
صراع في نقابة الفنانين ..قرار بسحب الثقة من "الناطور" والأخير يبطله ويؤكد عدم قانونيته
صدر قرار عن نقابة الفنانين في الجمهورية العربية السورية اليوم الأحد 4 أيار، يحمل رقم / 111 /، يقضي بسحب الثقة من الفنان "مازن الناطور" بصفته (نقيباً) وذلك استناداً إلى المادة /33/ الفقرة /3/ من القانون رقم /40/ لعام 2019.
وعلل القرار سبب الفصل إلى "الاستئثار والتفرد بالقرار، وإقصاء وتهميش أعضاء المجلس المركزي، ومخالفة القانون الناظم لعمل النقابة"، موقع باسم نائب نقيب الفنانين "نور مهنا"، في حين قالت مصادر مطلعة، إن الصراع في النقابة مرجعه لقرارات فصل "سلافة فواخرجي" ومنح عضوية الشرف للفنانين "أصالة نصري والمطرب اللبناني فضل شاكر".
قرار مضاد يلغي الأول
وخلال ساعات قليلة، صدر قرار مضاد عن النقابة، موضحاً أن قرار سحب الثقة من الفنان "مازن الناطور" بصفته نقيباً هو قرار باطل لمخالفته أحكام القانون رقم / ٤٠/ لعام ۲۰۱۹ ولأحكام النظام الداخلي الناظم لعمل نقابة الفنانين.
وأوضح القرار الثاني أن الجهة التي تقوم بالتكليف هي الجهة المخولة بإنهاء التكليف استناداً لأحكام القانون العام وبما يتوافق مع المادة /٥١/ من القانون رقم / ٤۰ / لعام ۲۰۱۹ ، مع العلم أن الجهة التي قامت بالتكليف هي رئاسة مجلس الوزراء بقرارها رقم /٢٠٩/ الصادر بتاريخ ٢٠٢٥/٣/٢٥ بناء على المادة /٥١/ من القانون رقم / ٤۰ / لعام ۲۰۱۹، وعليه فإن الجهة صاحبة التكليف هي الجهة الوحيدة المخولة قانوناً بإنهاء هذا التكليف.
وبين أن الجلسة التي تم بها سحب الثقة يوم الأحد بتاريخ ۲۰۲٥/٥/٤م هي جلسة استثنائية تم عقدها بشكل غير قانوني، معتبراً أن القرار رقم / ۱۱۱ /ق الصادر عن نقابة الفنانين بتاريخ ٢٠٢٥/٥/٤ الذي ينص على سحب الثقة من الفنان مازن الناطور بصفته نقيباً يعتبر لاغياً، كما اعتبر القرار أن القرار الصادر عن نقابة الفنانين بتاريخ ٢٠٢٥/٥/٤ الذي ينص على تكليف الزميل نور مهنا بمهام النقيب يعتبر لاغياً أيضاً.
وكان أصدر نقيب الفنانين السوريين مازن الناطور، يوم الخميس 24 نيسان 2025، قراراً رسمياً بمنح الفنانين "أحمد القسيم وأصالة نصري وفضل شاكر والموسيقار مالك الجندلي" عضوية النقابة بمرتبة الشرف، تقديراً لمسيرتهم الفنية وموقفهم الوطني النبيل من قضايا الشعب السوري.
وفي تصريح نُقل عنه خلال استضافته في برنامج "شو القصة" الذي تقدّمه الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات، قال الناطور: "إذا اعتذر باسم ياخور، سيسامحه الشعب السوري لأنه شعب طيب"، مضيفاً أن بوسعه العودة إلى بلده دون أن يتعرض له أحد بسوء. وأكد أن سوريا تتسع لجميع أبنائها، وأن أبوابها مفتوحة لكل من يراجع نفسه ويختار الوقوف في صف الشعب.
شطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي
وكانت أصدرت "نقابة الفنانين السوريين" قراراً بشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي من سجلاتها، وذلك استناداً إلى أحكام المادة 58 من القانون رقم 40، البند الثاني الفقرة (ب)، التي تنص على إمكانية شطب العضوية في حال مخالفة العضو لأهداف النقابة وأخلاقيات المهنة.
وجاء القرار نتيجة ما اعتبرته النقابة "إصراراً متكرراً من الفنانة سلاف فواخرجي على إنكار الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري"، إضافة إلى مواقفها المعلنة التي "تنكرت لمعاناة السوريين وآلامهم خلال سنوات القمع والاستبداد"، بحسب ما ورد في بيان النقابة.
وجاء هذا القرار في ظل حالة من الانقسام الحاد داخل الوسط الفني السوري، بعد التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد، وتزايد الأصوات المطالبة بمحاسبة الشخصيات العامة التي دعمت أو غطّت ممارسات النظام السابق، سواء عبر الخطاب الإعلامي أو المواقف العلنية.
النقابة كانت تعمل بأسلوب يشبه "فرع مخابرات"
أكد نقيب الفنانين السوريين الجديد، مازن الناطور، أن النقابة كانت معطلة تمامًا نتيجة للظروف التي مرت بها البلاد، مشيرًا إلى أن النقابة كانت تعمل بأسلوب يشبه "فرع مخابرات" تابع للنظام السابق. وأوضح أن ضغوطًا كبيرة مورست على الفنانين وتم استغلالهم لتلميع صورة النظام.
وفي تصريحات له عبر "العربية FM"، شدد الناطور على أن أولويات الإصلاح داخل النقابة تشمل معالجة الاستحقاقات المالية للمتقاعدين وتفعيل الضمان الصحي، بالإضافة إلى مراجعة القوانين الداخلية والدستور النقابي لإجراء إصلاح شامل، كما أشار إلى ضرورة استعادة أخلاقيات العضوية في النقابة بعيدًا عن الاستقطاب السياسي والإملاءات الأمنية.
وأشار الناطور إلى أن النقابة كانت تحاسب الفنانين الذين عبّروا عن مواقف معارضة، بينما كانت تُدار من قبل شخصيات وصفها بـ "المُشبحين"، واعتبر أن الجمهور هو الجهة الوحيدة القادرة على محاسبة الفنانين بناءً على مواقفهم، وليس النقابة.
وأكد الناطور تفاؤله بالنظام الجديد، موضحًا أنه لا توجد مؤشرات على تقييد حرية الإبداع. وأكد على وجود إمكانية لحدوث انعطافة إيجابية في الدراما والفن السوري، من خلال تسليط الضوء على الأحداث الماضية بحرية أكبر.
وأضاف الناطور أنه تم تعيينه لفترة انتقالية لتسيير أعمال النقابة، حتى يتم تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات نزيهة تعيد الديمقراطية لاختيار ممثلي الفنانين في النقابة.
تعيين الفنان السوري الحر "مازن الناطور" نقيباً للفنانين السوريين
وكان أعلن الفنان السوري "مازن الناطور"، في 5 آذار، تعيينه نقيباً للفنانين في الجمهورية العربية السورية، وذلك بعد أن كان تعرض للطرد من النقابة إضافة لعشرات الفنانين السوريين الذين ناصروا وساندوا وشاركوا في الحراك الثوري السوري، ليأتي تعيينه نقيباً للفنانين السوريين، تتويجاً لمواقفه ولانتصار الحق على أذناب وأزلام الأسد في سوريا.
مازن الناطور، فنان سوري معروف في مجال التمثيل، من أبناء محافظة درعا، وحقق شهرة واسعة من خلال مشاركته في العديد من الأعمال التلفزيونية والدرامية، يتمتع الناطور بموهبة فنية كبيرة وأداء مميز، حيث جسد العديد من الأدوار التي تتنوع بين الدراما الاجتماعية والتاريخية.
يعتبر الناطور من الوجوه المألوفة في السينما والتلفزيون السوري، وله قاعدة جماهيرية كبيرة في سوريا والعالم العربي، غالبًا ما يتسم أداؤه بالصدق والعاطفة، ما يجعله محط إعجاب النقاد والجماهير على حد سواء.
كان الناطور كان من بين الفنانين السوريين الذين عبّروا عن موقفهم من الحراك الثوري السوري منذ بدايته في 2011. في البداية، كان الناطور من الفنانين الذين دعوا إلى الإصلاحات السياسية والاجتماعية في سوريا، مطالبًا بالتغيير السلمي والعدالة. ومع تصاعد الأحداث وانتقال النظام لقمع الثورة، تبنى الناطور مواقف داعمة للثوار والمطالبين بالتغيير.
ومع مرور الوقت، أصبح الموقف الفني والسياسي لمازن الناطور مثار جدل، حيث تعرض لهجوم وانتقاد من بعض الجهات بسبب تعبيره عن موقفه الداعم للثوار في وجه نظام بشار الأسد. وقد تم اتهامه من قبل البعض بأنه يروج للأفكار المعارضة للنظام في الوقت الذي يعتقد فيه آخرون أن الفنانين لا يجب أن يلتزموا فقط بالصمت بل يجب أن يكون لهم دور في التعبير عن قضايا الشعوب.