
عمر حديفة لـ شام: فشل مشروع "تحرير الشام" سببه الاستخدام الخاطئ للسلطة وحلها غير مؤكد
كشفت مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" مؤخراً، عن بدء حركة تحول جديدة في مسيرة الهيئة وفقاً للمتغيرات التي طرأت على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والمتغيرات الإقليمية والدولية فيما يتعلق بالشأن السوري، وأنها باتت تخوا باتجاه حل "لين" للهيئة بشكل فعلي وسط حديث عن انحلال عناصرها ضمن الفصائل الأخرى أو إمكانية بروز فصيل أو مكون جديد قد يكون المنحلون من الهيئة جزءاً منه، تلاحقها شكوك بأن هذه الخطوة محاولة التفاف جديدة استجابة لمتغيرات الوضع العسكري والمتغيرات الدولية.
شبكة "شام" قدمت جملة من التساؤلات لعدد من الشخصيات الثورية وعلماء ومشرعين وقادة عسكريين وباحثين، لاستطلاع رؤيتهم حول القضية الأبرز التي باتت تشغل الشمال السوري والتي يرى فيها جمهور العوام أن حل الهيئة بات ضرورة لتجنيب المنطقة أي صراع لاسيما بعد أن تحولت لموطن لجل الرافضين للتسوية مع النظام، في وقت رفض مسؤول العلاقات الإعلامية في الهيئة التعليق لـ"شام" عن الأمر بعد التواصل معه.
"عمر حديفة" الشرعي العام في فيلق الشام رأي أن الأخبار عن انحلال الهيئة مجرد شائعات بنيت على أساس الظنون والتكهنات، من قبل شخصيات مناهضة ومعارضة لفكر ما، وأنه لا يوجد شيء مؤكد بهذا الخصوص.
وأكد "حديفة" في حديثه لشبكة "شام" أن الهيئة لو اضطرت لحل نفسها نظراً للضغوط الخارجية التي يمكن أن تُمارس عليها فإنها ستعيد نفسها بشكل آخر وتلتف على الأمر ما استطاعت بطريقة تجنب نفسها وعناصرها الخطر الخارجي وتحافظ عليهم في صفوفهم ولكن بتكتيك جديد تحدده المرحلة.
ولفت الشرعي العام إلى أن الكثير من عناصر وقيادات الهيئة باتوا بعد الاقتتالات التي حدثت في الساحة على دراية أن الخط العام لهم قد انحرف عما كانوا عليه من قبل وبالتالي فالكثير منهم غير راض عما هم فيه الأن ويمكن لهم أن يتخلّوا عن الهيئة فيما لو وجدوا أن وجودهم سيسبب ضرراً على المدنيين فضلا عن الضرر الذي يمكن أن يلحق بهم
ومن هنا يمكن أن ينضم قسم منهم الى بعض الفصائل التي تحقق لهم أهدافهم أو القريبة من فكرهم على الأقل، بينما لن يقبل قسم آخر منهم بذلك وهم الذين ما زالوا من أصحاب الفكر المتشدد في الهيئة.
وبين "حديفة" أن قيادات وشرعيي الهيئة يختلفون كاختلاف العناصر، لافتاً إلى أن الكثير منهم أجرى مراجعات للمراحل السابقة التي مرت بها الهيئة وهو أمر صحي وطبيعي لكل من يريد الحق ويستفيد من التجارب وأخطاء الماضي، مرجحاً أن أولئك قد يبحثون للعمل مع اأي فصيل يمكن أن يلبي أهدافهم بالتوازي مع المصلحة العامة للساحة بعد فشل المراحل السابقة التي مروا بها.
ووجد أن القسم الآخر وخاصة بعض المهاجرين الذين كانت لهم فتاوى وتغريدات تدل على التطرّف والتشدد وهؤلاء قد ينحازوا الى القسم الذي يناسبهم في الساحة ممن اتخذ موقف المواجهة مع الخارج مهما كانت الظروف والأوضاع.
وأوضح "حديفة" لـ "شام" أن ما أوصل الهيئة لما وصلت اليه الأن أمران، الأول هو التباين الفكري الموجود ضمن كوادر الهيئة في الصف الأول والثاني والذي كان له تداعيات ومراجعات بدت واضحة خلال مسيرة الهيئة ولكل تياره الذي يدعمه ويدافع عن آرائه وقد يتغلب إحدهما على الأخر في اتخاذ القرارات أحيانا.
والأمر الثاني هو فقدان الحاضنة الشعبية من خلال التدخل في شؤون الناس الحياتية من أشخاص لم يكونوا أصحاب اختصاص ولَم يكونوا على مستوى الكفاءة لذلك في الوقت الذي تم فيه إقصاء الفعاليات والكوادر والطاقات الموجودة من المدنيين وبدا ذلك واضحا لا يحتاج الى كثير انتباه، ومن هنا فإن الاستخدام الخاطئ للسلطة قد انعكس سلبا عليهم وكان سببا في فشل مشروعهم.
وتوقع "حديفة" أن تكون المرحلة المقبلة هي مرحلة جديدة تحت الإشراف التركي لتكون كل من جرابلس وضواحيها وعفرين وإدلب وحلب الغربي وكل المناطق المحررة الأن تحت الإشراف التركي مع وقف إطلاق نار كامل لمدة معينة تراقب فيها الأطراف المتصارعة سواء من النظام او من المعارضة ومن سيرفض وينقض ذلك سيتم استهدافه والقضاء عليه، ملحماً إلى أنها - إشارة للقضاء على المتشددين وفرصة لذلك حتى يقعوا في فخ التصفية لتلك الجماعة التي سترفض ذلك بشرعنة دولية.
وأشار إلى أن هذه الفترة قد تمتد من ستة أشهر الى سنة حسب الظروف والواقع المستقبلي وخلال هذه الفترة تحدد مسارات الحل التي يمكن أن تناسب المنطقة والدول الراعية لذلك.
وختم "حديفة" حديثه لـ شام" بالقول: " للأسف كل هذه الأمور تدار بعيدا عن إرادة الشعب السوري الذي أصبح خارج دائرة صنع القرار الذي يخصه بالذات وذلك بسبب الضعف الذي أصابه من خلال الفرقة الداخلية والتكالب الدولي والتخاذل الأممي والجبن العربي فأصبح يملى عليه وهو مضطر للقبول باي امر يفرض عليه".