
صحيفة إسرائيلية: قاعدة تركية في سوريا تهدد حرية تحركنا العسكري
قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن مسؤولاً أمنياً بارزاً عبّر عن قلق تل أبيب من احتمال سماح الحكومة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، لأنقرة بإنشاء قاعدة جوية على الأراضي السورية، واصفاً الأمر بأنه “تهديد محتمل نعارضه”.
وأضاف المصدر الأمني الإسرائيلي في تصريحات نُشرت الإثنين: “إذا تم إنشاء قاعدة جوية تركية في سوريا، فإن ذلك سيقوّض حرية إسرائيل في التحرك العسكري هناك”، معتبراً أن التفاهمات المتزايدة بين النظام السوري الحالي وحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “مصدر قلق استراتيجي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأجهزة السياسية والأمنية في إسرائيل أجرت خلال الأسابيع الأخيرة عدة نقاشات بشأن ما اعتبرته “مؤشرات على تعمق الدور التركي داخل سوريا”، بما يشمل احتمال إقامة قواعد عسكرية تركية دائمة. ولفت التقرير إلى أن أردوغان كان من أبرز داعمي فصائل المعارضة السورية المسلحة التي أطاحت بنظام بشار الأسد نهاية عام 2024، وهو ما زاد من ترابط العلاقة بين الطرفين.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس التركي صعّد من لهجته ضد إسرائيل مؤخراً، خاصة بعد إعلانها السيطرة على مناطق عازلة داخل سوريا. ونقلت عن أردوغان قوله نهاية الأسبوع الماضي: “ليجعل الله خراباً ودماراً نصيب إسرائيل الصهيونية”.
وفي سياق العمليات العسكرية، قالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات استهدفت مواقع عسكرية في تدمر وقاعدة “T4” وسط سوريا في 22 آذار/مارس، مشيرة إلى أن الهدف من هذه الضربات كان إيصال رسالة بأن “تل أبيب لن تسمح بالمساس بحرية حركتها الجوية في سوريا”.
ووصفت الصحيفة الرئيس السوري أحمد الشرع بأنه “إسلامي كلاسيكي له أهداف قصيرة وطويلة المدى، ولم تتغير أهدافه بعيدة المدى”، بحسب ما نقلته عن المسؤول الأمني، الذي أضاف: “الشرع يسعى لرفع العقوبات عن سوريا، وتركيا تلعب دور الوسيط في ذلك، لكن من دون رفعها سيلاقي نفس مصير الأسد”.
ويأتي هذا التقرير في ظل توتر متصاعد بين سوريا وإسرائيل، حيث تواصل الأخيرة شن غارات شبه يومية على الأراضي السورية، رغم أن الإدارة الجديدة في دمشق لم تصدر تهديدات مباشرة ضد تل أبيب منذ توليها الحكم.