اليونيسف: سوريا تواجه واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً في العالم وتحتاج إلى جهود دولية عاجلة للتعافي
اليونيسف: سوريا تواجه واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً في العالم وتحتاج إلى جهود دولية عاجلة للتعافي
● أخبار سورية ٢٥ يناير ٢٠٢٥

اليونيسف: سوريا تواجه واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً في العالم وتحتاج إلى جهود دولية عاجلة للتعافي

اختتم نائب المديرة التنفيذية لليونيسف للعمل الإنساني وعمليات الإمدادات، “تيد شيبان”، زيارة استمرت خمسة أيام إلى سوريا شملت لقاءات مع سلطات تصريف الأعمال، وفريق الأمم المتحدة، والشركاء المحليين، وعدد من الأسر السورية في دمشق وحلب وإدلب.

وأكد شيبان، خلال زيارته، أن سوريا تقف أمام فرصة نادرة لإعادة البناء وتحقيق الاستقرار، مشيراً إلى ضرورة تكثيف الجهود الوطنية والدولية لإدارة المرحلة الانتقالية الشاملة التي تضع الأطفال وحقوق الإنسان في قلب هذه العملية.

وقال: “لا يمكن تحقيق التعافي بدون خطة شاملة تعالج التحديات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية التي خلفها أكثر من عقد من النزاع المدمر.”

وأوضح شيبان أن سوريا ما زالت تواجه واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً في العالم. حيث تشير التقديرات إلى أن:
 • 16.7 مليون شخص، بينهم 7.5 مليون طفل، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
 • هناك 7.2 مليون نازح داخلياً يعيش العديد منهم في ظروف قاسية في ملاجئ مؤقتة.
 • 85% من الأسر السورية تعيش تحت خط الفقر نتيجة الأزمة الاقتصادية المستمرة.
 • حوالي 40% من المستشفيات والمرافق الصحية غير قادرة على العمل بشكل جزئي أو كلي.
 • 2.4 مليون طفل خارج المدرسة، مع تهديد مليون آخر بالتسرب.

كما أشار شيبان إلى أن انتشار الذخائر غير المنفجرة في أنحاء البلاد أصبح السبب الرئيسي لوفيات وإصابات الأطفال، إذ سجلت الأمم المتحدة أكثر من 25500 انتهاك جسيم ضد الأطفال على مدار 13 عاماً.

زار شيبان مدينة معرة النعمان التي كانت تضم نحو 100 ألف نسمة قبل النزاع، لكنها اليوم تقف كمدينة أشباح بعد أن دمرتها الحرب بشكل شبه كامل. 

ورغم هذا المشهد القاتم، التقى شيبان بعائلات عائدة ومصممة على إعادة بناء حياتها، معبراً عن إعجابه بصمودها، لكنه شدد على أن تحقيق العودة الكريمة يتطلب دعماً دولياً عاجلاً.

وأكد أن إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة هي أولوية قصوى، حيث تنتشر أكثر من 324 ألف قطعة في مختلف أنحاء البلاد، مما يمثل خطراً يومياً على حياة المدنيين.

من بين اللقاءات المؤثرة خلال الزيارة، التقى شيبان بشاب يدعى “عبده”، يبلغ من العمر 18 عاماً، فقد أحد أطرافه بسبب انفجار ذخيرة غير منفجرة عندما كان عمره 14 عاماً. 

وعلى الرغم من التحديات، تمكن عبده، بدعم من اليونيسف، من تلقي المساعدة النقدية والدعم النفسي الاجتماعي، وتم تأهيله مهنياً، بالإضافة إلى حصوله على أطراف صناعية.

وأكد شيبان أن قصص الصمود مثل قصة عبده يجب أن تكون مصدر إلهام للعالم لدعم الأطفال السوريين.

وأشار شيبان إلى تضامن المجتمعات السورية ودورها في دعم بعضها البعض، لكنه أكد أن حجم الاحتياجات والتحديات يتطلب استجابة إنسانية أكبر وخططاً فعالة في المرحلة الانتقالية.

ودعا إلى تمكين النساء والفتيات للعب دور محوري في تشكيل مستقبل سوريا، مشيراً إلى ضرورة أن تكون المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان من الركائز الأساسية.

وأضاف أن اليونيسف ملتزمة بدعم إعادة بناء الخدمات الأساسية، حيث وفرت العام الماضي المياه النظيفة لأكثر من 7 ملايين شخص، وأتاحت التعليم الرسمي وغير الرسمي لنحو مليون طفل، ووفرت اللقاحات الأساسية لـ 470 ألف طفل، نصفهم من الفتيات.


وختم شيبان تصريحاته بدعوة المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لتخفيف العقوبات وتعزيز التدابير الداعمة لإعادة الإعمار والتعافي في سوريا. 

وقال: “يجب أن تكون جهود التعافي شاملة وتمثل جميع السوريين، مع ضمان احترام التنوع والحقوق للجميع.”

كما شدد على أن الوقت جوهري، داعياً إلى عمل جماعي فوري لاستعادة الأمل والسلام والاستقرار في سوريا.

وأضاف أن اليونيسف ستواصل العمل بالشراكة مع السلطات السورية الجديدة والمجتمع الدولي لضمان تحقيق تقدم حقيقي ودائم، موضحاً أن مستقبل سوريا مرتبط بقدرتها على حماية أطفالها وضمان حقهم في حياة كريمة وآمنة.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ