صورة
صورة
● أخبار سورية ٢ أبريل ٢٠٢٥

ترند "أسلوب جيبلي" يجتاح السوشيال ميديا السورية ويصل حتى إلى الرئيس وزوجته

تخيل أن تفتح هاتفك ذات صباح، وتتفقد صورك اليومية، لتجد نفسك وقد أصبحت بملامح أنمي ساحرة كأنك خرجت للتو من فيلم من إنتاج "استوديو غيبلي"، حيث الألوان حالمة، والخطوط ناعمة، وكل صورة تحولت إلى لوحة تنبض بالخيال والحنين.

هذا ليس خيالًا، بل ترند بصري جديد اجتاح منصات التواصل الاجتماعي السورية خلال الأيام الماضية، بعد التحديث الأخير من ChatGPT، والذي أتاح تحويل الصور إلى أسلوب الرسوم المتحركة الشهير الخاص بـ"استوديو غيبلي"، أحد أعظم صانعي الأنمي في العالم.

من الذكريات الشخصية إلى أيقونات الشاشة السورية
السوريون، كالعادة، التقطوا هذا الترند وأضافوا له طابعهم الخاص. فإلى جانب تحويل صورهم الشخصية إلى رسومات جيبلي، استعاد كثيرون مشاهد محفورة في الذاكرة الجماعية، فأعادوا رسم لحظات من أعمال درامية خالدة، مثل "الفصول الأربعة" للمخرج الراحل حاتم علي، ومشهد الرقص الشهير بين خجو وصبحية في مسلسل "بكرا أحلى"، أو حتى جلسة أولاد أبو راشد في محل الحلويات من "بيت جدي".

من الوجدان الشعبي إلى السخرية السياسية
ولأن السوريين لا يفوّتون فرصة للسخرية الذكية، لم يخلُ الترند من تحويلات ساخرة لصور رموز النظام السابق. فقد انتشرت صورٌ لـ بشار الأسد ووالده حافظ بملابس داخلية بأسلوب جيبلي، وكذلك صورة "المدام فاتن" التي أثارت جدلاً في 2020 عندما ظهرت وهي تهين رجالًا يقفون أمام جمعية استهلاكية.

قصر الشعب بالألوان الحالمة.. وصورة الرئيس والحرية
حتى قصر الشعب، الذي كان يومًا ما قلعة مغلقة بوجه الناس، دخل المشهد بأسلوب جيبلي، لكن هذه المرة بملامح مختلفة. إحدى أكثر الصور تداولًا كانت للرئيس أحمد الشرع وعقيلته لطيفة الدروبي خلال استقبال أبناء الشهداء في عيد الفطر، وقد حوّلت بأسلوب غيبلي لتبدو وكأنها مشهد من فيلم إنساني دافئ. الصورة حصدت إعجابًا واسعًا، واعتُبرت من أجمل ما أنتجه هذا الترند في سوريا، لما حملته من رمزية وحنان وحضور أبوي واضح.

كما تم تداول صورة أخرى للرئيس وعقيلته بين الأطفال، داخل حديقة قصر الشعب، بعد تحويلها إلى نفس الأسلوب، في تجسيد بصري جديد لدولة قررت أن تكون قريبة من أبنائها، وأن تفتح القصر للفرح بدلًا من الخوف.

عن غيبلي وميازاكي.. الفن يواجه الذكاء الاصطناعي
يُذكر أن "استوديو غيبلي" تأسس في 15 يونيو/حزيران عام 1985، على يد الأسطورتين هاياو ميازاكي وإيزاو تاكاهاتا، إلى جانب المنتج توشيو سوزوكي، وأنتج روائع مثل "جاري توتورو"، "القلعة المتحركة"، و"الروح الراحلة" (Spirited Away). المثير أن ميازاكي نفسه معروف برفضه لفكرة الذكاء الاصطناعي، وقد قال في مقابلة شهيرة:  
"أنا أشعر بالاشمئزاز الشديد... هذا إهانة للحياة نفسها"

لكن رغم هذا الموقف، جاء الذكاء الاصطناعي ليرسم بأسلوبه، ويجمع بين الخيال الياباني والحنين السوري، في مشهد يقول الكثير عن كيف يمكن للفن والتكنولوجيا أن يلتقيا… حتى في بلدٍ يتعلّم من جديد كيف يحلم.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ