
صحيفة الإندبندنت ... دعت الحكومة البريطانية للإستفادة من تجارب الماضي قبل أن تشترك في الحرب على تنظيم الدولة في سوريا
دعت صحيفة الإندبندنت البريطانية، حكومة ديفيد كاميرون، إلى الاستفادة من تجارب الماضي قبل أن تشترك في الحرب على تنظيم “الدولة”، مؤكدة أن لندن تتجه إلى اتخاذ قرار المشاركة في الحرب على التنظيم في سوريا، التي تصفها الصحيفة بأنها تشهد معتركاً خطيراً ومعقداً.
وأوضحت الصحيفة أن الماضي البريطاني يشير إلى اشتراك قواتها في حروب صغيرة، كما جرى في البصرة عام 2003، وفي ولاية هلمند بأفغانستان بعد عام 2006، وفي كلتا الحالتين كانت النتيجة الفشل، بقدر الفشل في الاشتراك في مثل هذه الحروب التي لم يكن من طائل وراءها سوى تقديم الدليل للأمريكيين بأن بريطانيا حليف عسكري لهم.
وتتابع: “بريطانيا قادرة على نشر عدد قليل من الطائرات فوق سوريا، غير أن التدخل العسكري هناك سيكون له تأثير على الحياة في بريطانيا، والسبب أن تنظيم الدولة سيرد على أي هجوم عليه باستهداف المدنيين في ذاك البلد”.
وتؤكد الصحيفة البريطانية أن تنظيم “الدولة” ومنذ سيطرته على الموصل شمال العراق عام 2014، بدأ ينظم نفسه تنظيماً جيداً معتمداً على موارده المالية الكبيرة، ومن ثم فإنه صار يهاجم بضراوة كل جهة تقف ضده، كما حصل مع القوات الكردية التي تمكنت من استعادة بلدة كوباني السورية، إذ عاود التنظيم بعد ذلك إرسال العشرات من الانتحاريين إلى البلدة، وهو ما أوقع العشرات من القتلى والجرحى.
وتشير الإندبندنت إلى أن التنظيم يخطط أيضاً لاستهداف الأماكن المدنية بالطريقة ذاتها التي تم فيها استهداف طائرة الركاب الروسية فوق سيناء المصرية في الحادي والثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أدت إلى مقتل 224 راكباً، ثم ما تبعه من عمليات استهداف عدة مواقع في باريس، مشددة على أن التنظيم لديه العشرات من أنصاره الذين لديهم استعداد كبير للموت.
وهنا تشير الصحيفة إلى أن الاقتناع بأن مشاركة بريطانيا بالهجمات على “الدولة” في سوريا سوف يؤدي لا محالة إلى هجمات انتقامية في بريطانيا، يجب ألا يكون سبباً للحد من السياسة البريطانية لمواجهة خطر هذا التنظيم، ولكن يجب أن يجري تفكير متأنٍ حول الهدف من هذه المشاركة، وتأمين كافة الإجراءات من أجل أن تحقق المشاركة أهدافها.