
دمشق ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غـ ـزة وتثمّن الجهود الإقليمية والدولية
رحبت "الجمهورية العربية السورية" بالإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معربةً عن أملها في أن يشكّل هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو إنهاء معاناة المدنيين الفلسطينيين وفتح الطريق أمام الجهود الإنسانية والإغاثية العاجلة، بما يمهّد لمرحلة جديدة من الاستقرار الإقليمي.
وأشادت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان رسمي، بالجهود والوساطات التي قامت بها دولة قطر وجمهورية تركيا وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية في سبيل التوصل إلى هذا الاتفاق، معتبرةً أن التنسيق الدبلوماسي الذي رافق هذه المفاوضات أسهم في تقريب وجهات النظر ودفع الأطراف نحو تهدئة شاملة.
تفاصيل الاتفاق والتحركات الإسرائيلية
وفي الجانب الإسرائيلي، نقلت القناة "12" العبرية عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن وقف إطلاق النار لن يدخل حيّز التنفيذ إلا بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية عليه رسميًا، موضحة أن التصويت على الاتفاق سيتم خلال جلسة حكومية مرتقبة عند الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي.
وبحسب القناة ذاتها، كان من المقرر أن يبدأ تنفيذ الاتفاق ظهر الخميس، إلا أن العمليات العسكرية الإسرائيلية استمرت حتى الساعات الأخيرة في مدينة غزة، في حين أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن تل أبيب لن تبادر إلى أي هجوم جديد لكنها لن تنسحب من القطاع قبل التصديق النهائي على الاتفاق.
تبادل الأسرى وبوادر الانفراج
ومن المنتظر أن يشمل الاتفاق إطلاق سراح الأسرى من الجانبين، حيث نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة سيتم على الأرجح يومي الأحد أو الاثنين المقبلين، بينما يجري إعداد قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في المقابل.
وأشار تقرير لهيئة البث الإسرائيلية إلى أن عملية الإفراج ستتم دون مراسم رسمية، وأنها تأتي استناداً إلى التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال محادثات شرم الشيخ الأخيرة برعاية قطرية ومصرية وأمريكية.
المواقف السياسية وتفاصيل الوساطة
ورغم معارضة بعض الوزراء اليمينيين المتشددين، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، توقعت هيئة البث الإسرائيلية أن تصادق الحكومة على الاتفاق، مستبعدةً حدوث انسحابات من الائتلاف الحكومي.
في السياق ذاته، ذكرت القناة الإسرائيلية أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ومستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر سيصلان إلى تل أبيب مساء اليوم لمتابعة تنفيذ الاتفاق، في حين كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته زيارة إسرائيل قريباً وإلقاء خطاب في الكنيست عقب بدء تنفيذ الاتفاق.
رؤية الأطراف المختلفة
وأكدت حركة حماس أن الاتفاق الجديد يشمل إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، إلى جانب تبادل الأسرى، فيما أوضحت دولة قطر أن المباحثات الأخيرة أفضت إلى توافق على آليات تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية، والتي تهدف إلى تحقيق تهدئة شاملة وإطلاق عملية إنسانية وإعمارية متكاملة.
وبينما تتكثف الاتصالات الدولية لضمان تنفيذ الاتفاق، شددت دمشق على أن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مؤكدة أن وقف إطلاق النار خطوة أولى على طريق السلام العادل والشامل.