
حملة “دير العز” تجمع أكثر من 30 مليون دولار في يومها الأول لإعادة إعمار دير الزور
حققت حملة “دير العز” انطلاقة قوية في الملعب البلدي بمدينة دير الزور مساء أمس الخميس، حيث جمعت أكثر من 30 مليون دولار من التبرعات خلال اليوم الأول فقط، في مشهد حضره رسميون وأهالي المحافظة وعكس التنظيم المتكامل والتجهيزات اللوجستية والأمنية التي سبقت انطلاق الفعالية.
تركيز على إعادة الإعمار والخدمات الأساسية
تركز الحملة على تمويل مشاريع إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة ودعم قطاعي الصحة والتعليم وتعزيز الأمن الغذائي والسكن، عبر قنوات تبرع متعددة تشمل صناديق ميدانية وحوالات مالية وحسابات مصرفية، بما يجعلها منصة وطنية كبرى لجهود إعادة البناء بعد ما دمّره النظام المخلوع.
رسائل المشاركين وأهمية المسؤولية الوطنية
أكد المشاركون أن إعادة إعمار دير الزور مسؤولية وطنية مشتركة، مشددين على أن أبناء المحافظة الذين واجهوا مختلف صنوف الإرهاب سيواصلون معركة البناء إلى جانب جميع السوريين من أجل سوريا الجديدة، في رسالة تعكس روح التماسك الشعبي.
مواقف الوزراء المشاركين
شدد وزير الثقافة محمد ياسين الصالح على أن أبناء دير الزور جسّدوا الانتماء الوطني بصمودهم وأن الثقافة لا تنفصل عن التنمية، قائلاً في كلمة خلال حفل إطلاق الحملة: “سعيد بوجودي بين أهلي في دير الزور وأتينا كلنا لنقول اليوم أننا مع دير الزور”، مضيفاً أن المدينة لقنت النظام البائد درساً بأنها لا تُكسر وأن الوزارة رعت الحفل لأن الثقافة لا يمكن أن تكون بمعزل عن الإنماء والنهضة.
من جهته، أكد وزير الإعلام حمزة المصطفى أن دير الزور والجزيرة السورية “لن تبقيا مهمشتين”، مشيراً إلى أن الدمار مؤقت والإعمار قادم بهمة السوريين. أما وزير الصحة مصعب العلي فأشار إلى التدهور الكبير الذي يعاني منه القطاع الصحي في المحافظة، مؤكداً التزام الوزارة بإعادة بناء المشافي وتزويدها بأجهزة إستراتيجية. كما أكد مستشار رئاسة الجمهورية العربية السورية أحمد زيدان أن تضحيات أبناء المنطقة كانت أساس النصر وأن المرحلة الحالية تتركز على البناء.
حملة ضمن مبادرات وطنية شاملة
تأتي حملة “دير العز” ضمن سلسلة مبادرات أهلية ووطنية انطلقت في عدد من المحافظات لتوحيد الجهود لإعادة إعمار المناطق المتضررة وتعزيز التماسك الوطني في وجه التحديات، ما يجعلها نموذجاً عملياً لتكامل العمل الشعبي والرسمي في مرحلة ما بعد الحرب.
تكشف هذه الحملة بحجم تبرعاتها ومشاركة وزارات سيادية في إطلاقها عن انتقال دير الزور من مرحلة الصمود إلى مرحلة البناء، حيث تُوظف المبادرات الشعبية والقطاع الرسمي في مشروع واحد لإعادة الإعمار والتنمية، ويعكس حضور الوزراء والقيادات الوطنية أن هذه التظاهرة ليست مجرد حملة تبرعات بل هي إعلان عن انطلاقة مرحلة جديدة تجعل من دير الزور عنواناً للتعافي الوطني الشامل.