
بعد ثاني انشقاق عنها .... "تحرير الشام" تحاصر منزل "أبو مالك التلي" بهدف اعتقاله
علمت شبكة "شام" الإخبارية من مصادر خاصة، أن استنفار كبير تشهده مدينة سرمدا شمالي إدلب مع حصار "هيئة تحرير الشام"، لمنزل القيادي المنشق عنها للمرة الثانية "أبو مالك التلي" في نية لاعتقاله.
ويأتي ذلك وفق متابعين في سيناريو مماثل لما حدث في التاسع عشر من شهر حزيران/ يونيو الجاري، حيث جرى اعتقال المسؤول في "جبهة أنصار الدين"، "أبو صلاح الأوزبكي"، من قبل "هيئة تحرير الشام" مع مرافقيه، بعد أيام على تشكيل غرفة عمليات تضم شخصيات مناوئة لـ "تحرير الشام".
المصادر ذاتها أشارت إلى أنّ استنفاراً كبيراً في المنطقة من قبل الجهاز الأمني التابع لـ "هيئة تحرير الشام" في محيط المكان الذي تمت محاصرته وأن قرار احتجاز "التلي" صدر تزامناً مع صدور بيان تشكيل غرفة عمليات "فاثبتوا"، التي ضمنت شخصيات معارضة للهيئة على رأسهم "أبو مالك التلي"، الذي طالما كرر مشهد انفصاله عن الهيئة إلا أنه ظهر بقرار تشكيل الغرفة المناهضة لها عدم رغبته بالعودة مجدداً.
وتفيد مصادر "شام" بأن القيادي المعروف "أبو ماريا القحطاني" هو من يدير عملية اعتقال "التلي" الأمر الذي نتج عنه حالة توتر أمني كبير ترافق مع ترقب تعيشه المنطقة لا سيّما أن اعتقال التلي يعد مواجهة مباشرة مع غرفة عمليات "فاثبتوا"، التي كان من المؤسسين لها، ويعد الشخصية القيادية في التجمع الجديد إلى جانب "الأوزبكي"، ومن أبرز الشخصيات التي انشقت عن هيئة تحرير الشام.
وفي نيسان الفائت، كشف القيادي البارز في هيئة تحرير الشام "أبو ماريا القحطاني"، عن عودة القيادي "أبو مالك التلي" لصفوف هيئة تحرير الشام و تراجعه عن استقالته من الهيئة، معتبراً أن ذلك جاء بعد لقاء الأخير لأمير الهيئة "الجولاني".
وكان "التلي" المتنفذ في هيئة تحرير الشام، أصدر بياناً معلناً خروجه من الجماعة، وبين فيه أنه "عزمت مفارقة هيئة تحرير الشام، وذلك بسبب جهلي وعدم علمي ببعض سياسات الجماعة أو عدم قناعتي بها وهذا أمر فطري فقد جبل الإنسان على حب المعرفة"، في وقت لم يصدر عن "التلي" أي بيان توضيحي أو ما يؤكد عودته أو عدم اعتقاله وفق ماتحدثت بعض المصادر عن مصير مشابه لـ "أبو العبد أشداء".
و"أبو مالك التلي" هو جمال زينية، من بلدة تل منين في ريف دمشق، عمل مبكراً في توزيع الخضر والفواكه، وسائق شاحنة بين سوريا والمملكة العربية السعودية، كما عمل في التهريب بين سوريا وبريتال اللبنانية في البقاع، قبل أن يعتقله النظام، حيث حكم عليه 20 عاماً، قبل أن يفرج عنه النظام مع بداية الحراك الشعبي السوري 2011، بعفو رئاسي بعدما أمضى ٧ سنوات من محكوميته.
ولمع اسم "التلي" بشكل كبير بعد الأحداث في بلدة عرسال اللبنانية وجرود القلمون القريبة، وارتبط اسمه بصفقات عديدة بينها صفقة تبادل الراهبات في معلولا وتسليم جرود القلمون بموجب صفقة كبيرة أبرمت مع "حزب الله" اللبناني والنظام، طال التلي اتهامات كبيرة لاسيما بعد أحداث عرسال، عن تلقيه أموال كبيرة بملايين الدولارات، والتي حملها معه إلى الشمال السوري بموجب اتفاق الخروج من المنطقة.
ولاقى "التلي" في إدلب مكانة مرموقة إلى جانب "الجولاني" أمير هيئة تحرير الشام، ورغم الصراع بين التلي وقيادات أخرى أفضت لمقتل ابنه "عروة" بعملية اغتيال منظمة، إلا أن التلي عمل على التغلغل أكثر ضمن الهيئة وبات أحد أعضاء مجلس الشورى، وأحد المتنفذين الاقتصاديين.
ويعرف عن "التلي" إلى جانب عدد من الشرعيين المنشقين مؤخراً عن "هيئة تحرير الشام" رفضه لسياسة التحول التي يقوم بها "الجولاني" لأجل بقاء الكيان والمشروع، ويعرف عنه رفضه لدخول القوات التركية إلى إدلب، ويقف ورائه عدد من الشرعيين أمثال "أبو اليقظان المصري" و "أبو الفتح الفرغلي" وأخرون.
ولهيئة تحرير الشام تاريخ حافل في التخلي عن الشخصيات التي تستثمرها لفترات معينة، ثم تدفعها عبر التهديد أو الضغط للاستقالة أو الخروج منها بأساليب ووسائل عدة، ضمن عملية تنظيف للبيت الداخلي للشخصيات التي تتصدر المشهد وتغدوا عبء عليها لاحقاً، ليصار إلى محاربتهم وإضافتهم لقائمة أعدائها إلى جانب الأهالي وفصائل الثوار.
وسبق أن أعلنت عدة مكونات عسكرية قوامها الشخصيات والمجموعات المنشقة عن "هيئة تحرير الشام" ومكونات القاعدة في الشمال السوري، عن توحدها ضمن غرفة عمليات باسم "فاثبتوا"، في تشكيل هو الأول الذي يجمع فتات الفصائل المناهضة لسياسة الهيئة مؤخراً، من ضمنهم لواء المقاتلين الأنصار بقيادة أبو مالك التلي.
يذكر أن "هيئة تحرير الشام" سبق أت قررت إحالة "أبو العبد أشداء" إلى القضاء العسكري الخاص بها، عقب اعتقاله بتهمة شق الصف وخدمة أعداء الأمة، وذلك على خلفية إصدار مرئي لـ "أشداء" تحت مسمى "كي لا تغرق السفينة" انتقد فيه ممارسات الهيئة المتراكمة كاشفاً عن الكثير من التجاوزات ضمن سياسة الهيئة كما فضح حجم مواردها المالية، في ظل فشل إدارة المحرر بسبب تراكم ملفات الفساد، فيما جرى الافراج عنه لاحقاً.