دعماً لـ "الهجري" ولـ "دولة علمانية" !! .. الإعلان عن تأسيس "التيار السوري العلماني" بالسويداء
أعلنت شخصيات عدة، من مضافة الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية ورئيس الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، في بلدة قنوات بالسويداء، عن تأسيس ماسمي بـ "التيار السوري العلماني"، معتبرة أنه سيكون حجر الزاوية في مسار سوريا الجديد في هذه المرحلة الحساسة.
وفي بيان تأسيسي له، أكد التيار على رفضه القاطع لمحاولات فرض أيديولوجيات دينية متطرفة تسعى لإعادة إنتاج استبداد الماضي، مؤكداً ضرورة تأسيس دولة علمانية ديمقراطية تعددية تحترم حقوق جميع مواطنيها دون تمييز.
موقف التيار السوري العلماني
وأعلن التيار السوري العلماني في بيانه رفضه ما أسماه محاولات فرض المركزية القمعية، مشدداً على أن هاجسه الدائم هو بناء دولة علمانية ديمقراطية تراعي حقوق كل السوريين. كما أشار إلى أن هناك جهداً مستمراً من الشعب السوري في إحداث التحول السياسي الذي يضمن الحريات الفردية، ويؤسس لوحدة وطنية شاملة.
دور حراك السويداء والشخصيات الوطنية
في سياق متصل، أثنى التيار على حراك السويداء السلمي الذي شكل إضافة قوية للثورة السورية، حيث أعاد لها روحها المدنية بعد أن كانت قد تحولت إلى صراع مسلح بسبب تدخلات النظام البائد.
وأشاد التيار بتصريحات الشيخ حكمت الهجري الذي كان وما زال يمثل نموذجاً للقيادة الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة، مؤكدين على موقفه الثابت في رفض أي محاولات للمساومة على حرية وكرامة السوريين، وفق البيان.
انتقادات للمعترضين على خطاب الهجري من بعض التيارات
وأشار البيان إلى الهجوم الشديد الذي تعرض له الشيخ حكمت الهجري من قبل بعض التيارات السياسية، والتي ترى في دعوته لمشاركة جميع مكونات الشعب السوري في بناء دولة مدنية وعلمانية تهديداً لمصالحها. إلا أن التيار السوري العلماني أكد دعمه الكامل لموقف الشيخ الهجري، معتبرين أنه يمثل مشروعاً وطنياً يحمي سوريا من العودة إلى عهود الاستبداد والظلامية.
مواقف التيارات المناوئة
واستعرض البيان أيضاً ما أسماها المواقف المعادية التي تمثلت في محاولات من بعض تيارات السلطة القائمة، بالإضافة إلى أطراف سياسية أخرى لم تتمكن من بناء جسور ثقة مع الشعب السوري، وأكد التيار السوري العلماني أن هذه المواقف لا تضعف من عزيمة الشعب السوري في سعيه نحو دولة مدنية وحضارية قائمة على المساواة والعدالة، وفق تعبيره.
التوجهات المستقبلية للتيار
ختاماً، أكد البيان التأسيسي للتيار السوري العلماني على تمسكه بالمشروع الوطني الذي يحمي حقوق جميع السوريين، ويضمن قيام دولة مدنية حضارية تشارك فيها جميع الأطياف السياسية والاجتماعية، داعياً الجميع إلى تكثيف العمل المشترك لبناء سوريا المستقبل. كما شدد على أن دعم الشيخ حكمت الهجري ومواقفه الوطنية يُعد جزءاً أساسياً من هذه المسيرة، والتي من خلالها ستتوجه سوريا نحو بناء مستقبل يضمن الأمن والاستقرار للجميع.
استنكار سابق لمواقف حديثة لـ "الهجري" عقب سقوط النظام
وسبق أن أثار البيان الذي أصدره الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية ورئيس الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، حالة استنكار واسعة، خصوصًا بعدما انتقد فيه قرارات الحكومة السورية الجديدة المتعلقة بمنح إجازة للموظفين في دوائر النظام، واعترض على توصيف قتلى النظام واعتبرهم "شهداء الوطن",
واعتبر الهجري أن هذه الإجراءات أسهمت في زعزعة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في البلاد، داعيًا إلى تجنب أي تحركات قد تؤدي إلى تدمير المؤسسات الحكومية، وشدد على ضرورة الالتزام بالقانون والأعراف الاجتماعية والابتعاد عن الممارسات التي قد تؤدي إلى الضغط على المواطنين والتسبب في البطالة.
وقال في بيانه: "لن نقبل بتدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية للسوريين، خاصة في هذه الظروف الصعبة. هذه السياسات لا تساهم في بناء دولة موحدة، بل تؤدي إلى تهديد الاستقرار وزيادة التوترات بين فئات المجتمع." كما أشار إلى أن فصل الموظفين بسبب انتماءاتهم السياسية أو بسبب معايير غير قانونية يشكل انتهاكًا لحقوق الناس، محذرًا من تداعيات هذا النهج على المجتمع السوري ككل.
وفيما يخص التعامل مع قتلى النظام، رفض وصفهم بـ"قتلى"، وشدد الهجري على أن هؤلاء يجب أن يُعتبروا "شهداء الوطن" الذين ضحوا في مواجهة الإرهاب والعدوان، معارضًا أي محاولة لتقليص مكانتهم الوطنية، وأكد أن هذه الأفعال تُعد تشويهاً لتاريخهم ولتضحياتهم.
وسبق أكد الشيخ "حكمت الهجري"، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، في لقاء مع برنامج "بلا قيود" على قناة BBC عربي، أن رجال الدين في سوريا متعاونون بشكل كامل مع الإدارة السورية الجديدة في المرحلة الانتقالية، لافتاً إلى أن بعض التحفظات في مختلف المناطق ناتجة عن قلة التنسيق أحيانًا، لكنه شدد على أهمية الفرصة التي أتاحها الوضع الحالي للحوار بين السوريين.
وقال الهجري: "تقبلنا هذه المرحلة بهدوء، ونجح الشعب السوري في تجاوز هذا المنعطف بسلام بفضل الوعي الذي يتمتع به"، معتبراً أن التوافق على قضايا عديدة لإدارة المرحلة الحالية كان إيجابيًا، وأن ما حدث بشأن إعادة الرتل كان مجرد سوء تنسيق، مشيرًا إلى أهمية التشاركية في حفظ استقرار المناطق السورية حتى يتم تشكيل الدولة وصياغة الدستور وبناء جيش سوري موحد.
وفيما يتعلق بالسلاح في السويداء، أكد "الهجري" أن الفصائل تتحضر للانصهار في الجيش الوطني في المستقبل، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستكون جزءًا من عملية التحول الوطني، ولفت إلى أن الدعوة للمؤتمر الوطني ستكون مفتوحة لجميع السوريين، داعيًا إلى مشاركة كافة القوى السياسية دون إقصاء.
وأكد الهجري، أن السوريين بحاجة إلى بناء سوريا الحديثة بمشاركة جميع الأطياف، وشدد على أن مصلحة الجميع تكمن في عدم المماطلة في هذه المرحلة الانتقالية، مؤكدًا أن الشعب السوري لديه الخبرات والكفاءات اللازمة لتجاوز هذه المرحلة.
ولفت "الهجري" أن رجال الدين سيستمرون في نقل الرأي العام والمساهمة في بناء سوريا المستقبل، مشيرًا إلى أن دور المختصين في بناء الدولة سيكون أساسيًا، وتابع أن "البوصلة هي البناء الصحيح للدولة".
وفي معرض حديثه عن الأغلبية في سوريا، أكد "الهجري" احترامه للأغلبية السنية، لكنه أضاف: "نحن جميعًا أغلبية كسوريين"، مشيرًا إلى أن سوريا تاريخيًا كانت بلدًا متجانسًا، حيث عاش الجميع في توافق على الهوية السورية، وحول النظام السابق، قال الهجري: "كان النظام السوري يحتمي بورقة الأقليات، بينما لم يحصل الشعب السوري، بمختلف أطيافه، على حقوقه في عهد النظام البائد."
وسبق أن دعا الشيخ "حكمت الهجري"، الشعب السوري بكل أطيافه وتلاوينه لعقد مؤتمر وطني شامل يجمع ممثلين عن كل الأهالي بكل المحافظات لتقرير وانتخاب لجان عمل تقوم باقرار دستور جديد للدولة السورية بوجهة نظام لامركزي إداري مع فصل السلطات حفاظا على مؤسسات الحكم و منع تقسيم البلاد وعدم تسيير الأمور باتجاهات خاصة باي جهة او أي فئة.