
العلويون ممتعضون من أثمان حرب الأسد .. و لكنهم مستمرون و ينتظرون جثث أبنائهم
أكد تقرير صحفي بريطاني أن رغم حنق العلويين على نظام الأسد ، إلا أنهم يعرفون أن الثمن التالي لانهياره هو باهظ ، فالأمر الذي يدفعهم لمواصلة المعاناة بصمت وانتظار قدوم جثث أبنائهم.
صحيفة ديلي تلغراف البريطانية التي أفردت مساحة لتقرير لإحدها الصحفيات اسمها " روث شرلوك " ، و تولى موقع "عربي 21 " ترجمته ، نقلت فيه ما أسمته " معاناة الطائفة العلوية والأثمان التي تدفعها مقابل موقفها مع بشار الأسد".
وبينت الصحيفة بعد لقاءات مع علويين في اللاذقية أن الطائفة محاصرة بين "جماعات جهادية تنظر إليهم على انهم مجتمع " كفار " ونظام فاسد طمأنهم بأن الحرب ستكون قصيرة ومن السهل الإنتصار بها".
واستخلصت شيرلوك للقول " إن الطائفة العلوية تدفع ثمن دعمها للنظام السوري لبشار الأسد، وتخاف من انتقام جماعات المعارضة المتشددة منها، التي تريد تطهير سوريا من "الوسخ الخطير".
وتبين الكاتبة أن مستوى خسائر الطائفة كبير جدا، فقد قتل الثلث من بين 250 ألف شخص في سني القتال، بحسب شهادات سكان محليين ودبلوماسيين غربيين. موضحة أن معظم القرى العلوية التي تقع في قلب محافظة اللاذقية تظهر عليها آثار الحداد، فبحسب أحد الذين التقت معهم فإنه "تصل في اليوم الواحد ثلاثون جثة من خطوط القتال في الأكفان" ، الذي أضاف :"كان الناس في البداية يحتفلون بمقتلهم، وينظمون لهم جنازات كبيرة، أما اليوم فتصل الجثث بهدوء على ظهر سيارات بيكب".
التقرير يؤكد أن نظام الأسد لم ينشر أرقاما حول قتلى الحرب، في حين استندت الصحيفة على تقرير نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا العام الماضي، وجد أن الجماعات المؤيدة للنظام تكبدت خسائر كبيرة، حيث قتل حوالي 22 ألف جندي وعنصر من عناصر المليشيات المؤيدة للنظام. ومن بين هؤلاء عدد كبير من أبناء الطائفة العلوية.
وتنقل الصحيفة عن علوي آىخر قوله: "في المعارك مع الجماعات السنية المسلحة لا تثق الحكومة بالجنود السنة، وتخشى من انشقاقهم، ولهذا يتم إرسال العلويين ووضعهم في المقدمة".
ويشير التقريرإلى أن الخسائر قد أثرت على الطائفة العلوية، وأثارت حالة من الحنق في صفوفها، لكنها تشعر في الوقت ذاته بأنه لا خيار أمامها إلا البقاء مع النظام. وتقول فتاة من اللاذقية: "ما يهم الأمهات هو حماية أبنائهن لا بشار، ولهذا بدأن يخفين أولادهن حتى لا يتم تجنيدهم في الجيش".
وتلفت الصحيفة إلى أن السكان يتحدثون عن حالات قامت بها النسوة بوضع حواجز على مداخل بعض القرى الجبلية لمنع الجيش من التقدم نحوها وأخذ أبنائهن بالقوة. ويقول أحدعم: "قلنا لقادة الجيش: اذهبوا وجندوا أبناءكم للمعارك وبعدها سنعطيكم أبناءنا".
ويستدرك التقرير بأنه بالرغم من ارتباط العلويين بالنظام، إلا أن فئة قليلة منهم استفادت منه. ويقول علوي: "لم يرفع الأسد رواتبنا خلال حكمه، وفي قريتي هناك بعض الفلل أقيمت وسط مئات من البيوت البسيطة".
وتذكر شيرلوك أن النظام رفع الدعم عن المواد الأساسية بسبب الحرب، وهو ما انعكس على حياة الفقراء الذين ازدادوا بؤسا. فالكهرباء تصل بشكل متقطع إلى اللاذقية، وهي مقطوعة عن القرى الجبلية، أما مواد التدفئة والوقود فثمنها مكلف، ومن الصعب الحصول عليها.
ويوضح التقرير أن الوضع زاد من تقوية طبقة أمراء الحرب، الذين يديرون مناطقهم باستقلال عن الحكومة المركزية.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم حنق العلويين على النظام، إلا أنهم يعرفون أن ثمن انهياره هو سيطرة جماعات المعارضة المتشددة التي ترغب بالانتقام منهم. والحل بالنسبة لهم هو مواصلة المعاناة بصمت وانتظار قدوم جثث أبنائهم.