
تركيا تبدأ إعادة تأهيل مطار دمشق الدولي وتحسين كفاءته التشغيلية
أفاد وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، أن بلاده أرسلت فريقًا تقنيًا مؤلفًا من 25 خبيرًا إلى سوريا، للمشاركة في أعمال إعادة تأهيل مطار دمشق الدولي، الذي استأنف نشاطه بعد سقوط نظام الأسد. وأوضح أن الفريق دخل عبر معبر “جيلوه غوزو” الحدودي المقابل لمعبر باب الهوى السوري، وبدأ بتنفيذ خطط تطوير البنية التحتية للمطار، إلى جانب تدريب الموظفين السوريين على استخدام المعدات الحديثة التي قدمتها تركيا.
وكشف الوزير التركي عن إرسال ست شاحنات تحمل 113 جهازًا ومعدات تقنية لضمان التشغيل الآمن للرحلات الجوية، مشيرًا إلى أن الفريق التركي قام بتركيب الأجهزة الجديدة داخل المطار، إضافةً إلى إصلاح الأنظمة القديمة التي كانت خارج الخدمة لسنوات.
كما أكد أن وحدة الملاحة الجوية التركية بدأت بتحليل عمليات الطيران في المجال الجوي السوري، لضمان كفاءة حركة الطيران وتأمين عمليات الهبوط والإقلاع.
وأشار إلى أن بعض الأجهزة الملاحية، التي تعرضت للتدمير خلال الحرب أو بقيت معطلة، خضعت للصيانة، كما جرى تركيب نظامي إرسال واستقبال جديدين في برج المراقبة الجوية بالمطار، مما يعزز كفاءة عمله بعد سنوات من الإهمال والتهالك.
تعزيز إجراءات الأمن والسلامة
فيما يخص الأمن داخل المطار، أوضح الوزير التركي أن الفريق قام بتسليم وتركيب أجهزة حديثة للكشف عن المعادن والمتفجرات، تضمنت عشرة أجهزة أشعة سينية، وأربعة كاشفات مواد متفجرة، وعشر بوابات كشف عن المعادن، كما تم إرسال مركبتين حديثتين لإطفاء الحرائق من طراز “فولكان ليون 8x8”، إضافة إلى معدات أخرى مخصصة لحماية المطار والمسافرين.
وأكد الوزير أن الجهود التركية لإعادة تأهيل المطار جاءت بعد إعلان بلاده، منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عن خطة شاملة لإعادة تأهيل مطار دمشق الدولي، لرفع مستوى كفاءته التشغيلية وتأمين احتياجاته الأساسية.
مطار دمشق الدولي بعد سنوات من التوقف والتضرر
استأنف المطار عملياته في كانون الأول/ ديسمبر 2024، بعد تعليق استمر عشرة أيام، نتيجة خروج نظام الأسد من المشهد السياسي وهروب رئيسه إلى روسيا. وسبق ذلك إعلان مدير المطار، أنيس فلوح، عن تعليق جميع الرحلات الجوية بشكل مفاجئ.
ويواجه قطاع الطيران السوري نقصًا حادًا في عدد الطائرات، حيث يتألف الأسطول الحالي للخطوط الجوية السورية من 12 طائرة فقط، بينها ثماني طائرات من طراز “إيرباص A320-200”. ويعتمد مطار دمشق الدولي، الذي تأسس عام 1969، كمقر رئيسي للخطوط الجوية السورية وشركة “أجنحة الشام” الخاصة.
القصف الإسرائيلي وأثره على المطار
تعرض المطار في السنوات الأخيرة لعدة هجمات إسرائيلية، أدت إلى تعطله وخروجه عن الخدمة عدة مرات، أبرزها في حزيران/ يونيو 2022، وكانون الثاني/ يناير، وتشرين الأول/ أكتوبر، وتشرين الثاني/ نوفمبر 2023. وكانت حكومة الأسد قد طرحت المطار للاستثمار لصالح شركات إيرانية منتصف العام الماضي، إلا أن انهيار النظام أفشل هذه المخططات.
التعاون التركي السوري بعد سقوط الأسد
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود إعادة تأهيل البنية التحتية في سوريا، بعد سقوط النظام السابق، حيث تعهدت تركيا بدعم الحكومة السورية الجديدة في تطوير قطاعات النقل والملاحة الجوية، كجزء من خطة أوسع لتعزيز الاستقرار الاقتصادي. كما تسعى أنقرة إلى استعادة دورها كشريك استراتيجي لسوريا، خاصة في مجالات النقل والتبادل التجاري، بعد سنوات من العزلة التي فرضها الصراع في البلاد.