شخصيات يهودية أميركية من أصول سورية تؤيد حكومة "الشرع" وتدعو لرفع العقوبات
شخصيات يهودية أميركية من أصول سورية تؤيد حكومة "الشرع" وتدعو لرفع العقوبات
● أخبار سورية ٨ أبريل ٢٠٢٥

شخصيات يهودية أميركية من أصول سورية تؤيد حكومة "الشرع" وتدعو لرفع العقوبات

أعلنت مجموعة من الشخصيات اليهودية الأميركية من أصول سورية، تأييدها العلني لحكومة الرئيس السوري أحمد الشرع، مطالبة الإدارة الأميركية برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، وشطب اسم الحكومة من قوائم الإرهاب، تمهيداً للاعتراف الدولي بها.

 تحرك دبلوماسي ورسالة دعم نادرة
جاء هذا الموقف في خطوة غير مسبوقة، في ظل تحديات دبلوماسية كبيرة تواجهها الحكومة السورية الجديدة، في سعيها لنيل الاعتراف الدولي، وسط تردد القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في فتح قنوات رسمية للتعامل مع دمشق الجديدة، رغم ما تبديه من انفتاح سياسي وضمانات لحماية المكونات الدينية والإثنية كافة.

 الحنين إلى الجذور
ويُعد رجل الأعمال هنري حمرا من أبرز من قادوا هذه المبادرة، حيث ينتمي إلى الجالية اليهودية السورية في نيويورك، وكان قد غادر دمشق في شبابه. وأعرب حمرا خلال لقاءاته مع أعضاء في الكونغرس الأميركي عن رغبته العميقة في "العودة إلى الوطن"، مشدداً على أن سوريا جزء لا يتجزأ من هويته.

وقال حمرا في تصريح نقلته صحيفة "نيويورك تايمز": "ما رأيته خلال زيارتي الأخيرة إلى سوريا كان مزيجاً من الدمار والأمل. هناك تعطش للنهوض من جديد، لكن العقوبات تحاصر الشعب وليس النظام السابق".

 زيارة تحمل أبعاداً رمزية
وفي شباط/ فبراير الماضي، نظّم حمرا زيارة إلى سوريا برفقة والده الحاخام يوسف حمرا، وبدعم من "فريق الطوارئ السوري"، شارك فيها أيضاً عدد من السوريين الأميركيين المسلمين. وشملت الجولة زيارة معالم دينية يهودية، بينها كنيس جوبر المدمر ومقبرة يهودية تاريخية، حيث حظي الوفد بتسهيلات رسمية شاملة من وزارة الخارجية السورية.

 دعم سياسي ورسالة مصالحة
وقال معاذ مصطفى، مدير فريق الطوارئ السوري، إن الزيارة لم تكن مجرد رحلة تراثية، بل محاولة لإيصال رسالة سياسية إلى واشنطن بأن الحكومة السورية الجديدة تسعى إلى شراكة وطنية تتجاوز الانقسامات السابقة.

من جانبه، أوضح الحاخام يوسف حمرا أن الهدف من الزيارة هو "إغلاق صفحة الماضي بكرامة، واستعادة جزء من الذاكرة الوطنية التي جمعت السوريين بمختلف أديانهم لقرون طويلة".

التحديات أمام القبول الدولي
ورغم الإشارات الرمزية لهذه الزيارة، ما زالت العقبات السياسية قائمة. فقد أعربت أوساط إسرائيلية عن تحفظها، مشيرة إلى وجود مخاوف أمنية من الحكومة السورية الحالية، على خلفية ارتباط بعض قادتها السابقين بفصائل جهادية.

أما الإدارة الأميركية، فامتنعت حتى الآن عن إصدار موقف رسمي، رغم تأكيد وزارة الخارجية لقاءها مع الوفد اليهودي. كما لم تصدر عن البيت الأبيض تعليقات بشأن طلبات رفع العقوبات أو الاعتراف بالحكومة الجديدة.

تحركات داخل الكونغرس
في المقابل، بدأ بعض المشرعين الأميركيين بالتحرك لدفع إدارة ترامب إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه دمشق. فقد أرسل كل من النائب الجمهوري جو ويلسون والسيناتورة الديمقراطية إليزابيث وارن رسالة إلى وزارتي الخارجية والخزانة، دعوا فيها إلى مراجعة شاملة للعقوبات، معتبرين أنها "تضر بالمصالح الأميركية وتمنع الاستقرار في مرحلة ما بعد الأسد".

وأكد ويلسون في تصريح للصحفيين: "رغم ماضي الشرع، هناك إشارات حقيقية على تحولات سياسية في سوريا. يجب أن نتيح للشعب السوري فرصة للحياة بعيداً عن العقوبات والجوع".

دمشق ترحب بالمبادرة وتعد بمزيد من الانفتاح
من جهتها، وصفت وزارة الخارجية السورية الزيارة بأنها "مبادرة رمزية على طريق المصالحة الوطنية"، مشددة على استعداد الدولة السورية لحماية كافة أبنائها دون تمييز، والعمل على استعادة علاقاتها الدولية وفق رؤية شاملة جديدة، وتأمل دمشق أن تفتح هذه المبادرة باباً لاختراق دبلوماسي يساهم في كسر الحصار السياسي والاقتصادي، والتمهيد لمرحلة جديدة من الانفتاح الدولي وإعادة الإعمار.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ