"ريف حلب الجنوبي" ورقة روسيا الرابحة في مؤتمر فيينا ... وغرفة الموك توقف صواريخ التاو عن الثوار
"ريف حلب الجنوبي" ورقة روسيا الرابحة في مؤتمر فيينا ... وغرفة الموك توقف صواريخ التاو عن الثوار
● أخبار سورية ١٣ نوفمبر ٢٠١٥

"ريف حلب الجنوبي" ورقة روسيا الرابحة في مؤتمر فيينا ... وغرفة الموك توقف صواريخ التاو عن الثوار

لايخفى على أحد مدى التنسيق الدولي الموجود بين الدول الكبرى المعنية بالشان السوري وإن ظهر للعلن أنها على خلاف فتنسيقها موجود منذ بداية الحراك الثوري منها في صف الأسد ومنها في صف الثوار والغاية والهدف واحد وهو الحفاظ على مصالحها في سوريا وأمن إسرائيل فكانت سوريا ساحة للصراع بين قوى الشرق والغرب لتصفية عدد من القضايا العالقة بين الدول منها الملف النووي الإيراني وعدة ملفات مازالت عالقة وكلها تسوى بين الأطراف المتصارعة على حساب دماء الشعب السوري الثائر لما لسوريا وموقعها من اهمية كبيرة تجتمع فيها مصالح الدول الكبرى كافة وتعمل على دعم نظام الأسد بكل الإمكانات حتى إيجاد بديل يقود المرحلة القادمة ويحافظ على مصالحها وأمن إسرائيل.

ولعل المطلع على الوضع السوري يعي جيداً حجم هذا الصراع ومحاولات الدولة الحثيثة في المحافظة على توازن القوى بين الثوار والنظام تارة أو تغليب كفة على أخرى تارة ثانية للحصول على مكاسب سياسية أو كسب أوراق تفاوضية جديدة من خلال عشرات المؤتمرات والمحافل الدولية التي عقدت لحل القضية السورية دون التوصل لحل نتيجة عجز الدول العربية والإسلامية في تبني القضية السورية والتشتت الكبير بين الفصائل وتبعياتها المختلفة على الأرض والتي لم توجد إلا عن دراية وتدبير مسبق وخطط ممنهجة تعمل على تنفيذها دول عربية وغربية .

واليوم وبعد بدء العدوان الروسي بشكل واضح وعلني وبدء مفاوضات مؤتمر فيينا لحل القضية السورية وعجز قوات الأسد في إعطاء الروس أوراق قوة في المؤتمر الأول بعد الخسائر الكبيرة التي أمنيت بها في ريف حماة وحلب واللاذقية وحمص كان لابد من تعاون دولي واضح لإطالة أمد المعركة وإعطاء الروس ورقة ضغط رابحة في المؤتمر الثاني الذي يعقد غداً من خلال وقف الدعم عن فصائل الجيش الحر والفصائل الإسلامية فكان وقف إمداد الثوار بصواريخ التاو والذي شمل اكثر من عشرين فصيل على الأرض بعد أن أيقنت أن لصواريخ التاو التي يملكها الثوار أهمية بالغة في المقاومة فهي التي قلبت موازين المعركة وحققت خسائر كبيرة في صفوف قوات الأسد على الأرض وهذا ما أكدته عدة مصادر عسكرية لشبكة شام وبالتالي إضعاف القوة الدفاعية للثوار في مواجهة دبابات ومجنزرات الأسد بوقف الدعم تلاها استئناف العمليات العسكرية في الريف الجنوبي  لحلب من جديد واستطاعت قوات الأسد التقدم بعد أن تمهيد ناري كثيف بألاف الصواريخ ومئات الغارات الجوية للطيران الروسي ما أجبر الثوار على التراجع وتقدم قوات الأسد حتى منطقة العيس وبالتالي فرض خارطة عسكرية جديدة وواقع جديد يكون ورقة رابحة بيد روسيا غداً في فيينا وأن قواتها وحليفها الأسد قادر على قلب الموازين وتحقيق الانتصارات.

يضاف الى ذلك عمليات التقدم الى مطار كويرس المحاصر في ريف حلب الشرقي في ظل غياب واضح لمفخخات وانغماسيي تنظيم الدولة ليفك الحصار عن المطار في مسرحية هزلية كبيرة وتتوارد الأنباء عن استعادة التنظيم المبادرة وحصار المطار من جديد وقتل المئات من قوات الأسد ولكنها بقيت فرقعات إعلامية لا أكثر وسلم المطار العسكري وأكسب النظام وروسيا ورقة ثانية ضاغطة على الدول الرافضة لوجود الأسد في أي مرحلة انتقالية جديدة.

هذا التشرذم الحاصل بين فصائل الثوار كان ثغرة كبيرة استطاعت قوى التحالف الغربي والشرقي تكريسها لتنفيذ اجنداتها دون أن يكون لهذه الفصائل أي ضغط يذكر على داعميها فكانت أحجار شطرنج تحركها كما تريد وتقطع عنها الدعم في الوقت الذي تريد ،وهذا مايجب ان يعيه قادة الفصائل الثورية كافة وعليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم أمام دماء وتضحيات الشعب الثائر بالتخلي عن هذه الفصائل والتسميات والبدء بمرحلة جديدة من التحالفات الداخلية على الأرض وجمع الكلمة ولم الشمل مايفرض على الدول الكبرى واقع جديد سيجبرها على الرضوخ له ولقراراته ومطالبه فاليوم بدا واضحاً مدى التأمر الحاصل على دماء الشعب السوري من الدول التي تدعي أنها صديقة له وهي من تساند النظام بالسلاح والمال في الوقت الذي تقدم الدعم اليسير للثوار لتضغط عليه متى تشاء وتوقف العلميات متى تشاء .

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ