زال المجهول هو مصير أهالي حي الوعر الحمصي المحاصر، حيث لا يزال نظام الأسد متعنتا رافضا لتنفيذ بعض بنود الاتفاق الهامة وأبرزها بند الإفراج عن المعتقلين، علما أنه قد تم إيقاف التفاوض بشكل كامل في ظل خروقات جمّة قام بها نظام الأسد، والتي كان آخرها اعتقال أعضاء لجنة التفاوض عن الحي بعد أن تم استدعائهم من قبل "جمال سليمان" رئيس اللجنة الأمنية السابق للبحث عن حل يرضي الطرفين.

وعايش أهالي الحي مائة وثلاثة أيام من الحصار منع خلالها إدخال أي شيء إلى المدنيين، فلو استطاعت قوات الأسد أن تقطع عن الأهالي الهواء لفعلت، ولكن دخول قافلة الأمم المتحدة والتي كانت نصرا إعلاميا جديدا للأسد وورقة رابحة يضعها على طاولته في مجلس الأمن بإخراج حي الوعر من قائمة المناطق المحاصرة، إلا أنه وفي الحقيقة فإن القافلة التي انتظرها الأهالي لأشهر حوت على مواد غذائية تكفي ثلث سكان الحي فقط، حيث كان عدد الحصص الغذائية 7500 حصة ستوزع على 14200 عائلة يقيمون في الحي المحاصر.

وكانت الأمم المتحدة قد صرحت بعد دخول القافلة بيوم واحد أن قافلة أخرى ستدخل للحي في الأيام القادمة وهذا ما استبعده سكان الحي لعلمهم بالنصر الإعلامي الذي حققه الأسد.

ولا تزال الأمم المتحدة تحاول إعادة التواصل بين لجنة التفاوض وقوات الأسد لكنها فشلت حتى هذه اللحظة، بسبب طبع نظام الأسد الغادر وعدم التزامه بالاتفاقيات والمواثيق، ففي محاولة من قوات الأسد أرسلت بالأمس وفدا من قبلها للحي ليسمع متطلبات الأهالي ولجنة التفاوض ليخبروه بمطالبهم ذاتها، وهي: "وقف كامل لإطلاق النار وفتح معبر للحي والتكلم بشكل جدي بخصوص ملف المعتقلين".