تحركات وانشقاقات.. "قسد" تداهم وتعتقل والسكان يجددون مطلب تحرير الشرق السوري
شهدت مناطق شمال شرق سوريا "ديرالزور، الرقة الحسكة" الخاضعة لسيطرة ميليشيات "قسد" تحركات مريبة تمثلت بتعزيزات عسكرية واستنفارات أمنية على وقع الانشقاقات التي تحدث في صفوف الميليشيات.
وكشفت "قسد" عن فشل ما قالت إنها جهود الوساطة الأمريكية للإعلان عن هدنة دائمة في منطقتي منبج وعين العرب بريف حلب" حسب المركز الإعلامي لميليشيات "قسد"، قبل إعلان متزعم الميليشيات مظلوم عبدي عن مقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح في عين العرب.
وخلال اجتماع في حقل العمر بين وجهاء دير الزور وقوات التحالف الدولي أهالي دير الزور يرفضون تقسيمات ميليشيات "قسد" الإدارية ويطالبون بحلها وبسيطرة الحكومة السورية الانتقالية على المنطقة ومواردها، وتحرير الشرق السوري.
كما طالب الوجهاء بحلّ المجالس والهيئات التي أنشأتها “قسد”، مشددين على رفضهم للضغوط الرامية إلى إصدار بيان داعم لميليشيات "قسد" وأكدت المصادر أن التحالف الدولي وعد الوجهاء بأخذ مطالبهم بعين الاعتبار.
وشهدت مناطق سيطرة "قسد" تواجداً أمنياً مكثفاً عبر دوريات مزودة بمدرعات، في عرض واستعراض لترهيب السكان المحليين، وسط حالة من السخط من قبل الأهالي في عموم مناطق الشرق السوري.
وذكرت مصادر أن التواجد الأمني المكثف لم يقتصر على الدوريات الراجلة، بل قامت حواجز متعددة بتفتيش جوالات للعابرين من شبان وشابات في منطقة حاجز حديقة الرشيد، والفردوس، بمحافظة الرقة.
كما أن العديد من الشاحنات شوهدت في ريف الرقة الجنوبي، وهي تنقل ترانسات كهرباء وكوابل للجهد العالي قادمة من منطقة السبخة والريف الشرقي، متجهة نحو مركز مدينة الرقة، ليصار إلى نقلها نحو الحسكة.
وسط تحركات مريبة مع تسجيل انسحابات تارة وتعزيزات تارة أخرى من قبل "قسد" ووثق ناشطون تكفيك حواجز متعددة وسحب قوات من معبر مدينة الطبقة الجنوبية بريف الرقة واعتقلت شبان بدعوة الخروج وقت الحظر المفروض، وداهمت الميليشيات الانفصالية عدة مناطق واعتقلت العشرات.
إلى ذلك خرجت مظاهرة في بلدة مظلوم بريف ديرالزور الشرقي الخاضع لسيطرة "قسد"، تطالب بتحرير المنطقة، وسط معلومات عن وصول تعزيزات عسكرية جديدة من فصائل ردع العدوان إلى مدينة ديرالزور قادمة من مناطق الشمال السوري.
وأعلن القائد العسكري لهيئة تحرير الشام مرهف أبو قصرة المعروف بـ"أبو حسن الحموي" أن "سوريا لن تتجزأ ولن توجد فيها فدراليات"، وكان قال القيادي في قوات إدارة العمليات العسكرية الرائد "جميل الصالح" أهلنا في الرقة، أهلنا شرق الفرات في دير الزور والحسكة، فرحتنا منقوصة لأنكم لستم معنا.
وقتل الشاب "أنس الحمادة"، متأثراً بجراحه التي أصيب بها، برصاص ميليشيات "قسد"، على خلفية إطلاق النار على المتظاهرين بالرقة، فيما قصفت ميليشيات "قسد" مناطق مأهولة بريف منبج ما أدى إلى مقتل الطفل "فرحان الحجي".
وشنت "قسد" حملة دهم وتفتيش لمدارس وأراضٍ زراعية في منطقة "الحدادة" بين بلدتيّ ذيبان و الطيانة شرقي ديرالزور، بحثاً عن عناصر منشقين عنها، في وقت انشق رئيس الأمن الداخلي في منطقة البصيرة وذيبان مع تسجيل انشقاق عدد من عناصر "قسد" شمال الرقة.
وطرد الأهالي يطردون دورية عسكرية تابعة حاولت سرقة محولة المياه في قرية البوحمد شرق الرقة، فيما نقلت الميليشيات تنقل عدد كبير من الأسلحة والصواريخ التي استولت عليها من مستودعات النظام الساقط من مدينة الشدادي إلى مدينة الحسكة.
وكانت أعلنت إدارة العمليات العسكرية عن بدء استقبال طلبات المنشقين في ناحية موحسن قرى "الطوب - البوليل - موحسن - طابية شامية -المريعية - البو عمر" لاستلام البطاقة المؤقتة والتي ترفع الملاحقة القانونية عن المنشقين.
وحسب تعميم رسمي فإن على كل من كان يعمل ضمن النظام المخلوع في الجيش والأمن والشرطة والقوات الرديفة واللجان الشعبية وميليشيا الحرس الثوري الإيراني مراجعة مبنى البلدية في موحسن واصطحاب الثبوتيات الشخصية والأسلحة والعهد بشكل كامل.
وكان زعم عضو اللجنة التنفيذية لميليشيات "حزب العمال الكردستاني" PKK مراد قره يلان في تصريح صحفي مؤخرا "نعلن بشكل رسمي أننا غير متواجدين في سوريا"، وفق تعبيره.
وتجدر الإشارة إلى أن عناصر "قسد" أطلقت الرصاص الحي على متظاهرين في مدينتي الرقة ودير الزور، وسط عدد كبير من الضحايا كانوا يطالبون خروج "قسد" من المنطقة ودخول قوات إدارة العمليات العمليات العسكرية.
وكان أصدر نشطاء وثوار المنطقة الشرقية بياناً يوم السبت 14 كانون الأول/ ديسمبر، أكدوا فيه إن ديرالزور والرقة والحسكة وريف حلب الشرقي جزء لا يتجزأ من سوريا ولا يمكن إعلان التحرير الكامل دون عودتها إلى أهلها.
هذا وشنت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) حملات اعتقال واسعة وقطع للخدمات في مناطق ديرالزور والرقة والحسكة، يضاف ذلك إلى جرائم قتل وتنكيل بحق أبناء الشرق السوري لا سيّما مع تفريق المظاهرات المناهضة للميليشيات الانفصالية بالرصاص الحي.