الانقسامات تعرقل مشروع "الهجري" لتشكيل "الجيش الموحّد" في السويداء 
الانقسامات تعرقل مشروع "الهجري" لتشكيل "الجيش الموحّد" في السويداء 
● أخبار سورية ٢٣ أغسطس ٢٠٢٥

الانقسامات تعرقل مشروع "الهجري" لتشكيل "الجيش الموحّد" في السويداء 

قالت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير لها، إن مشروع تشكيل ما يسمى «الجيش الموحّد» في محافظة السويداء، جنوب سوريا، لم يلقَ تجاوباً واسعاً من الفصائل المحلية الكبرى، إذ أعلنت بعض القوى أن انضمامها غير وارد حالياً بسبب غياب الوضوح حول طبيعة التشكيل الذي يقوده شيخ عقل الطائفة الدرزية حكمت الهجري، فيما اعتبر منتقدون أن هذا الجيش لن يحظى بمستقبل حقيقي كونه يقتصر على أبناء الطائفة الدرزية دون غيرهم.

وقال ناشطون إن الهجري يسعى لدمج الفصائل المسلحة ضمن إطار موحد، لكن سرعان ما برزت مواقف رافضة من فصائل ووجهات ترى أن هذه المحاولة ليست سوى إعادة إنتاج لفكرة «الحرس الوطني» الذي شُكّل سابقاً بدعم من ضباط خدموا في جيش نظام الأسد المخلوع، وتحدثت تقارير عن إغراء الشباب برواتب شهرية تصل إلى 300 دولار للتطوع، إلا أن كثيرين تراجعوا بسبب توقف صرف المستحقات بعد الشهر الأول.

تُظهر مواقف الفصائل وجود تباينات عميقة. فـ«حركة رجال الكرامة»، وهي أكبر التشكيلات عدداً وعتاداً بقيادة الشيخ يحيى الحجار، أكدت أنها مع أي مبادرة لتوحيد الجهود دفاعاً عن السويداء، لكنها ربطت قرار الانضمام بوضوح آلية عمل الجيش الموحّد وضمان التزامه بمبادئها، مشددة على أن «عدم الانضمام لا يعني غياب التنسيق». 

في المقابل، أعلنت فصائل صغيرة مثل «لواء الجبل» انضمامها، فيما بقيت مواقف تشكيلات أخرى مثل «مضافة الكرامة» و«تجمع أحرار الجبل» أقرب إلى دعم الدولة السورية المركزية.

ويرى مراقبون أن تشكيل «الجيش الموحّد» لا ينفصل عن أبعاد إقليمية، إذ حذّر محللون عسكريون من أن إسرائيل تدعم الفكرة عبر توفير تدريب وإمداد لوجستي لبعض المجموعات، معتبرين أن المشروع يفتح الباب أمام نزعات انفصالية تتعارض مع وحدة الأراضي السورية، ووصف العقيد المنشق أحمد محمد ديب حمادة التشكيل بأنه «جيش طائفي بلا مستقبل» تستخدمه إسرائيل أداة للضغط على دمشق وإضعافها.

وبحسب ناشطين، فإنّ "الهجري"، يخطط لوضع نفسه في موقع تفاوضي مستقبلي مع الحكومة السورية، بصفته راعياً لتشكيل منظم يشبه في طموحه تجربة "قسد" شمال شرق سوريا، بما يفتح الباب أمام إدخال كتلة عسكرية طائفية منفصلة داخل الجيش السوري.

وشدد ناشطين على أن الخطاب الذي يروّجه "الهجري" لأتباعه حول "الانفصال" لا يعدو كونه أداة لاستمالة الموهومين، بينما المسار الحقيقي يهدف إلى توحيد الميليشيات تحت عباءته وتكريس نفوذه العسكري والاجتماعي في المحافظة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ