
يتطلع اللاجئون الفلسطينيون في سوريا إلى أن يكون هذا العيد بداية فعلية لمرحلة من السلام الدائم، يأملون خلالها بعودة الاستقرار وعودة المهجرين، ووقف الحصار الذي لا يزال يخنق غزة وباقي المناطق الفلسطينية. فالعيد بالنسبة لهم ليس فقط طقسًا دينيًا، بل هو مساحة لتجديد الأمل ولمّ الشمل وتعزيز الأواصر الاجتماعية رغم الألم.

وبينما كانت ضحكات الأطفال تصدح في المخيمات، بقيت فلسطين حاضرة في القلوب والآمال، وظلّ العيد رسالة بأن الفرح ممكن حتى في أقسى الظروف، وأن الحق لا يضيع ما دام هناك من يتمسك به ويحلم بغدٍ أجمل.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ