أصدرت المؤسّسة الروسيّة الملكيّة للخدمات المتّحدة للدفاع والدراسات الامنيّة "روسي" دراسة من اثنتين وخمسين صفحة عنوانها:"السياسات الاقليميّة والحملة لمحاربة داعش غير المحلولة بطبيعتها" تطرّقت الى الوضع الراهن للتنظيم واستقطابه للجهاديّين والحملة الدوليّة لمكافحته.

وألقى الخبير في الشؤون الروسيّة الدكتور إيغور سوتياغين الضوء على الدور الروسي المقترح في محاربة تنظيم الدولة خصوصاً مع التعزيزات العسكريّة الاخيرة لموسكو في الساحل السوري.

ومع تأكيده على أنّ فرقة القوّات الخاصّة الروسيّة أثبتت فاعليّة في مكافحة الارهاب لكن داخل روسيا وعلى المدى القصير، إلّا أنّه في المقابل أشار الى أنّ قوّات الامن الفيديراليّة الروسيّة "أف.أس.بي" شجّعت على إرسال المتطرّفين من شمال القوقاز الى سوريا ومساعدتهم في الحصول على جوازات سفر.

وقال إنّ هذه السياسة، ومع أنّها تعتمد على إبعاد الارهابيّين عن الاراضي الروسيّة، إلّا أنّها قد تدفع بهم مستقبلاً للارتداد الى الداخل الروسي بالعمليّات الارهابيّة. علما أنّه لفت النظر الى تقديرات تلك القوى بأنّ 300 الى 400 فقط من أصل 5000 مقاتل قوقازي في سوريا، سيعودون الى روسيا "ما قد يشكّل أحد أكثر الانجازات الروسيّة جذريّة في سياسة مكافحة التطرّف".

إلّا أنّ سوتياغين يؤكّد على أنّ إرسال التعزيزات العسكريّة الى طرطوس واللاذقيّة يشير الى "التناقضات في سياسة الكرملين" لأنّ هذه القوّات تقاتل في مناطق سوريّة تخلو من تنظيم الدولة، "وبهذه الطريقة، فإنّ القوّات الروسيّة تدعم بشّار الاسد في محاربة مجموعات مثل جبهة النصرة وحركة أحرار الشام اللتين تجابهان داعش ، وإذا قامت القوّات الروسيّة بالاشتراك في المعارك، فبناء على ذلك، ستقوم أيضاً – تقنيّاً – بمساعدة داعش".