الكشف عن مصير أسترالي مفقود منذ 6 سنوات في سجن قسد
الكشف عن مصير أسترالي مفقود منذ 6 سنوات في سجن قسد
● أخبار سورية ٢٢ فبراير ٢٠٢٥

الكشف عن مصير أسترالي مفقود منذ 6 سنوات في سجن قسد

كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير حصري عن مصير الأسترالي مصطفى حاج عبيد، أحد أعضاء تنظيم داعش، الذي كان مفقودًا منذ ست سنوات، بعد أن تم العثور عليه حيًا في سجن بانوراما شمال شرق سوريا، الخاضع لإدارة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

وذكرت الصحيفة أن حاج عبيد، البالغ من العمر 41 عامًا، ظهر فجأة خلال جولة نادرة داخل السجن، وهو يرتدي زيًا بنيًا وشعر رأسه محلوق بالكامل، ويتحدث بحذر من خلف نافذة معدنية صغيرة في زنزانة مكتظة بالسجناء. وقال للصحيفة: “لا أعلم إن كانت عائلتي على علم أنني ما زلت حيًا. لا أعرف شيئًا حقًا”، مشيرًا إلى أنه نادم بشدة على انضمامه لتنظيم داعش، ووصف سنوات اعتقاله بأنها كانت “صادمة وقاسية”.

من سيدني إلى ساحات القتال السورية

ووفقًا لـ”الغارديان”، غادر حاج عبيد أستراليا عام 2015 متوجهًا إلى سوريا، مدعيًا أنه ذاهب في رحلة لقضاء شهر العسل مع زوجته ريان حمدوش إلى ماليزيا. لم تشك عائلته حينها في نواياه، لكن سرعان ما ظهر في سوريا، مرتديًا زيًا عسكريًا ويحمل أسلحة، معلنًا انضمامه لتنظيم داعش.

وأوضح التقرير أن حاج عبيد برر سفره بأنه جاء مدفوعًا بما وصفه بـ”الوضع الإنساني الكارثي في سوريا”، لكنه أقر لاحقًا بأنه وقع ضحية دعاية مضللة. وقال: “كنت أتابع الأخبار على الإنترنت، وتأثرت بما كنت أراه. لكنني لم أكن مدركًا لحقيقة ما كنت أقدم عليه”.

سنوات من الغياب وأمل مفقود

وأضافت “الغارديان” أن عائلة حاج عبيد في أستراليا عاشت سنوات من القلق والخوف، غير مدركة لمصيره بعد سقوط آخر معاقل داعش في الباغوز عام 2019. ولم تعرف الأسرة أنه لا يزال على قيد الحياة إلا في عام 2023، عندما أبلغهم الصليب الأحمر أنه معتقل لدى قوات “قسد”.

وفي لقائها مع الصحيفة، عبرت إحدى قريباته عن صدمتها عندما علمت بخبر نجاته، قائلة: “اعتقدنا أنه ميت منذ سنوات. كنا نعيش في حالة من القلق المستمر، ننتظر خبرًا سيئًا في أي لحظة”.

الجنسية الأسترالية بين السحب والاستعادة

وتناول التقرير قضية الجنسية الأسترالية لحاج عبيد، موضحًا أن الحكومة الأسترالية جردته من جنسيته عام 2019، معتبرةً أنه مؤهل للحصول على الجنسية اللبنانية. غير أن المحكمة العليا الأسترالية أبطلت القرار بعد طعن قانوني مشابه لحالة أخرى، ما أدى إلى استعادة حاج عبيد جنسيته الأسترالية في 2022. ومع ذلك، لم تتخذ الحكومة الأسترالية أي خطوات لإعادته حتى الآن.

مصير مجهول وسط تعقيدات قانونية

وحسبما ورد في تقرير “الغارديان”، فإن حاج عبيد لا يزال يعيش في ظروف احتجاز قاسية داخل سجن بانوراما، الذي يضم حوالي 4500 من مقاتلي داعش المشتبه بهم، دون توجيه تهم رسمية إليهم. السجناء محتجزون في ظروف مكتظة ومتوترة، مع تفشي الأمراض مثل السل، وعدم توفر الرعاية الصحية الكافية.

ورغم استعادة جنسيته، قالت قريبة حاج عبيد للصحيفة إنها فقدت الأمل في أن تعيده الحكومة الأسترالية إلى وطنه، موضحة: “حتى لو عاد ليقضي عقوبته في أستراليا، فسيكون ذلك أفضل من تركه في هذا الوضع الغامض. على الأقل سنعرف مكانه ويمكننا زيارته”.

كلمات ندم ورسائل إلى العائلة

في ختام التقرير، نقلت “الغارديان” كلمات حاج عبيد المؤثرة لعائلته، حيث بدا متأثرًا وهو يقول: “أمي، أحبك، وأرجوك سامحيني. وأختي وأخي وأبي، أحبكم جميعًا وآمل أن أراكم قريبًا. وأطلب من زوجتي أن تسامحني على كل ما مرّت به بسببي”. لكن سرعان ما أنهى الحارس الحديث بإغلاق نافذة الزنزانة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ