صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
● أخبار سورية ٧ فبراير ٢٠٢٥

تساؤلات عن مصير "الطائرة الرئاسية السورية" عقب سقوط النظام وفرار "الأسد"

طرحت زيارة الرئيس السوري "أحمد الشرع" إلى المملكة العربية السعودية وتركيا عبر طائرات ليست سورية تساؤلات عن مصير "الطائرة الرئاسية السورية"، الذي بات مجهولاً عقب فرار الإرهابي "بشار الأسد" في الثامن من شهر كانون الأول 2024، ولم يوضح حتى اليوم الوجهة التي استقرت فيها أو أنها قد خرجت عن الخدمة في وقت سابق.

جاءت التساؤلات مع توجه "الشرع" إلى المملكة السعودية عبر طائرة سعودية خاصة أرسلتها المملكة، في حين وصل "الشرع" إلى العاصمة التركية أنقرة في جولته الثانية عبر طائرة تركية، إذ باتت طائرة الرئاسة السورية مجهولة المصير عقب سقوط نظام الأسد، فيما لم توضح السلطات الحالية أي معلومات عنها.

في مساء يوم الأحد 8 كانون الأول 2024، أكد مصدر في الكرملين الروسي أن بشار الأسد وعائلته وصلوا إلى العاصمة الروسية موسكو، وكان الحديث أن "بشار" غادر البلاد على متن طائرة لم تحدد إلى وجهة غير معلومة في وقت مبكر من صباح يوم الأحد ذاته، بالتزامن مع دخول فصائل الثوار إلى وسط مدينة دمشق.

وأظهرت بيانات موقع "فلايت رادار" الإلكتروني المعني بتتبع الرحلات الجوية أن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية أقلعت من مطار دمشق في التوقيت نفسه تقريبًا الذي دخلت فيه "إدارة العمليات العسكرية" إلى دمشق، وحلّقت الطائرة في البداية باتجاه الساحل السوري، لكنها حوّلت اتجاهها فجأة، وحلّقت في الاتجاه المعاكس لبضع دقائق قبل أن تختفي من على الخريطة.

تفيد مصادر إلى أن الطائرة التي هرب بها "بشار الأسد" قد تكون الطائرة الرئاسية، والتي أقلته إلى قاعدة حميميم الروسية، متوقعة أن تكون الطائرة لا تزال في قاعدة حميميم بسوريا، إذ أن الأسد جرى نقله إلى موسكو عبر طائرة روسية، في وقت رجحت مصادر أخرى أن تكون روسيا نقلت الطائرة الرئاسية السورية إلى أراضيها عقب نقل الأسد.

مصادر أخرى توقعت أن تكون "الطائرة الرئاسية السورية" خارج الخدمة لاسيما أنها خضعت للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على نظام بشار الأسد وأركانه، وأن النظام لم يستطع إجراء إصلاحات أو صيانة لها، مشيرة إلى أن زيارات "بشار" في السنوات الأخيرة كانت تتم عبر طائرات شحن روسية أو طائرات مدنية لـ "أجنحة الشام".

وكان قال "عمر قناة" نائب قائد اللواء الـ29 جوي المسؤول عن مطار دمشق الدولي في حديث لموقع "الجزيرة"، إن "بشار الأسد" لم يكن من بين الهاربين عبر مطار دمشق، لافتًا إلى اعتقاده بأنه استخدم طائرة روسية، ولفت إلى أن الشخصيات الهاربة من المطار شملت مسؤولين في القوات الجوية، لافتًا إلى أن التشويش على نظام الملاحة العالمي أدى إلى إظهار أن طائرة يعتقد أنها لبشار الأسد قد سقطت.

وأضاف "قناة" أن قائد القوى الجوية "اللواء توفيق خضر" اتصل به منتصف الليل، وطلب منه تجهيز جميع الطائرات في اللواء 29، وهي 5 طائرات ياك 40، 3 طائرات توبوليف 134، طائرة الرئاسة فالكوم 300، طائرتان يوشن 76، طائرة إن تي نوف، لافتًا إلى أنه شعر بنيتهم الهرب بكامل الأسطول.

وأوضح "قناة" أنه أوهم اللواء بأن جميع الطيارين وقادة الأسراب فروا من المطار، ولفت إلى أنه تعرض لعدة اتصالات من قبل عدة شخصيات قيادية في النظام، يطلبون تجهيز الطائرات بالسرعة القصوى.

وأكد قائد اللواء، أن الشخصيات التي فرت عبر مطار دمشق هم كلاً من: (وزير دفاع النظام السابق "علي عباس" - قائد القوات الجوية اللواء توفيق خضر - مدير إدارة المخابرات الجوية قحطان خليل - العميد نجوان حنيفة مدير مكتب قائد القوى الجوية، بسام دكنجي مسؤول المنطقة الجنوبية)، جميعهم هربوا من المطار عبر طائرة ياك واحدة قبل وصول المعارضة إليه.

ولفت إلى أن طائرة يوشن 76 حملت عائلات الضباط إلى قاعدة حميميم الروسية، وذكر أن خللاً حصل في طائرة اليوشن بعد إقلاعها، وظهرت على رادارات الرصد أنها سقطت بريف حمص بسبب إشارات خاطئة من الخلل، لكنه أكد أنها هبطت في قاعدة حميميم الروسية.

و"الطائرة الرئاسية السورية" هي طائرة يستخدمها رئيس الجمهورية السورية لأغراض السفر الرسمي، وهي مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الرئيس أثناء تنقلاته بين الدول والمشاركة في المؤتمرات والفعاليات الدولية.

تشير التقارير إلى أن الطائرة الرئاسية السورية هي طائرة من طراز "إيرباص A340" تم تجهيزها بأحدث التقنيات والأنظمة لتوفير الراحة والأمان. يتم تزويد الطائرة بمرافق خاصة مثل غرف الاجتماعات، وأماكن للراحة، وأنظمة اتصال متطورة، وذلك لضمان قدرة الرئيس على أداء مهامه الرسمية أثناء الرحلات الطويلة. كما يتم تجهيز الطائرة بأنظمة أمان متقدمة لحمايتها في حال حدوث أي تهديدات جوية.

تعتبر الطائرة جزءًا من البروتوكولات الدبلوماسية التي تتبعها سوريا في تنقلات رئيسها، وقد أثارت في بعض الأحيان جدلًا واهتمامًا بسبب تكاليف تشغيلها، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي مرت بها البلاد، إضافة إلى أن بعض الدول فرضت عقوبات على الطائرة الرئاسية السورية، حيث تم إدراجها في قائمة العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على نظام بشار الأسد وأركانه.

هذه العقوبات تستهدف الأفراد والكيانات المرتبطة بالحكومة السورية، وتشمل الطائرة الرئاسية باعتبارها أحد الأصول الحكومية الهامة المستخدمة في السفر الرسمي والتواصل الدبلوماسي. وتعتبر هذه العقوبات جزءًا من جهود الضغط التي مورست على النظام السوري السابق بسبب ممارسات حقوق الإنسان.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ