صورة
صورة
● أخبار سورية ٣ فبراير ٢٠٢٥

بتنسيق بين مؤيدي "الأسد وإسرائـ ـيل" .. تحقيق يكشف حملة رقمية منظمة ضد القيادة السورية

كشف تحقيق أجرته منصة “إيكاد” عن حملة رقمية منظمة تستهدف القيادة السورية الجديدة، يقودها تحالف من ثلاث مجموعات رئيسية. تضم هذه المجموعات حسابات تدعي الهوية العلوية وتؤيد نظام الأسد، شخصيات محسوبة على النظام السابق ومرتبطة بلجان صهيونية، وحسابات إسرائيلية وأخرى مؤيدة للصهيونية.


ولفت التحقيق إلى أن هذه المجموعات، رغم اختلافاتها الظاهرية، تتشارك في نشر سرديات مضللة تهدف إلى تشويه صورة الإدارة السورية الجديدة وتقويض شرعيتها.


 وبين أن المجموعة الأولى تتكون من حسابات تدّعي تمثيل الطائفة العلوية، مثل "سوريا العلمانية"، "Alawite citizen"، "مرصد الساحل السوري"، و"الأحداث السورية"، وتركّز على تصوير القيادة السورية الجديدة على أنها تهدد الأقليات، مع الترويج لمظلومية العلويين في ظل الحكومة الجديدة.

أما المجموعة الثانية فتشمل شخصيات سورية وعربية داعمة للنظام المخلوع، مثل "محمد هويدي"، إلى جانب شخصيات لها ارتباطات بشبكات صهيونية، من بينها "كريم جاهين" و"سام يوسف"، بالإضافة إلى شخصيات أخرى تعمل على نشر معلومات مضللة بهدف إثارة الشكوك حول الاستقرار في سوريا بعد سقوط الأسد.

في حين تتكون المجموعة الثالثة من حسابات إسرائيلية وأخرى مؤيدة للصهيونية، مثل "إيدي كوهين"، "مائير المصري"، و"صفوك الشيخ"، إلى جانب حسابات وهمية تحمل هويات أقلوية مثل "نصيري إسرائيلي" و"كوردستاني صهيوني". أفاد التحقيق بأن هذه الحسابات تضخم الخطاب المناهض للإدارة السورية الجديدة، وتدعو إلى تقسيم سوريا، في الوقت الذي تعمل فيه الحسابات العلوية على استغلال الخطاب نفسه لحشد تأييد داخلي.

أكد التحقيق أن هذه المجموعات الثلاثة عملت على تضخيم سرديات موحدة، أبرزها وصف الإدارة السورية الجديدة بـ"عصابات الجولاني الإرهابية"، وربطها بتنظيمي داعش والقاعدة، بهدف التشكيك في مشروعيتها. كما ركزت على مصطلحات مثل "الأقليات السورية" و"الساحل السوري"، لخلق انطباع بأن هناك تهديدًا وجوديًا لمكونات معينة في البلاد.

كشف التحقيق عن تفاعلات رقمية متشابكة بين هذه المجموعات، حيث تتشارك الحسابات العلوية والصهيونية في تضخيم المنشورات المعادية للقيادة السورية الجديدة، ما يعكس تنسيقًا خفيًا بينهما. أظهر تحليل البيانات أن الحسابات العلوية والإسرائيلية كانت الأكثر تفاعلًا مع بعضها البعض، في حين لعبت الشخصيات المركزية المرتبطة باللجان الصهيونية دور الوسيط في هذه الحملة.

وأشار التحقيق إلى أن هذه الحملة تصاعدت بشكل ملحوظ بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، حيث لوحظ ارتفاع غير مسبوق في عدد الحسابات الجديدة التي تعمل على نشر هذه السرديات. أظهر تحليل التفاعل الرقمي زيادة كبيرة في الحسابات المضخمة التي تم إنشاؤها لدعم هذه الحملة، حيث شهدت الحسابات الإسرائيلية والعلوية والمركزية ارتفاعًا مفاجئًا في تسجيل الحسابات الجديدة، تزامنًا مع المتغيرات السياسية في سوريا.

ونوّه التحقيق إلى أن هذه الحسابات لم تقتصر على مهاجمة القيادة السورية الجديدة، بل عملت على إعادة نشر مواد إعلامية مضللة، مثل صور مفبركة تدّعي تورط مسؤولين سوريين في داعش، أو فيديوهات مزعومة عن استهداف المسيحيين في سوريا من قبل الحكومة الجديدة. كما كشفت "إيكاد" أن الحسابات الإسرائيلية والعلوية تضخّم بشكل متزامن المنشورات التي تطالب بتقسيم سوريا، ما يشير إلى وجود جهة تنسّق هذه السرديات بشكل مدروس.

واختتم التحقيق بالتأكيد على أن الحملة ضد القيادة السورية الجديدة ليست عشوائية، بل يقف وراءها تحالف رقمي بين حسابات تدعي تمثيل طوائف سورية، وشخصيات مرتبطة بشبكات إعلامية صهيونية، وحسابات إسرائيلية تعمل على توجيه الرأي العام نحو أهداف سياسية محددة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ