
حضور "الشرع" لـ "قمة القاهرة" فرصة ذهبية نحو استعادة سوريا مكانتها في العالم العربي
شكلت قمة القاهرة حول "غزة" التي حضرها الرئيس السوري "أحمد الشرع" كأول قمة على مستوى الدول العربية، منذ توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية، فرصة ذهبية لإعادة حضور سوريا في جامعة الدول العربية، واستعادة مقعدها وحضورها بين محيطها العربي، مايمهد لعلاقات عربية متينة مع سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد الذي شكل معضلة كبيرة لدى كثير من الدول العربية.
أجرى الرئيس "أحمد الشرع" سلسلة من اللقاءات مع قادة وزعماء عرب ودوليين في العاصمة المصرية القاهرة، حيث وصل للمشاركة في القمة العربية الطارئة التي تركز على التطورات في فلسطين. وتعتبر هذه الزيارة الأولى للشرع إلى مصر منذ توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية، وكذلك أول قمة عربية يحضرها بعد توليه المنصب.
لقاء الرئيس المصري
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع حرصه على بدء صفحة جديدة من علاقات الأخوة مع الدول العربية وخاصةً مصر، مشيراً إلى رغبته في العمل المشترك مع مصر بما يحقق مصلحة البلدين والأمة العربية، ومثمناً الجهود المصرية الداعمة لوحدة وسلامة أراضي الدول العربية وإستعادة الإستقرار الإقليمي، جاء ذلك بعد لقاء عقده مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش القمة العربية غير العادية التي عقدت بالعاصمة الإدارية الجديدة أمس الثلاثاء.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة مصر أن الرئيس السيسي أكد في مستهل المقابلة حرص مصر على دعم الشعب السوري وتحقيق تطلعاته ومراعاة إرادته واختياراته لتحقيق الإستقرار والتنمية، منوهاً إلى أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة تتضمن كافة مكونات الشعب السوري ولا تقصي طرفاً.
كما أوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن السيسي شدد في ذات السياق على حرص مصر على وحدة الأراضي السورية وسلامتها، مؤكداً رفض مصر لأي تعدي على الأراضي السورية.
لقاء الرئيس اللبناني
التقى الرئيس اللبناني جوزيف عون في القاهرة، الرئيس السوري أحمد الشرع على هامش القمة العربية بشأن غزة، حيث شددا -في أول لقاء بينهما- على "ضرورة" ضبط الحدود بين البلدين، وفق بيان للرئاسة اللبنانية، وجاء في بيان الرئاسة اللبنانية على منصة إكس أن عون والشرع "تناولا عددا من المسائل العالقة".
وتابعت أنه "تم الاتفاق على التنسيق عبر لجان مشتركة تُشكَّل بعد تأليف الحكومة السورية الجديدة"، كما تم "التأكيد على ضرورة ضبط الحدود بين البلدين لمنع جميع أنواع التجاوزات".
و التقى الرئيس السوري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر إقامته بالقاهرة قبل بدء أعمال القمة التي عُقدت تحت عنوان "قمة فلسطين". كما التقى الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي.
وشارك الشرع والشيباني أيضًا في لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، إضافة إلى اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
"الشرع" في "قمة فلسطين": سوريا جزء من البيت العربي ولا يمكن قبول تهجير الفلسطينيين
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع خلال مشاركته في "قمة فلسطين" غير العادية التي عُقدت في القاهرة، على أهمية الدعم المستمر من الدول العربية تجاه الشعب السوري، وأعرب الشرع عن شكره وامتنان سوريا للدول العربية، مؤكداً أن سوريا كانت ومازالت جزءاً من هذا البيت العربي الكبير.
وأضاف أن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية تعتبر لحظة تاريخية تعكس الرغبة العربية في تعزيز التضامن والوحدة، وشدد الشرع على أن سوريا كانت من أوائل الدول الداعمة للحقوق العربية، مؤكدًا أن موقفها الثابت يواصل الوقوف إلى جانب القضايا العادلة في المنطقة، وخاصة قضية فلسطين.
في خطابه، تناول الشرع المحاولات الجديدة لفرض حلول تهدف إلى رسم خرائط جغرافية جديدة على حساب دماء الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن دعوات تهجير الفلسطينيين بشكل قسري تعتبر "وصمة عار ضد الإنسانية". وأكد الشرع أنه لا يمكن قبول اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، داعيًا جميع الدول العربية إلى الوقوف في وجه هذه المخططات.
أكد الرئيس السوري أن دعوات تهجير الفلسطينيين ليست تهديدًا للشعب الفلسطيني فقط، بل للأمة العربية بأسرها. وشدد على ضرورة أن تتحد الدول العربية في مواقفها تجاه القضية الفلسطينية وأن تتحمل مسؤولياتها العميقة تجاه الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى اتخاذ موقف موحد لمواجهة التحديات.
ودعا الدول العربية إلى ضرورة الوحدة والعمل معًا لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الوقت قد حان لتقف الأمة العربية جميعها ضد المحاولات التي تهدد الأرض الفلسطينية، وأشار إلى أن إسرائيل منذ احتلالها للجولان السوري عام 1967 لم تتوقف عن انتهاك حقوق شعبنا.
وعبر الشرع عن التمسك باتفاق فض الاشتباك لعام 1974 ولا يمكن القبول بأن يستمر الجانب الإسرائيلي في تجاهل هذا الاتفاق، وفق خطابه الذي يعتبر الأول في أول قمة عربية يحضرها منذ توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية.
"قمة القاهرة" تتبنى الخطة المصرية لإعادة إعمار غـ ـزة وتؤكد رفض تهجير الفلسطينيين
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في البيان الختامي للقمة العربية غير العادية التي انعقدت في القاهرة يوم الثلاثاء، تبني القمة للخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة. الخطة تهدف إلى تقديم بديل لمقترحات تهجير الفلسطينيين التي طرحها الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، مع التركيز على إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها. وقد أشار البيان إلى أن مصر ستكون في طليعة الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق هذا الهدف.