
بعد تصعيد واتهامات عديدة .. تصريحات روسية هادئة تجاه واشنطن وتقارب واضح تبعاً للأولويات والمصالح
بدأت التصريحات الروسية التصعيدية ضد واشنطن تأخذ منحى جديدة وتهدئة واضحة بعد أشهر سابقة من التصعيد الروسي ضدها وكيل اتهامات عديدة لواشنطن بأنها تدعم تنظيم الدولة وتدرب "إرهابيين" في قاعدة التنف، وتسهل عمليات استفزازية ضد روسيا في دير الزور.
التهدئة الروسية جاءت واضحة على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين بأنه لا يمكن أن تقع هناك أي حوادث بين العسكريين الروس والأمريكيين في سوريا، وقال فيرشينين: "لا يمكن أن تكون هناك اشتباكات أو مواجهة مباشرة. إنه أمر مستحيل. بالعكس فإننا ندعو الجميع إلى القيام بعمليات منسقة ضد الإرهابيين".
وأضاف: "إننا نتعاون معهم (مع العسكريين الأمريكيين) وننسق أعمالنا معهم، بما في ذلك بمساعدة مركز عمان الذي نقوم فيه نحن والأمريكيون والأردنيون بتبادل المعلومات".
بالمقابل، نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر عربية في وقت سابق، أن الولايات المتحدة عرضت على الجانب الروسي توسيع «التفاهم السوري» إقليمياً، على أن تتخذ الخارجية الروسية والكرملين مبادرة لتسهيل لقاءات تفاوضية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
مصادر عربية مطلعة قالت في حديث إلى «الأخبار» إن الأميركيين عرضوا على الروس تطوير التفاهم في سوريا، والبناء عليه وعقد صفقة إقليمية أوسع، تقايض نفوذاً روسياً خالصاً في سوريا، مقابل إطلاق يد المحور "الأميركي ــ الخليجي ــ الإسرائيلي" في فلسطين.
ووصفت المصادر العربية العرض الأميركي بـ«السخي» لأنه يتضمن الاعتراف الأميركي بالمصالح الروسية الخاصة في سوريا، واعتبارها منطقة نفوذ روسية خالصة، مقابل تحجيم الروس لإيران هناك، أولاً، ومن ثم تسهيلهم «صفقة القرن».
ومن المنتظر أن تتبلور أكثر صورة العرض الأميركي مع زيارة مستشار الأمن القومي جون بولتون، إلى موسكو، وتطوير التفاهمات التي بدأ العمل بها على الجبهة السورية على حساب إيران، إلى ملف «صفقة القرن».
وقد تتضح صورة التفاهمات بين الرئيسين بوتين ودونالد ترامب، واحتمالات تحوّلها إلى صفقة على حساب الأولوية الإيرانية لواشنطن، من خلال اللقاءات التي سيجريها بولتون في موسكو لتحديد موعد للقاء بين الرئيسين في فيينا، قد ينعقد منتصف الشهر المقبل.