"حزب الوطن السوري": واجهة عربية لمشروع "قسد" بعباءة التغيير الديمقراطي
"حزب الوطن السوري": واجهة عربية لمشروع "قسد" بعباءة التغيير الديمقراطي
● أخبار سورية ٢٣ مايو ٢٠٢٥

"حزب الوطن السوري": واجهة عربية لمشروع "قسد" بعباءة التغيير الديمقراطي

سلّط موقع "زمان الوصل" الضوء على كواليس نشاط "حزب الوطن السوري"، الذي ظهر مؤخراً على الساحة السياسية في دمشق عبر تنظيم فعالية برعاية مباشرة من ثابت الجوهر، أحد أبرز قادة ميليشيا "الدفاع الوطني" سابقاً، والمعروف بسجله الأمني والعسكري المثير للجدل.

ووفق تحقيق الموقع، فإن الحزب الذي يُقدّم نفسه بوصفه حزباً ديمقراطياً سورياً، لا ينفصل عن المشروع السياسي والعسكري لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) وذراعها السياسي "مسد"، بل يمثل أحد أدوات التجميل السياسي لمشروع "الإدارة الذاتية" وواجهة عربية لتسويقه، خاصة في المناطق ذات الغالبية العربية.

من "التطوير والتغيير" إلى "الوطن السوري"... حزب يتبدل بالاسم ويثبت بالمضمون
ويشير الباحث السياسي "مهند الكاطع" إلى أن الحزب تأسس في عام 2014 تحت اسم "حزب التطوير والتغيير الوطني الديمقراطي"، ثم غيّر اسمه إلى "حزب الوطن السوري" خلال مؤتمره الرابع في آذار/مارس 2024، دون أن يغيّر من توجهاته العامة، التي ظلت مطابقة تقريباً لخطاب "مسد".

منذ تأسيسه، تبنى الحزب خطاب "اللا مركزية"، وروّج لمفاهيم "الاعتراف بالتنوع"، في الوقت الذي يهاجم فيه بانتظام كل من يعارض هيمنة "قسد"، سواء من المكون العربي أو الكردي.

تطابق مع خطاب "مسد" ودور وظيفي مكشوف
يشارك الحزب بانتظام في فعاليات ومسارات "مجلس سوريا الديمقراطية"، ويُكرر قادته تصريحات تصبّ في الدفاع عن "قسد" وتبرير سطوة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وهو ما يثير تساؤلات حول استقلاليته وجدواه كحزب سياسي فعلي.

وبحسب الكاطع، فإن "حزب الوطن السوري" لا يخرج عن كونه أداة وظيفية لتقديم "صوت عربي" ضمن بنية "الإدارة الذاتية"، بغرض امتصاص النقمة الشعبية، لا سيما في مناطق مثل دير الزور والرقة والحسكة التي شهدت توترات متكررة بسبب ممارسات "قسد" الأمنية والعسكرية.

ثابت الجوهر... من ميليشيا الدفاع الوطني إلى ناطق باسم "قسد"
اللافت أن المشرف على نشاط الحزب، ثابت الجوهر، لا يُعد شخصية سياسية، بل يُعرف بعمله السابق ضمن "الدفاع الوطني" التابع للنظام البائد، قبل أن يتحوّل إلى شخصية مقربة من "قسد"، ويُتهم بتنفيذ اعتقالات ومداهمات بحق معارضين عرب، لا سيما خلال اقتحام حي غويران في الحسكة.

سجله الأمني الطويل، وتحركاته الأخيرة تحت لافتة "الحزب"، تُظهر كيف يُعاد تدوير بعض الأسماء الأمنية السابقة لتقديم أنفسهم بصيغ جديدة تناسب مشاريع السيطرة والهيمنة في المناطق الخارجة عن سلطة النظام المركزي.

أحزاب بلا مشروع… واجهات تُلمّع السلطة القائمة
ويخلص التقرير إلى أن "حزب الوطن السوري" لا يمثل حالة سياسية مستقلة، بل يعيد إنتاج سياسات "مسد" بمسميات جديدة، ويُستخدم كواجهة عربية لتلميع خطاب "الإدارة الذاتية" في الوقت الذي يتم فيه إقصاء الأصوات المحلية الحقيقية، خاصة من العشائر والفعاليات المجتمعية المستقلة.

في ظل هذا الواقع، يرى مراقبون أن مثل هذه التحالفات لا تصنع حلاً سياسياً، بقدر ما تُكرّس واقع التبعية والارتهان لمشاريع فئوية، تُدار بمنطق أمني تحت ستار "التغيير الديمقراطي".

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ