خلافات بين مهربين على الحدود اللبنانية السورية .. مصادر شام توضح الأسباب
تشهد الحدود اللبنانية السورية تصاعدًا في التوتر الأمني، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة القصر – الهرمل بين مسلحين من الجانبين السوري واللبناني.
وأفاد الجيش اللبناني في بيان، مساء أمس الأحد، أن إحدى دورياته تعرضت لإطلاق نار أثناء تنفيذ مهمة حفظ أمن في منطقة القصر الحدودية، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح طفيفة، بينما رد الجيش على مصادر النيران واتخذ إجراءات أمنية مشددة في المنطقة.
بحسب المصادر اللبنانية، اندلعت الحادثة نتيجة خلاف بين مهربين من الطرفين عند معبر العريض في القصر، حيث تطور الأمر إلى إطلاق نار واستخدام قذائف صاروخية ومدفعية من الجانب السوري.
وحسب وسائل إعلام لبنانية، أن الاشتباكات أدت لإصابة منازل وممتلكات في بلدتي القصر وسهلات المي، إلى جانب تسجيل إصابات بين المدنيين وأضرار كبيرة في الممتلكات،
كما أكدت التقارير أن المجموعات السورية المسلحة استهدفت بلدة القصر بالقذائف على مدار ساعتين، ما زاد من حدة التوتر.
ولم تشر الوسائل الإعلامية اللبنانية لأي جهة تنتمي هذه العصابات، كما لم تشر إلى الانتهاكات المستمرة التي تقوم بها، وحسب مصادر قالت لشبكة شام إن عصابات التهريب التابعة لحزب الله الارهابي، والتي تعرضت لخسارة كبيرة في تجارتها جراء سقوط نظام الأسد، قد قامت أكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية، بدخول القرى والبلدات السورية واقتحامها وقتل وجرح عدد من المدنيين، وذلك في سبيل الإبقاء على معابر التهريب.
وجراء الاعتداءات المتواصلة من عصابات التهريب التابعة لحزب الله، وقتل عدد من المدنيين، ذكرت مصادر شبكة شام، أن مجموعة من أبناء المناطق الحدودية بالإشتراك مع عناصر في إدارة العمليات العسكرية من أبناء هذه المناطق قامت بدخول الأراضي اللبنانية والاشتباكات مع عناصر حزب الله العاملة في التهريب وقتل وجرح عدد منهم، وتدمير منزل أحد قادة عصابات تهريب المخدرات ويدعى نصرالدين.
وأكدت مصادر شبكة شام، أن عصابات التهريب الموجودة في الأراضي السورية، تعمل أيضا على الإبقاء على طرق التهريب مستمرة، وتتفق بذلك مع عصابات التهريب في الجانب اللبناني، إلا أنهم لا يثقون ببعضهم البعض، وتجري بينهم عمليات قتل وسلب، بشكل مستمر.
وشرحت مصادر شبكة شام الصورة بشكل عام، أنه عند حدوث خلافات بين عصابات التهريب، تقوم عصابات التهريب في لبنان باقتحام البلدات السورية والاعتداء على المدنيين، الأمر الذي تسبب بردات فعل من أبناء المناطق السورية، وشكلوا غرفة عمليات وشنت خلالها هجمات بالداخل اللبناني واستهدفت عصابات حزب الله.
التوترات الحدودية المستمرة دفعت رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، إلى متابعة القضية مع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع. وأكد ميقاتي خلال زيارته لدمشق أن ضبط الحدود يمثل أولوية للبلدين لضمان استقرار المنطقة ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.
وأشار ميقاتي إلى أن سوريا تُعد البوابة الطبيعية للبنان إلى العالم العربي، مشددًا على أهمية التنسيق بين الطرفين لضبط الحدود ومنع تهريب الأسلحة والبضائع، وسط مخاوف من تصاعد التوترات في ظل غياب رقابة فعالة.
وتتصاعد الاشتباكات على الحدود اللبنانية السورية مع تزايد الخلافات بين المهربين، والتي أثرت على حياة المدنيين القاطنين بالقرب من الحدود على حد سواء في لبنان وسوريا، وهو ما يضع تحديات جديدة أمام الجيش اللبناني والإدارة السورية الجديدة، خاصة مع ضعف التنسيق بين البلدين، ويبقى الوضع الأمني على الحدود هشًا، مع الحاجة إلى حلول جذرية لضمان استقرار المنطقة وحماية المدنيين من تداعيات هذه الاشتباكات.