تحذيرات إسرائيلية من "تهديدات جديدة" تمتد إلى سوريا وتركيا
تحذيرات إسرائيلية من "تهديدات جديدة" تمتد إلى سوريا وتركيا
● أخبار سورية ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٥

تحذيرات إسرائيلية من "تهديدات جديدة" تمتد إلى سوريا وتركيا

حذّرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في تقرير مطوّل من أنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تخشى من أنّ الميزانية الدفاعية الحالية لا تكفي لمواجهة التحديات الأمنية المتسارعة التي تواجهها إسرائيل في السنوات المقبلة، وسط تصاعد التوترات في الإقليم وتبدّل موازين القوى الإقليمية، لاسيما في سوريا وتركيا.

أزمة تمويل تُهدّد الجاهزية العسكرية
بحسب التقرير، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بعثت تحذيرات صريحة إلى الحكومة من أنّ ميزانية الدفاع للعام 2026 قد تعجز عن تغطية التسلّح وبناء القوة العسكرية المطلوبة، محذّرة من تكرار الأخطاء التي سبقت حرب غزة الأخيرة.

وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي كان قد استعدّ لحرب تستمر شهراً واحداً فقط على جبهتين — حزب الله في الشمال وحماس في الجنوب — لكنه وجد نفسه في مواجهة حرب طويلة على ثماني جبهات، ما أدى إلى استنزاف المخزون العسكري واضطرار تل أبيب إلى الاعتماد على 900 طائرة نقل و150 سفينة مساعدة من الولايات المتحدة لتغطية العجز اللوجستي.

وأشارت المصادر الأمنية إلى أنّ الفجوة التمويلية تتجاوز 30 مليار دولار، إذ إن العقود القائمة وحدها تبلغ قيمتها 100 مليار شيكل، في حين أنّ الجاهزية العملياتية تحتاج إلى تمويل إضافي لتطوير الدفاعات الجوية، والدبابات، وأنظمة الاعتراض الذكية.

"تهديدات جديدة" من الشمال والشرق
لفت التقرير إلى أن اللجنة العامة الإسرائيلية برئاسة يعقوب ناغل، والمكلّفة بتقييم احتياجات الدفاع الوطني، حذّرت من أنّ التأثير المتزايد لتركيا في الساحة السورية، إلى جانب تصاعد العداء من إدارة الرئيس رجب طيب أردوغان تجاه إسرائيل، يشكّلان تحدياً جديداً في ميزان القوى الإقليمي.

وأكدت اللجنة أن إسرائيل قد تواجه قريباً "قوة في سوريا لا تقل خطورة عن التهديدات السابقة"، في إشارة إلى التحالفات الجديدة بين دمشق وأنقرة، التي قد تُعيد رسم خريطة المواجهة شمالاً،كما أوصى التقرير بضرورة تعزيز الحدود الشرقية مع الأردن تحسباً لأي حالة من "زعزعة الاستقرار"، مشيراً إلى أن إقامة حاجز دفاعي جديد على الحدود سيكلّف نحو خمسة مليارات شيكل.

توتر داخلي حول ميزانية الدفاع
وفي ظل هذه التقديرات، اتهمت المؤسسة الأمنية وزارة المالية بـ"التهوّر" في التعامل مع متطلبات الجيش، مشيرة إلى أنّ رفض تحويل الأموال المطلوبة لبناء القوة العسكرية يهدّد الأمن القومي الإسرائيلي.

أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فقد ردّ على الانتقادات بالتأكيد على التزامه بـ"الانضباط المالي"، معلناً عزمه على خفض الضرائب وتخفيف الأعباء الاقتصادية، رغم ما قد يسببه ذلك من تراجع في الإيرادات العامة.

سوريا وتركيا في الحسابات الأمنية الإسرائيلية
بحسب يديعوت أحرونوت، فإن المؤسسة الأمنية ترى أن التحالفات الجديدة في سوريا، وتنامي الحضور التركي في شمالها، واستعادة دمشق زمام المبادرة بدعم من موسكو وطهران، تمثل تحدياً مباشراً لإسرائيل.

وأضاف التقرير أن إسرائيل "تراقب عن كثب التحركات السورية – التركية الأخيرة، والتقارب العسكري بين الطرفين"، معتبرة أن تشكّل قوة إقليمية جديدة في الشمال من شأنه إعادة خلط الأوراق على حدود الجولان.

خلصت الصحيفة إلى أن إسرائيل تقف أمام مرحلة أمنية غير مسبوقة، في ظل ما وصفته بـ"تغيير جذري في الشرق الأوسط"، مؤكدة أن الدروس المستفادة من حرب غزة لم تُترجم بعد في ميزانية الدفاع، وأنّ تجاهل مؤشرات الخطر في سوريا وتركيا قد يقود إلى أزمة استراتيجية شاملة في الأعوام المقبلة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ