
صحيفة :: قمة خماسية تجمع ترامب وبن سلمان والشرع في الرياض
كشفت صحيفة القدس العربي عن توجه لعقد قمة خماسية رفيعة في العاصمة السعودية الرياض يوم الثلاثاء المقبل، تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس اللبناني جوزف عون، إلى جانب الرئيس السوري أحمد الشرع، في أول لقاء مباشر من نوعه منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي.
وبحسب مصادر مطّلعة تحدثت للصحيفة، فإن المبادرة لعقد القمة جاءت باقتراح سعودي، ولاقَت قبولًا من ترامب الذي يقوم بجولة في المنطقة، وسط تسريبات عن احتمال إعلان أميركي رسمي للاعتراف بقيام دولة فلسطينية بدعم سعودي، وهو ما تعتبره الرياض “إنجازًا استراتيجيًا” ضمن مساعيها لإعادة صياغة التوازنات الإقليمية.
القمة التي لم يُعلن عنها رسميًا حتى الآن، يُتوقع أن تركز على ملفات الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي، إلى جانب تطورات الملف السوري، والتطبيع العربي الإسرائيلي، وملف العقوبات المفروضة على سوريا.
تحركات موازية من دمشق نحو واشنطن
وتأتي هذه القمة في سياق تحرّكات دبلوماسية سورية مكثفة كشفت عنها صحيفة وول ستريت جورنال، والتي قالت إن الرئيس السوري أحمد الشرع يسعى للقاء الرئيس الأميركي ترامب بشكل مباشر، ويأمل في كسب دعم واشنطن لخطته الخاصة بإعادة إعمار سوريا، مستلهمًا النموذج الأميركي الشهير المعروف بـ”خطة مارشال”.
ووفق التقرير، فإن الشرع وجّه رسالة رسمية إلى البيت الأبيض يطلب فيها عقد اجتماع على هامش زيارة ترامب إلى الخليج، مستعرضًا رؤية اقتصادية جديدة تتضمن منح الأولوية لشركات أميركية وغربية، بدلًا من اعتماد النموذج الصيني في الإعمار، وطرح إمكانية تأسيس شركة نفط وطنية سورية مدرجة في البورصات الأميركية.
كما نقلت الصحيفة عن مصادر أميركية وسورية أن إدارة الشرع أبدت استعدادها للقيام بخطوات “ميدانية” لطمأنة المجتمع الدولي، تضمنت اعتقال قيادات أجنبية من حركة الجهاد الإسلامي داخل الأراضي السورية، واستمرار قنوات الاتصال غير المباشر مع إسرائيل عبر وسطاء إقليميين.
الشرع: ترامب سيجلب الاستقرار للمنطقة
وكان الشرع قد هنّأ دونالد ترامب على تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة في يناير الماضي، في رسالة نشرتها القيادة السورية الجديدة، وجاء فيها:
“نحن على ثقة بأنه القائد الذي سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط ويعيد الاستقرار إلى المنطقة”،
مؤكدًا تطلع بلاده إلى “إقامة شراكة حقيقية مع الولايات المتحدة، تقوم على الحوار والتفاهم والمصالح المشتركة”.
القمة المرتقبة، إذا عُقدت بالفعل بحضور الرئيس السوري أحمد الشرف، ستكون أول اختبار علني لهذا المسار الجديد في العلاقة بين سوريا وواشنطن، في ظل شبكة معقدة من الملفات الحساسة التي تشمل أمن إسرائيل، العقوبات الأميركية على سويا، والدور الإيراني، ومستقبل القوى الكردية في شمال شرق سوريا، وأيضا الأقليات والمقاتلين الأجانب.