
حملة "اللاذقية نحن أهلها".. مشروع إنارة جديد يشمل محيط دوار الزراعة وأنفاق مداخل المدينة
أطلق مجلس مدينة اللاذقية مشروعاً جديداً لإنارة عدد من المحاور الحيوية، بإشراف رئيس الوحدات الإدارية "علي عاصي"، وبالتعاون مع مديرية الكهرباء في إطار حملة "اللاذقية نحن أهلها" الرامية لتحسين الواقع الخدمي وتعزيز البنية التحتية في المدينة.
وشملت الأعمال تنفيذ شبكة إنارة بطول 1500 متر في محيط دوار الزراعة، موزعة على أربعة محاور رئيسية، إضافة إلى إنارة الأنفاق الواقعة على مداخل المدينة، في خطوة تهدف إلى رفع مستوى السلامة العامة وتحسين المشهد الحضري، خصوصاً في المناطق التي تشهد حركة مرورية كثيفة.
وأكدت الجهات المنفذة أن المشروع يأتي ضمن خطة أوسع لتحسين خدمات الإنارة في الأحياء الرئيسية والطرق العامة، بما يواكب احتياجات السكان ويعزز الشعور بالأمان في المدينة ليلاً، يُشار إلى أن حملة اللاذقية نحن أهلها تتضمن سلسلة مشاريع خدمية في مختلف القطاعات، في سياق مساعٍ متواصلة للنهوض بالواقع الخدمي في المحافظة.
وكانت اللاذقية على موعد مع سلسلة مشاريع متتابعة ضمن الحملة شملت إنارة دوار الزراعة ومحاوره الأربعة، وتنفيذ مشاريع جديدة في أحياء مثل علي جمال باستخدام الطاقة الشمسية، إلى جانب تعاون بين الشركة العامة للكهرباء والجمعيات المحلية، مع اعتماد أجهزة LED معفاة من التقنين.
وتشهد عموم المحافظات السورية في المرحلة الراهنة حراكاً واسعاً في قطاع الإنارة، مع تنفيذ عشرات المشاريع التي تستهدف الشوارع الرئيسية والفرعية، والساحات العامة والأنفاق، في مشهد يعكس التحوّل التدريجي نحو استعادة الحياة الطبيعية في البلاد بعد سنوات من العتمة التي فرضها نظام الأسد البائد.
وبات واضحاً أن عودة النور إلى سوريا ليست مجرد مسألة خدمية، بل رمزٌ لمرحلة جديدة، تتقدم فيها المبادرات المجتمعية المدعومة من الحكومة السورية ومجالس المدن لتُعيد للمناطق السورية وجهها المشرق، وتُحسّن الواقع المعيشي للسكان، وتعزز السلامة العامة.
وكانت أطلقت الجهات المحلية مبادرة "منورة يا حلب"، والتي حققت نتائج ملموسة منذ بدايتها، حيث تم تأهيل 640 مجموعة إنارة عبر ورشات متخصصة، وصيانة 292 بطارية، مع استمرار العمل على 393 وحدة، كما تم تركيب 471 مصباحاً عالي الاستطاعة، وتنفيذ أعمال إنارة على مسافة تُقدّر بـ 45 كيلومتراً.
وتأتي المبادرة في إطار خطة شاملة لتحسين البنية التحتية للمدينة التي طالها دمار كبير خلال سنوات الحرب التي شنها نظام الأسد البائد ضد الشعب السوري وفي حمص، جرى إنجاز مشروع إنارة حي القصور بمشاركة المجتمع المحلي وجمعية "شعاع الأمل"، باستخدام مصابيح تعمل بالطاقة البديلة.
وفي العاصمة دمشق، تم إنجاز مشروع إنارة نفق كفرسوسة عبر نظام شمسي متطور، بجهود مغتربين سوريين وخبرات شركة سعودية خاصة، في نموذج لتضافر الجهود داخل الوطن وخارجه لإعادة الإعمار النظيف والمستدام.
أما في كفرزيتا بريف حماة، فشهدت المدينة عودة أكثر من 2300 عائلة، ترافقها مبادرات إنارة اجتماعية غطّت 309 نقطة ضوئية، بالتوازي مع مشروع طاقة شمسية لضمان ضخ المياه واستقرار الخدمات الأساسية.
في مدينة صوران بريف حماة أيضا، نُفذ مشروع إنارة شوارعها بالتعاون مع إدارة المنطقة، بهدف تعزيز الأمان وتخفيف الحوادث الليلية. كما شهدت قرية العديمة بريف بانياس مشروعاً نوعياً لإنارة الشوارع عبر الطاقة الشمسية، بالتعاون بين المجتمع المحلي والجمعية السورية للتنمية الاجتماعية، وبدعم من مفوضية اللاجئين.
هذه المشاريع الخدمية لم تعد تُقرأ كمجرد تحرّكات إدارية، بل تُفهم في سياق وطني أوسع: استعادة السوريين لحياتهم، مدنهم، وأحلامهم تحت راية سوريا حرّة من الظلم والعتمة، فبعد أن أغرقهم النظام البائد في الظلام لعقود، تعود اليوم الأضواء لتملأ الشوارع والبيوت، مدفوعةً بأمل جديد ومبادرات محلية تعبّر عن حسّ مسؤول ووطني متجدد.