
بعد حرب ضروس في التصريحات .. اليوم تنطلق المفاوضات بخطى مترددة ظاهرية و محسومة النتائج
تبادل الجميع يوم أمس التصريحات المتضادة ووصلت حد الاشتباك الفعلي و التهديد تارة بالانسحاب و تارة أخرى بالرد الفعلي و الميداني مع التحذير من ممارسة لعبة اختبار "الصبر" ، و لكن في الوقت ذاته يبدو الأمور تتجه كما هو الاتفاق الذي تم بين الدول الكبرى ظاهرياً ، ولكن هو في الحقيقة نتاج اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا ، و كل ما يجري عبارة عن تمهيد شكلي لصب الاتفاق في قالب الواقع .
الاجتماعي الخماسي الأوربي – الأمريكي ، يوم أمس في باريس ، بدا فيه واضحاً حجم الامتعاض الأوربي من التهميش و الاكتفاء بلعب دور البيدق على الرقعة التي يقودها الأمريكيون و الروس ، الأمر الذي دفع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لارسال التطمينات للأوربيين أن الاتفاق مع الروس موافق للوجهة العامة ، و أن القصة في طورها للحل كما سبق الاتفاق عليه ، وفي نفس الوقت خرج للاستعراض الاعلامي بارسال التهديدات لنظام الأسد و حلفاءه ، مع التحذير بعدم اختبار حدود الصبر ، مشدداً على أن الانتهاكات التي حدثت خلال الاسبوعين الأولين من الهدنة يتحمل مسؤلية غالبيتها العظمى النظام .
في الوقت كان لابد من ظهور لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ليكشف عن المضمون الأصيل للاتفاق الروسي الأمريكي ، و المتمثل بتقاسم الحرب على تنظيم الدولة ، بينهما ، فروسيا تتكفل بتدمر و أمريكا الرقة ، و بذلك يأخذ الطرفان جائزة القضاء على الارهاب ، ولافضل لأحدهما على الآخر و كذلك ليس أياً منهما يملك ميزة المنتصر .
أما فيما يتعلق في المفاوضات فستنطلق اليوم مساء بلقاء المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي مستورا مع وفد الأسد ، على أن يتلوه يوم غد لقاءه مع وفد المعارضة ، بعد أن تجاذب الطرفان مناوشات اعلامية حول الغاية من المفاوضات فالنظام يراها عبارة عن مشاورات محفوفة بخطوط حمر عدة أبرزها الأسد ، في حين تؤكد المعارضة على أنها مفاوضات انتقالية و من أساسياتها زوال الأسد كما اصطلح عليه "حياً أو ميتاً".
و لكن تصريحات المتفاوضون لاتأخذ على منحى الفعلية ، فهناك ماتم تحضيريه بين روسيا و أمريكا أفصح عن جزء منه كيري و لافروف و من ثم دي مستورا ، هو تطبيق بنود جنيف واحد بحذافيره ، و الزام جميع الأطراف به ، حتى النظام و كما قيل "على المسؤلين بدمشق تنفيذ ما ستخرج به المفاوضات" ، وما قضية الدستور و الانتخابات الجانبية إلا عملية تمهيدية للوصول إلى الهدف الجوهري و هو مصير "الأسد" الذي سيحدد من خلال انتخابات رئاسية بعد عام ونيف يبدأ العد لها اعتباراً من اليوم الواقع في 14 آذار .