
زيارة تاريخية: وزير الخارجية السوري يؤكد من بغداد وحدة الصف بين سوريا والعراق
أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني من بغداد، اليوم الجمعة، على أهمية وحدة الصف بين سوريا والعراق في أول زيارة رسمية لمسؤول سوري إلى العاصمة العراقية منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي. جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين.
وأوضح الشيباني أن الزيارة تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن "مصائرنا مشتركة"، وأن سوريا والعراق يجب أن يقفا سوياً ضد التهديدات والتدخلات الخارجية. وأضاف: "أمن سوريا من أمن العراق"، معبراً عن استعداد بلاده للتعاون مع العراق في محاربة تنظيم داعش.
فيما أكد الشيباني أن زيارة بغداد تركز على تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وإزالة العوائق التي قد تقف أمام هذا التبادل، مشدداً على أن فتح الحدود بين البلدين سيكون خطوة أساسية نحو تحسين العلاقات الاقتصادية.
وأضاف: "نحن شعب واحد وجزء من الأمة العربية، ويجب أن نواصل تعزيز علاقاتنا ليس كحكومات فحسب، بل كشعوب لتحقيق مستقبل أفضل"، معترفاً بأن "الطريق لن يكون سهلاً، لكننا واثقون بأن دمشق وبغداد ستخرجان من هذه المرحلة أقوى مما مضى".
من جهته، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن العلاقات بين سوريا والعراق تاريخية، وأعرب عن دعم العراق الكامل للتعاون مع سوريا في كافة المجالات، بما في ذلك تعزيز الاستقرار في المنطقة. كما أشار إلى أن العراق يؤيد اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الجمهورية العربية السورية، متمنياً أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على سوريا.
وقال حسين: "الاستقرار في سوريا يهمنا، فهو يؤثر بشكل مباشر على الوضع في العراق، ونتمنى للحكومة السورية الجديدة التوفيق والنجاح"، مشدداً على احترام العراق لسيادة دول الجوار وعدم تدخلها في شؤونها الداخلية.
وأضاف حسين أن زيارة الشيباني تركزت على مناقشة عدة ملفات هامة، بما في ذلك قضايا الحدود، تنظيم داعش، ومخيم الهول، بالإضافة إلى التفاهمات السياسية، ووضع الجالية السورية في العراق، وسبل تسهيل عودة الراغبين منهم إلى سوريا.
وأوضح مصدر دبلوماسي عراقي في بغداد لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة تأتي بعد تأجيلها الشهر الماضي، وأنها تتعلق بمناقشة ملفات أمنية وتجارية سياسية هامة بين دمشق وبغداد.
في السياق، كان أكد قيادي في تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في العراق، أن الحكومة تجاوزت "أزمة عابرة" مع الإدارة الجديدة في سوريا، بعد تطويق أعمال عنف ضد اللاجئين السوريين.
وقال القيادي، لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن الحكومة العراقية أدانت ما حصل للعاملين السوريين واتخذت بناء على تعليمات صارمة من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حملة أمنية لملاحقة المعتدين وتقديمهم للعدالة، فضلاً عن تصحيح وضع العمالة السورية.
وبشأن زيارة وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال السورية أسعد الشيباني إلى العراق، أوضح القيادي أن الأجواء كانت ولا تزال مهيأة لإجراء الزيارة "لكن التأجيل جاء من الجانب السوري بسبب منشورات معارضة في مواقع التواصل الاجتماعي"، وشدد على أن المجال العام في العراق مفتوح لجميع التيارات والمواقف المؤيدة والمعارضة، وهي لا تغير من تحضيرات الحكومة العراقية لتأمين مستلزمات الزيارة.