
حرائق ضخمة تلتهم غابات ريف اللاذقية منذ أربعة أيام والدفاع المدني يواصل جهود الإخماد رغم المخاطر
تتواصل لليوم الرابع على التوالي حرائق الغابات في منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، حيث التهمت النيران حتى الآن أكثر من 30 هكتاراً من المساحات الحراجية، وفق ما أعلنته منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في بيان رسمي ليل السبت/الأحد.
وأكد البيان أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على العديد من بؤر الحريق في وقت متأخر من مساء السبت، إلا أنها ما تزال تتعامل مع بؤرتين كبيرتين وعدد من البؤر الصغيرة حتى منتصف ليل الأحد، وسط ظروف ميدانية صعبة للغاية.
وأشارت المنظمة إلى أن أبرز التحديات التي تواجه عمليات الإخماد تشمل وعورة تضاريس المنطقة الجبلية، ووجود جروف صخرية شديدة الانحدار، إضافة إلى بُعد مصادر المياه، واشتداد الرياح، وارتفاع درجات الحرارة.
كما لفتت إلى وجود خطر حقيقي على حياة فرق الإطفاء نتيجة انتشار مخلفات الحرب غير المنفجرة في المنطقة، وهو ما يعرقل التحرك السريع ويضاعف خطورة المهام الميدانية.
وأوضح رئيس منظمة الدفاع المدني السوري، منير مصطفى، في تصريحات صحفية من موقع الحريق في منطقة ربيعة، أن غرفة عمليات مشتركة تم إنشاؤها بالتنسيق مع وزارة الطوارئ والكوارث، بهدف توحيد جهود الإطفاء مع وزارات الزراعة والداخلية والدفاع.
وأضاف أن هناك مؤازرات إضافية وصلت من فرق الدفاع المدني في محافظات إدلب وحلب وحماة، خاصة مع توقعات بارتفاع إضافي في درجات الحرارة وزيادة سرعة الرياح خلال الساعات المقبلة.
من جهتها، أعلنت وزارة الطوارئ والكوارث، السبت، أنها تمكنت من السيطرة على أكثر من 60% من مساحة الحريق، مؤكدة أن حركة الرياح ستكون عاملاً حاسماً في نجاح جهود الإخماد خلال الساعات القادمة.
ورغم ضخامة الحريق، شدد بيان الدفاع المدني على أن أي من المنازل لم يتعرض لأضرار حتى الآن، وأن الجهود تتركز على عزل المناطق المشتعلة وإنشاء خطوط نارية لمنع تمدد النيران إلى مناطق مأهولة أو مساحات إضافية من الغابات.
وفي الوقت الذي لم تُعلن فيه الجهات المختصة عن سبب اندلاع الحرائق، يُشار إلى أن المنطقة نفسها كانت قد شهدت في مارس/آذار الماضي سلسلة من حرائق الغابات، تمكنت فرق الإطفاء حينها من السيطرة عليها دون خسائر بشرية.
ويخشى سكان المنطقة من اتساع رقعة الحريق مجدداً، خاصة مع غياب آليات مجنزرة قادرة على التعامل مع التضاريس الصعبة، وهو ما أشار إليه بيان الخوذ البيضاء باعتباره أحد أبرز التحديات الميدانية.
ويظهر في الصور ومقاطع الفيديو التي نُشرت من موقع الحدث، إطفائيون من الدفاع المدني وهم يعملون بلا توقف، يواجهون النيران بعزيمة عالية وسط الأدخنة الكثيفة واللهب المتصاعد. وقد وصف أحد الإطفائيين المشهد بالقول: “لا نبحث عن مجد، بل عن لحظة نجاة… عن بصيص أمل وحياة لهذه الأشجار”.