
بلدة كويا: موقعها الاستراتيجي جعلها هدف الاحتلال الإسرائيـ ـلي جنوبي سوريا
شهدت بلدة كويا في 25 آذار، اشتباكات عنيفة عقب محاولة قوات إسرائيلية اقتحامها واعتقال شبان محليين، ما دفع الأهالي للتصدي، أسفر الهجوم الإسرائيلي عن سقوط شهداء من أبناء البلدة وموجة نزوح جماعي من البلدة والقرى المحيطة.
وتسبب العدوان الإسرائيلي بأغلاق المدارس في المنطقة بسبب القصف المستمر، واضطر الجرحى لتلقي الإسعافات الأولية داخل صيدليات البلدة لغياب مراكز صحية مجهزة. في ظل استمرار القصف الإسرائيلي بالدبابات والمدفعية وتحليق الطائرات المسيّرة فوق المنطقة.
موقع بلدة كويا الاستراتيجي وأهميتها
تقع بلدة كويا في أقصى جنوب غرب محافظة درعا، ضمن منطقة حوض اليرموك جنوبي سوريا. وهي من البلدات الحدودية مع الجولان المحتل، وتشهد توترات متكررة بسبب موقعها الاستراتيجي عند المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والجولان المحتل. جعلها هذا الموقع، إلى جانب بلدات أخرى في المنطقة، محط اهتمام جيش الاحتلال الإسرائيلي، تحت ذريعة إخلاء المنطقة من السلاح.
البلدة وارتباطها بالجولان والأردن
تتميز بلدة كويا بموقعها الاستراتيجي كونها من القرى المطلة على وادي اليرموك، كما أنها قريبة من سرية الجزيرة التي تسيطر عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة معرية. وتطل كويا، إلى جانب صيصون وجملة، على وادي اليرموك وجزء من الجولان المحتل. تضم البلدة سكانًا من العشائر والعائلات المحلية التي تعتمد في معيشتها على الزراعة وتربية الماشية.
التأثيرات العسكرية والأمنية
كما هو الحال في البلدات السورية الأخرى، تأثرت كويا بالأحداث خلال سنوات الثورة ضد نظام بشار الأسد، وشهدت تحولات عسكرية وأمنية حتى خروج المعارضة من المنطقة. وتظل بلدة كويا واحدة من المناطق الحدودية المهمة في الجنوب السوري، نظرًا لموقعها الاستراتيجي المحاذي للجولان المحتل والأردن، كما أنها جزء من معادلة التوازنات الأمنية في محافظة درعا.
عدد السكان والوضع الاجتماعي
تتبع كويا إداريًّا لناحية الشجرة في منطقة درعا بمحافظة درعا. ووفقًا لإحصاء المكتب المركزي للإحصاء لعام 2004، بلغ عدد سكانها 2.025 نسمة. وعلى عكس العديد من البلدات الأخرى في حوض اليرموك، لم يدخل تنظيم داعش إلى البلدة، رغم سيطرته على عدد من القرى المجاورة، مثل الشجرة وجملة وعابدين، تحت اسم "جيش خالد بن الوليد". ويُرجَّح أن موقع البلدة الاستراتيجي، إضافة إلى الطبيعة العشائرية الرافضة للتنظيم، كانا من الأسباب الرئيسية التي حالت دون دخول داعش إليها.
التصعيد الإسرائيلي في جنوب سوريا
يأتي هذا التصعيد في سياق عمليات إسرائيلية شبه يومية داخل سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في نهاية العام الماضي. حيث كثف الجيش الإسرائيلي من عملياته العسكرية بذريعة منع إعادة تموضع مجموعات مسلحة يصفها بـ "المدعومة من إيران". في حين أكدت الحكومة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، في عدة مناسبات أنه لا يوجد أي تهديد من داخل الأراضي السورية تجاه إسرائيل.