ضغوط الأهالي على المعلمين: بين المسؤولية والتحدي
ضغوط الأهالي على المعلمين: بين المسؤولية والتحدي
● أخبار سورية ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥

ضغوط الأهالي على المعلمين: بين المسؤولية والتحدي

يحمل المعلّم في كل عام دراسي مسؤولية مجموعة واسعة من الطلاب، يتابع مستوياتهم، ويشرح لهم، ويهتم بما يحتاجونه داخل الصف وخارجه. مهمة تبدو بسيطة لمن يراها من بعيد، لكنها في الحقيقة عمل يومي شاق يتطلب صبراً وجهداً متواصلاً، وقدرة على استيعاب فروقات الطلاب واستجاباتهم المختلفة للتعلم.

تحدي إضافي
ورغم ثقل العبء الأصلي، يجد كثير من المعلّمين أنفسهم أمام ضغوط إضافية يفرضها بعض الأهالي الذين يطالبون باهتمام خاص بأبنائهم، أو يحمّلون المعلّم مسؤولية أي تعثر دراسي يحدث، مهما كان سببه. رسوب الطالب في مادة ما، أو حصوله على درجات منخفضة، يتحول لدى بعض الأسر إلى اتهام مباشر للمعلم، بدلاً من البحث في الأسباب الحقيقية التي قد تتعلق بطبيعة الطالب أو بيئته الدراسية في المنزل.

أنواع الضغوط التي يفرضها الأهالي 
هذه الضغوط التي تمارسها بعض العوائل، تؤدي إلى آثار سلبية تنعكس على نفسية المعلم ومهنته، وتتنوّع أشكالها، ومنها، بحسب ما ذكرته السيدة صفاء، مدرسة إعدادية، خلال حديثها إلى شبكة شام الإخبارية، الاتصالات المتكررة خارج أوقات الدوام، للسؤال عن أدق تفاصيل الواجبات أو الحضور أو السلوك. 

وتضيف أن عدداً من الأهالي يطالبون المدرسين بمتابعة فردية مستمرة لأبنائهم، أو بمنحهم معاملة خاصة على حساب بقية الطلاب، وصولاً إلى التدخل في أساليب التدريس أو طرق تقييم الطالب.

وتؤكد أن الضغط لا يقتصر على ذلك، إذ يطالب بعض الأهالي برفع العلامات أو تعديل التقييمات، ويشكّكون في موضوعية المعلّم كلما جاءت النتيجة أقل مما يتوقعونه. كما لا يتردد البعض في رفع شكاوى متسرّعة إلى الإدارة فور انخفاض علامة الطالب، دون النظر إلى مسؤوليته الدراسية أو الظروف التي أدت إلى ذلك.

تداعيات الضغوط
تترك ضغوط الأهالي آثاراً واضحة على المعلم، فهي لا تضيف عليه عبئاً عملياً فقط، بل تثقل كاهله نفسياً، فتتسبب في شعوره بالتوتر المستمر والضغط النفسي، خصوصاً عندما تتسم المطالب بنبرة اتهام أو شك. كما تؤثر هذه الضغوط على علاقته بالطلاب، فتخلق فجوة بينه وبينهم، وقد تجعله يشعر بالإرهاق النفسي والمعنوي، مما ينعكس على جودة التعليم والمتابعة اليومية.

أهمية الحوار بشفافية مع الأهالي
ختاماً، تقترح المعلمة صفاء مجموعة من الحلول العملية لمواجهة ضغط الأهالي على المعلمين، بدءاً بتنظيم أوقات الاتصال لتكون فعالة، وتوضيح أن متابعة الطلاب الفردية تتم وفق خطة محددة، وليس بحسب طلبات متفرقة. كما تؤكد على أهمية الاجتماعات الدورية مع الأهالي للتواصل بشفافية حول طبيعة المهنة وصعوباتها، مع التأكيد على حرص المعلمين على مصلحة الطلاب واعتبارهم مسؤولية مشتركة بين المدرسة والأسرة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ