"الشبكة السورية": اختباء تنظيم دا-عش بين المدنيين شكَّل تهديداً على حياتهم وعلى الطرف المهاجم مراعاة ذلك
قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في بيان لها، إن اختباء تنظيم دا-عش بين صفوف المدنيين شكَّل تهديداً على حياتهم، وعلى الطرف المهاجم مراعاة ذلك، مؤكدة أن الأطراف التي ادعت محاربة التنظيمات المتطرفة ارتكبت انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.
وأوضح بيان الشبكة أن العملية التي قامت بها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في يوم الخميس 3/ شباط/ 2022 والتي استهدفت منزلاً سكنياً مكوناً من “طابقين وقبو”، شمال قرية أطمة في ريف إدلب الشمالي، أظهرت أن قيادات وعناصر من تنظيم داعش المتطرف قد تكون منتشرة في مناطق متعددة، بما فيها مناطق لم يسيطر عليها التنظيم مطلقاً، مثل قرية أطمة وغيرها.
ولفتت الشبكة إلى أنها وثقت عشرات المرات اتخاذ التنظيم المدنيين دروعاً بشرية، والاحتماء بهم في المناطق التي كان يسيطر عليها، ولعلَّ مدينة الرقة من أبرز النماذج التي تحدثنا عنها سابقاً، فقد صادر التنظيم العديد من منازل المدنيين تحت ذريعة “كُفْرِ أهلها، واستباحة أموالهم”، وحولها إلى مقرات إقامة لقياداته الأمنية والعسكرية، وأقام بين صفوف المدنيين الذين كفَّر غالبيتهم، واتخذهم في الوقت نفسه دروعاً بشرية، كما اتخذ من عوائل التنظيم بمن فيهم من نساء وأطفال دروعاً بشرية.
وكشفت "الشبكة السورية" عن توثيق مقتل ما لا يقل عن 3048 مدنياً على يد قوات التحالف الدولي بينهم 925 طفلاً، وذلك منذ أيلول/ 2014 حتى الآن، (في الهجوم الأخير على المنزل الذي كان يقيم فيه زعيم تنظيم داعش عبد الله قرداش، وثقنا سقوط ضحايا مدنيين من نساء وأطفال، وما زالت التحقيقات جارية لتحديد كيفية وقوع ذلك).
وبينت أن العديد من المدنيين في المنزل المذكور قتل بسبب عدم مراعاة قوات التحالف الدولي مبدأ التناسب في القانون الدولي، والذي يستند على قيام الطرف المهاجم بتقدير السياق قبل تحديد مشروعية الهجوم أو عدم مشروعيته، فالهجوم الذي سوف يتسبب في خسائر وأضرار تتجاوز الميزة العسكرية يكون محظوراً ، فإذن يجب أن يكون هناك توازن دائماً بين الوسيلة، الهدف، نتائج الفعل.
وحملت الشبكة، تنظيم داعش مسؤولية الإقامة في أحياء مدنية؛ مما يشكل خطراً على هذه الأحياء بكاملها، إضافة إلى الخطر على عوائل المجندين لديه، في المقابل يستغل ذلك كل من النظام السوري، وروسيا، وقوات سوريا الديمقراطية بوصم مناطق كاملة بأنها حاضنة للتنظيمات المتطرفة، في محاولة للظهور بمظهر مكافحة الإرهاب، وتبرير عمليات القصف العشوائي أو المتعمد على مناطق سكنية، علماً أن أكثر المناطق تضرراً من التنظيمات المتطرفة كانت هي المناطق التي خضعت لسيطرتها، فقد خضعت لقوانين تعود لعصور الظلام البربرية.
وسبق أن نقلت وكالة "أسوشيتد برس"، عن مسؤولين أمريكيين، بعض تفاصيل حول الغارة التي استهدفت خليفة تنظيم داعش في بلدة أطمة شمالي إدلب في 3/ شباط، مرجحين أن يكون عدد الضحايا المدنيين في الغارة، أعلى مما يعتقد.
وقدم اثنان من كبار المسؤولين العسكريين المشاركين في التخطيط للعملية معظم التفاصيل حتى الآن في العملية، ورفضا ما يتردد بين السكان ومجموعات نشطاء أخرى بأن العملية الأمريكية قتلت ما يصل إلى 13 شخصا بينهم مدنيون أبرياء.
وزعم المسؤولان إنهما لا يعتقدان أن القوات الأمريكية تسببت بأي وفيات بين المدنيين، وأضافا أنهما "لا يستطيعان التأكد من أن القريشي فجر القنبلة التي قتلته هو وعائلته في منزله بقرية أطمة قرب الحدود التركية"، إلا أنهما أشارا إلى أن من فجرها شخص آخر في الطابق الثالث من المبنى الذي كان يعيش فيه.
وكان البنتاغون والرئيس جو بايدن قالا في وقت سابق إن القريشي فجر نفسه مع زوجته وطفليه، وعلق المسؤولان العسكريان على ذلك بالقول إنهما يعتقدان أن ذلك هو السيناريو الأكثر ترجيحا، "ولكن ليس لديهما دليل يدعم ذلك".
وأكدت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في وقت سابق، مقتل 6 أطفال و3 نساء على خلفية اشتباكات بين قوات التحالف الدولي ومسلحين لم تتمكن من تحديد هويتهم في قرية أطمة بريف إدلب، مطالبة قوات التحالف الدولي فتح تحقيق في الحادثة، وإظهار مدى الاحتياطات التي تم اتخاذها، وسبّب وقوع الضحايا المدنيين.
وكانت أكدت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، مقتل 13 شخصاً على الأقل، بينهم 6 أطفال و4 نساء، وإصابة طفلة وشخص، بقصف واشتباكات جرت عقب إنزال جوي لقوات أمريكية بريف إدلب الشمالي.
وقالت المؤسسة في بيان، إن الدفاع المدني السوري تلقى في حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل (اليوم الخميس 3 شباط) بلاغاً بحدوث عملية إنزال جوي ( تبين لاحقاً أن قوات خاصة أمريكية هي من نفذت الإنزال) في منطقة أطمة بريف إدلب الشمالي قرب الحدود السورية التركية.
ولفت إلى توجه الفرق إلى المكان و لم تتمكن من الدخول إليه مباشرة، بسبب الاشتباكات والقصف التي أعقبت عملية الإنزال، واستمرت الاشتباكات حتى تمام الساعة 3:7 دقائق فجراً، حيث غادرت المروحيات المنطقة .
وبعد توقف الاشتباكات ومغادرة المروحيات التي نفّذت عملية الإنزال المنطقة، دخلت فرق الدفاع للمبنى الذي جرت عليه عملية الإنزال في تمام الساعة 3:15 وهو مبنى مؤلف من طابقين وقبو، تعرض الطابق العلوي فيه لدمار جزئي.
وتحدثت عن إسعاف طفلة مصابة قُتل جميع أفراد عائلتها في عملية الإنزال الجوي، وشخصاً آخر أصيب بالاشتباك كان اقترب من مكان الإنزال لمشاهدة ما يحدث، وانتشلت فرق الدفاع جثة 13 شخصاً على الأقل قتلوا بقصف واشتباكات جرت عقب عملية الإنزال، بينهم 6 أطفال و4 نساء، وسلمت جثتين للطبابة الشرعية في مدينة إدلب.