صحيفة عبرية : الشرع يشترط انسحاب إسرائيل من الجولان لأي اتفاق سلام محتمل
صحيفة عبرية : الشرع يشترط انسحاب إسرائيل من الجولان لأي اتفاق سلام محتمل
● أخبار سورية ٣٠ يونيو ٢٠٢٥

صحيفة عبرية : الشرع يشترط انسحاب إسرائيل من الجولان لأي اتفاق سلام محتمل

قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين، إن من المستبعد أن يوافق الرئيس السوري أحمد الشرع على توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل دون انسحابها من هضبة الجولان المحتلة، وذلك في ظل تسارع الحديث عن إمكانية توقيع اتفاقية سلام تاريخية بين الطرفين قبل نهاية عام 2025.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين أن الولايات المتحدة على علم بمضمون المفاوضات الجارية بين دمشق وتل أبيب، والتي لا تقتصر فقط على الترتيبات الأمنية، بل تشمل أيضاً قضايا سيادية مثل مستقبل الجولان، الذي احتلته إسرائيل عام 1967 وضمتّه لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي سوى الولايات المتحدة.

الشرع منفتح على التطبيع بشروط وطنية

وبحسب مصادر سورية نقلت عنها صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من حزب الله، فإن الشرع منفتح على فكرة إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لكن أوساطه السياسية لا تزال تفضل صيغة “عدم الحرب” على التطبيع الكامل. كما كشفت تلك المصادر أن المحادثات تتركز حالياً حول صيغة انسحاب إسرائيلي تدريجي من الأراضي السورية التي دخلتها تل أبيب بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، مقابل إعلان سوري بإنهاء حالة الحرب.

وتشير المعطيات إلى أن واشنطن تمارس ضغوطاً على الطرفين لدفع مسار السلام إلى الأمام، وسط تحركات تشمل دولاً مشاركة في اتفاقيات أبراهام. وقال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في مقابلة على “فوكس نيوز” إنه رفع العقوبات عن سوريا بطلب من بعض الدول “الصديقة”، لإعطاء فرصة لإنجاح المفاوضات.

وكان  الرئيس السوري أحمد الشرع اجتمع في وقت سابق من الأسبوع الماضي مع وجهاء وأعيان محافظة القنيطرة والجولان، حيث ناقش معهم الأوضاع الخدمية والمعيشية والأمنية في المحافظة، كما استمع إلى مداخلات الحضور التي تناولت احتياجاتهم ومعاناتهم من التوغلات والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، وأكد السيد الرئيس العمل على وقف الاعتداءات من خلال مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين، ومشددًا على أهمية دور الوجهاء في تعزيز الروابط الوطنية ونقل هموم المواطنين.

تركيا تعارض وقلق من النفوذ السعودي والإسرائيلي

ورغم الزخم الدولي المحيط بهذه المحادثات، أبدت تركيا معارضة واضحة لأي نفوذ إسرائيلي في دمشق، وفقاً للمصادر نفسها، إذ تخشى أن تتحول سوريا إلى ساحة نفوذ إقليمي مشترك بين إسرائيل والسعودية. كما أبدت فصائل مقربة من أنقرة قلقاً من أن تؤدي هذه الاتفاقيات إلى إضعاف السيادة السورية وتهميش القوى الثورية المدعومة تركياً، حسب زعم الصحفية.

الجولان.. العقدة الأبرز

يُذكر أن إسرائيل تحتل نحو 1200 كيلومتر مربع من الجولان السوري منذ عام 1967، وتُعد هذه المنطقة من أهم ملفات الصراع السوري-الإسرائيلي. وقد صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مؤخراً أن تل أبيب لا ترى أي سلام دون الاحتفاظ بالجولان، في وقت تؤكد فيه دمشق أن استعادة الأراضي المحتلة شرط غير قابل للتفاوض في أي اتفاقية سلام محتملة.

تؤكد هذه التسريبات المتزايدة أن التفاوض السوري-الإسرائيلي دخل مرحلة حساسة ومعقدة، مع وجود خلاف واضح حول الجولان، وتقاطع مصالح إقليمية ودولية. وبينما تبدي دمشق استعداداً للانخراط في سلام مشروط، فإن ثوابت السيادة الوطنية تبقى حاكمة لموقف القيادة السورية، وسط ترقب واسع لمسار مفاوضات يُرجح أن يُحدد مستقبل المنطقة لعقود مقبلة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ