عقبات تواجه الطلاب العائدين من المهجر خلال متابعة تعليمهم في سوريا
عقبات تواجه الطلاب العائدين من المهجر خلال متابعة تعليمهم في سوريا
● أخبار سورية ٩ أكتوبر ٢٠٢٥

عقبات تواجه الطلاب العائدين من المهجر خلال متابعة تعليمهم في سوريا

شهدت سوريا خلال الأشهر الأخيرة عودة آلاف العائلات التي كانت مهجّرة خارج البلاد، عقب سقوط النظام البائد في 8 كانون الأول عام 2024، لتطوي بذلك سنوات طويلة من الغربة والابتعاد عن الوطن. ومع عودتهم، سعت هذه العائلات إلى استعادة نمط حياتها الطبيعي، وكان من أبرز أولوياتها إعادة أبنائها إلى مقاعد الدراسة في المدارس السورية.

غير أن هذه العودة لم تكن خالية من التحديات، إذ واجه الطلاب العائدون عقبات مختلفة في مسارهم التعليمي، ظهرت بوضوح منذ انطلاق العام الدراسي الجديد.

ضعف في اللغة العربية
يُعدّ ضعف اللغة العربية من أبرز التحديات التي واجهها الطلاب العائدون من دول المهجر، وخصوصاً أولئك القادمين من تركيا وأوروبا. فقد عانى عدد منهم من صعوبات في القواعد والنحو والإملاء، ما انعكس على أدائهم الدراسي وجعلهم متأخرين نسبياً عن زملائهم.

وبينما تمكن بعض الطلاب من تجاوز هذه العقبة من خلال الالتحاق بدورات تقوية ودروس خصوصية بمساعدة أسرهم، حالت الظروف المعيشية الصعبة دون تمكّن آخرين من الحصول على هذا الدعم، ما زاد الفجوة التعليمية بينهم وبين أقرانهم في الصف.

تحديات الاندماج والتكيّف
واجه الطلاب العائدون أيضاً صعوبات في الاندماج داخل البيئة المدرسية والاجتماعية الجديدة. فبعد سنوات أمضوها في مدارس خارجية، وجد كثير منهم صعوبة في التأقلم مع المناهج المحلية وأسلوب التدريس في سوريا، إضافة إلى الحنين لأصدقائهم القدامى في بلدان المهجر، ما جعل عملية تكوين صداقات جديدة أكثر تعقيداً.

تقول بعض الأمهات اللواتي تحدثنا إليهن إن أبناءهن أصبحوا أكثر ميلاً إلى الانطواء والعزلة، ويبدون أحياناً قلقاً أو فقداناً للحماس تجاه المدرسة، وهو ما يرتبط غالباً بعدم التكيّف مع الإيقاع التعليمي الجديد.

دعم نفسي وعاطفي ضروري
ينصح الأخصائيون النفسيون الأمهات بتقديم دعم نفسي وعاطفي متواصل لأبنائهن خلال هذه المرحلة الحساسة، من خلال الاستماع إليهم وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم. فالتواصل الإيجابي مع الأبناء يخفف من توترهم ويساعدهم على تجاوز الصدمة النفسية الناتجة عن الانتقال المفاجئ من بيئة إلى أخرى.

كما يشدّد الخبراء على أهمية التحفيز المستمر عبر كلمات التشجيع والمكافآت البسيطة على أي تقدّم دراسي، مهما كان محدوداً، مع تشجيع الطلاب على الاندماج تدريجياً في الحياة المدرسية والاجتماعية.

التعاون بين الأسرة والمدرسة
يُعدّ التواصل الدائم بين أولياء الأمور والمعلمين عاملاً محورياً في دعم الطلاب العائدين، إذ يتيح هذا التعاون فهم التحديات التي يواجهها الأبناء ووضع حلول مشتركة لمعالجتها. ويوصي التربويون أيضاً بالاستعانة بالدروس الإضافية أو برامج الدعم الأكاديمي، خصوصاً في مادة اللغة العربية، لتعزيز المستوى الدراسي وتسريع الاندماج.

خلاصة القول، إن الطلاب العائدين من المهجر يواجهون تحديات حقيقية في مسارهم التعليمي، تتنوع بين ضعف اللغة وصعوبات التكيّف النفسي والاجتماعي. غير أن تجاوز هذه العقبات ممكن عبر تكامل الجهود بين الأسرة والمدرسة، وتقديم الدعم النفسي والتربوي اللازم لضمان اندماجهم الكامل في الحياة التعليمية، وفتح صفحة جديدة أكثر استقراراً في وطنهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ