![صورة](/imgs/posts/2025/2/1738917200138.webp)
حقوقي سوري: حل مجالس فروع نقابات المحامين "مخالف لقانون تنظيم المهنة"
علق الحقوقي السوري "عارف الشعال" على قرار "مجلس نقابة المحامين"، يوم الخميس ٦ شباط، بحل مجالس فروع نقابات المحامين في المحافظات السورية، بناءً على تكليف الإدارة السياسية لمجلس النقابة المركزي، بأنه رغم الارتياح العام، إلا أن إلا أن القرار الصادر عن النقابة المركزية مخالف لقانون تنظيم المهنة.
وأوضح "الشعال" أنه بالرغم من الشعور العارم بالارتياح عقب الخلاص من مجلس فرع المحامين بدمشق الذي قام بتزوير الانتخابات الأخيرة وهي موبقة لا تغتفر، وبسبب قيام قيادة البعث البائد بتنصيب أشخاص ذوي سمعة سيئة (وشاية وكتابة التقارير)، مما اعتبر وجودهم في المنصب النقابي إهانة لتاريخ النقابة المجيد وللمحامين جميعاً!، إلا أن القرار الصادر عن النقابة المركزية مخالف لقانون تنظيم المهنة.
وأكد أن حلّ المجالس بنقابتها وتنصيب بديل عنها محصور بيد مجلس الوزراء، وكان من المفروض أن تسعى النقابة المركزية لاستصدار القرار من تلك الجهة حتى يكتسب المشروعية اللازمة، لا أن تذرع بتكليف الإدارة السياسية لها، لأن التكليف الذي استلمت به النقابة أصلاً، تكليف شفهي غير مكتوب لايعرف مدى سلطتهم به، وفيما إن كانوا يتمتعون بصلاحية خرق القانون بهذا الشكل!!.
وأضاف: "فضلاً عن ذلك فإن القرار مشوب بالارتجال الغريب أيضاً بسبب عدم معرفة المعايير التي اتكأ عليه مجلس النقابة بانتقاء الأعضاء الجدد والتي لاقت انتقاد واسع من شيوخ بالمهنة، ولا سيما تسمية أمين السر المعروف بولائه الشديد للطغمة الأسدية وللبعث البائد، ناهيك عن كونه لا يتمتع بثقة البعثيين أنفسهم حيث رشح نفسه للانتخابات الأخيرة وسقط بالاستئناس الذي أجراه البعث، فعلى أي أساس جرت تسميته؟؟!!".
وكان قرر مجلس نقابة المحامين في الجمهورية العربية السورية، يوم الخميس ٦ شباط/ فبراير، حل مجالس فروع نقابات المحامين في المحافظات السورية، بناءً على تكليف الإدارة السياسية لمجلس النقابة المركزي.
وأعلن المجلس عن تشكيل مجالس فروع جديدة في كافة المحافظات: “دمشق وريفها، حلب، درعا، حماة، حمص، الرقة، السويداء، الحسكة، القنيطرة، دير الزور، طرطوس، اللاذقية”، وتداول ناشطون صورًا توضح قوائم المجالس الجديدة التي تم إقرارها، وحملت توقيع نقيب المحامين في سوريا الأستاذ “أحمد دخان”، وتُعد هذه الإجراءات خطوة استباقية لمحاولات محامين ممن لهم مواقف مخزية من الثورة السورية، لتصدر الواجهة.
وتحدث نقيب المحامين الأستاذ “أحمد دخان”، عن تحديات المرحلة، واستعرض خطة مجلس النقابة، كما أكد على ضرورة ترتيب البيت الداخلي للنقابة، مبينًا أن قانون تنظيم المهنة هو القانون الناظم لعمل المحامين.
ونوّه على عدم القدرة حاليًا على إجراء انتخابات بالنقابة، وهذه القضية متعلقة بالملف السوري عمومًا من قوانين ودستور، وأكد وضع بعض القيود على تنظيم الوكالات العقارية، وفي تصريح سابق، أكد أن الثورة السورية بانتصارها خلعت النظام المجرم، واستلمت إدارة العمليات العسكرية زمام أمور الحياة بكل نواحيها، وتم تسليم قيادة البلاد للحكومة المؤقتة لتسيير الأعمال.
وأضاف أنه بتكليف من الحكومة الحالية وعن طريق الإدارة السياسية، تم تكليفنا في هذه المرحلة بـاستلام النقابة المركزية بشكل مؤقت، بهدف تسيير شؤونها، ريثما تُشكل حكومة انتقالية بعد انعقاد المؤتمر الوطني المزمع عقده.
ووفقًا لقانون تنظيم عمل النقابة في المادتين ١٠٧ و١٠٨، يحق لرئيس مجلس الوزراء حل مجلس النقابة ومجالس الفروع وتعيين مجلس مؤقت لتسيير الأعمال، ريثما يتم الإعلان عن موعد الانتخابات التي يحددها مجلس الوزراء وفق الأصول القانونية المتبعة سندًا لهذه المادة وما بعدها.
وقررت وزارة العدل في الحكومة السورية الانتقالية فرض عقوبة العزل بحق عدة قضاة كانوا يشغلون مناصب كمندوبين خارج ملاك الوزارة خلال فترة حكم نظام الأسد البائد، وجاء القرار في إطار مساعي الوزارة لتعزيز النزاهة وإصلاح القطاع القضائي، ومحاسبة أي شخص ثبت تورطه في تجاوزات أو إخلال بواجباته المهنية.
ويُذكر أن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطة أوسع لإعادة هيكلة المؤسسات القضائية وضمان التزامها بالمعايير القانونية والأخلاقية، فيما أبدى معظم القضاة، والبالغ عددهم ٧٢ قاضيًا، منهم ٥ قاضيات، رغبتهم في الاستمرار بالعمل القضائي بعد تجاوزهم سن ٦٥ عامًا، أثناء مقابلات شخصية أجريت معهم في وزارة العدل.
وكانت وزارة العدل أصدرت القرار رقم ٨٨، وشكلت بموجبه لجنة مؤلفة من قضاة يرأسهم القاضي أنس منصور سليمان، رئيس محكمة النقض، والنائب الأول لرئيس محكمة النقض، ومعاون وزير العدل للشؤون القضائية، والنائب العام، والمفتش القضائي الأول، ومستشار في محكمة النقض.
ويُذكر أن مجلس نقابة المحامين المركزية ناقش آلية سير عمل مهنة المحاماة في المرحلة المقبلة، ودراسة بعض الطروحات التي تقدم بها المحامون والمحاميات ورؤيتهم المستقبلية لدور المحامين في بناء مؤسسات الدولة، ولفت المجلس إلى اتخاذ عدة قرارات سيتم إعلانها على المعرفات الرسمية للنقابة المركزية.