
عقت تحييد مجموعة "محسن الهيمد" .. انتهاء الحملة الأمنية في الصنمين شمالي درعا
أنهت قوى الأمن الداخلي عمليتها الأمنية في مدينة الصنمين شمالي درعا، اليوم الخميس 6 من آذار، عقب مقتل العديد من عناصر مجموعة "محسن الهيمد وإلقاء" القبض على العشرات منهم، وفق ماأفاد موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي.
وقال الموقع إن العملية الأمنية انتهت باستكمال السيطرة على آخر المعاقل التي كانت تتمركز فيها مجموعة الهيمد في الحي الجنوبي الغربي لمدينة الصنمين، بعد اشتباكات استمرت لنحو 24 ساعة أسفرت عن مقتل العديد من عناصر المجموعة وإلقاء القبض على أكثر من 23 عنصرًا.
وأضاف الموقع أنه جرى التعرف على 9 جثث من عناصر الهيمد، وجرح أكثر من 14 عنصراً، في حين تمكن “الهيمد” وعدد من مرافقيه من الفرار إلى جهة مجهولة، ونقل الموقع عن مصدر أمني بأن هناك حملة أمنية دقيقة تجري لتعقب “الهيمد” ومرافقيه الذين تمكنوا من الفرار، حتى الإمساك بهم وتقديمهم للعدالة.
واستشهد 8 عناصر من قوات وزارة الدفاع السورية ومرتبات جهاز الأمن العام، فيما جرح مايزيد عن 20 شخصًا بينهم 12 من أبناء مدينة إنخل قاتلوا إلى جانب قوات وزارة الدفاع السورية ضد مجموعة الهيمد، كما استشهد مدنيان مسنان، وهما علي إسماعيل أبو حوية وحسين الهيمد، إضافة إلى إصابة ستة مدنيين آخرين بجروح متفاوتة نتيجة رصاص الاشتباكات الطائش.
وبدأت الحياة تعود لطبيعتها في مدينة الصنمين بعد انتهاء عناصر الأمن العام من عمليات التمشيط والتفتيش، وسيطرتهم على الأحياء التي كانت تتحصن فيها مجموعة الهيمد.
وكانت شنت إدارة الأمن العام بالتنسيق مع وزارة الدفاع، منذ صباح يوم الأربعاء ، حملة أمنية واسعة في مدينة الصنمين شمالي درعا، مستهدفة مجموعة “محسن الهيمد”، التي تواجه اتهامات بارتكاب جرائم اغتيال والتعاون مع تنظيم داعش، بالإضافة إلى استيلائها سابقاً على أسلحة من الفرقة التاسعة عقب سقوط النظام.
وأكدت مصادر محلية أن الاشتباكات اندلعت منذ ساعات الصباح الأولى بين قوات الأمن الداخلي وعناصر وزارة الدفاع من جهة، ومجموعة “الهيمد” من جهة أخرى، وتركزت في الحي الغربي من المدينة، حيث يتحصن عناصر المجموعة بين الأبنية السكنية.
استسلام عناصر وحصار المجموعة المتبقية
وأفاد نشطاء لشبكة شام بأن عدداً من المسلحين التابعين للهيمد سلموا أنفسهم لقوات وزارة الدفاع، بينما لا تزال مجموعة أخرى بقيادة الهيمد نفسه ترفض الاستسلام، متحصنة في عدد من المنازل في الحي الغربي. وأكد المصدر وقوع مجموعة من المسلحين في الأسر أثناء محاولتهم الفرار من المدينة.
بالتزامن مع ذلك، استمرت الاشتباكات بوتيرة عنيفة بعد فشل المفاوضات التي جرت لإقناع ما تبقى من المجموعة بتسليم أنفسهم. كما فرض الأمن العام حظراً للتجوال في المدينة، وأعطى مهلة لإخراج المدنيين من مواقع الاشتباك، حيث تم إخلاء العشرات من النساء والأطفال خلال ساعة واحدة.
خسائر بشرية واستهداف للنقاط الطبية
وأفادت مصادر طبية بأن عشرات الجرحى سقطوا جراء الاشتباكات الدائرة في الصنمين، وسط نداءات لدعم النقاط الطبية في المدينة والمناطق المحيطة بها، فيما وصلت عدة سيارات إسعاف لنقل المصابين. كما أكدت مصادر أمنية ارتقاء ستة شهداء من قوات الجيش السوري والأمن الداخلي خلال الاشتباكات.
ارتباط مجموعة “الهيمد” بتنظيم داعش
وتشير التحقيقات إلى أن مجموعة “الهيمد” قدمت دعماً واسعاً لعناصر وقيادات تنظيم داعش الذين تم اعتقالهم مؤخراً في درعا، فيما تؤكد مصادر أمنية أن من تبقى من عناصر التنظيم يتحصنون حالياً مع “الهيمد” ويقاتلون بشراسة دفاعاً عن آخر معاقلهم في الحي الغربي للمدينة.
وأعلنت قوى الأمن، بالتعاون مع وزارة الدفاع، تضيق الخناق على آخر المناطق التي يتحصن بها مجموعة الهيمد، وأكد مصدر أمني أن الحملة ستستمر حتى القضاء على بقايا الجماعة المسلحة وإعادة الأمن والاستقرار للمدينة، وسط دعم شعبي واسع لمطالب محاسبة “الهيمد” ومجموعته.
وذكر تجمع أحرار حوران، أن مدينة الصنمين شهدت منذ سنوات سلسلة من عمليات الاغتيال التي وُجهت أصابع الاتهام فيها لمجموعة “الهيمد”، والتي عملت سابقاً لصالح فرع الأمن العسكري قبل سقوط النظام، فيما خرجت احتجاجات سابقة تطالب بمحاكمته بسبب تورطه في قتل العديد من المدنيين.