"الخوذ البيضاء": مجـ ـزرة مروعة بحق نساء عاملات في الزراعة بانفجار إرهابي لسيارة مفخخة في منبج
قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن هذه الهجمات الإرهابية مع تصاعد وتيرتها تشكل تهديداً كبيراً على حياة المدنيين، وتمنعهم من العودة إلى حياتهم الطبيعية وتحقيق أحلامهم ومتطلباتهم في العيش الآمن بعد سقوط نظام الأسد الذي تسبب بسنوات طويلة من الحرب والتهجير والتضييق على المدنيين في سوريا وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة.
ولفتت المؤسسة إلى وقوع مجزرة راح ضحيتها 29 امرأة ورجل واحد بين قتيل وجريح، بانفجار سيارة مفخخة اليوم الاثنين 3 شباط في مدينة منبج شرقي حلب، وهي الحصيلة المتوفرة حتى ساعة إصدار هذا التقرير في الساعة 1.45 دقيقة ظهراً، وهذا التفجير هو السابع من نوعه الذي يستهدف مدينة منبج خلال نحو 35 يوماً وتزيد هذه الهجمات من مأساة السوريين الذين عانوا الويلات خلال سنوات حرب نظام الأسد وروسيا والتهجير وتردي الأوضاع الإنسانية في سوريا.
إذ ضرب انفجار بشاحنة صغيرة (سوزكي) مفخخة، اليوم الاثنين 3 شباط، أطراف مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، ما أدى لمقتل 14 امرأة ورجل واحد، وإصابة 15 امرأة أخرى بجروح ومنهم حالات حرجة.
حيث وقع الانفجار بالسيارة المفخخة (السوزكي) بالتزامن مع مرور سيارة شاحنة متوسطة زراعية (بيك آب) تحمل على متنها نساءً عاملات يومية في الزراعية، عندما وقع الانفجار، ما أدى لمقتل 14 امرأة كنّ في صندوق السيارة، والرجل الذي كان يقود السيارة، فيما أصيبت 15 امرأة أخرى كنّ أيضاً في صندوق السيارة، واندلاع حريق في السيارة المفخخة.
فرق الدفاع وصلت إلى المكان على الفور وعملت على إسعاف عددٍ من المصابين وإخماد الحريق الذي اندلع في السيارة المفخخة، وإنقاذ عددٍ من العاملات بإخراجهن من السيارة وإسعافهن إلى المشافي القريبة.
ويوم يوم السبت 1 شباط قُتل 4 مدنيين بينهم طفلان وامرأة، وأصيب 9 مدنيين بينهم 4 أطفال بجروح منها بليغة، بهجوم إرهابي مماثل بسيارة مفخخة ضرب مدينة منبج أيضاً، ما أدى لاندلاع حريق في المكان وفي ورشة للخياطة، وتصدعات ودمار في المباني المجاورة وأضرار في ممتلكات السكان.
ويوم الخميس 23 كانون الثاني 2025 قُتل شخص وأصيب 4 آخرون بانفجار سيارة مفخخة قرب مدرسة مقابل المشفى الوطني على طريق منبج - حلب في مدينة منبج، وأدى الانفجار لأضرار في المدرسة وفي ممتلكات المدنيين أيضاً.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة الهجمات بالسيارات المفخخة التي تنطلق مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وباتت تستهدف الأسواق الحيوية والمرافق العامة وبين منازل المدنيين بهدف إيقاع أكبر عددٍ من الضحايا من المدنيين ولبث الذعر والخوف في نفوس المدنيين.
ومنذ بداية العام الحالي 2025 حتى يوم 26 كانون الثاني، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 34 هجوماً في عموم المناطق السورية، تسببت هذه الهجمات بمقتل 17 مدنياً بينهم طفلان، وإصابة 53 مدنياً بينهم 18 طفلاً وامرأتان، و 3 متطوعين من الدفاع المدني السوري بجروح، وتنوعت هذه الهجمات بين انفجارات الألغام ومخلفات الحرب، والسيارات المفخخة وقصف صاروخي من قبل قوات سوريا الديمقراطية استهدف مناطق في ريف حلب.
وخلال عام 2024، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 1178 هجوماً على المناطق السورية، من قبل قوات نظام الأسد البائد وروسيا وقوات سوريا الديمقراطية وحلفائهم، تسببت بمقتل 226 مدنياً بينهم 73 طفلاً و 28 امرأة، وإصابة 833 مدنياً بينهم 308 طفلاً و 129 امرأة.
وأشارت المؤسسة إلى أنه اليوم يقف السوريون على أعتاب تحقيق حلمهم بالحياة الآمنة دون نظام الأسد المجرم، إلا أن الهجمات الإرهابية التي تلاحقهم تقف حائلاً وعائقاً أمام فرحة السوريين التي لطالما انتظروها على مدار 14 عاماً مضت على الحرب، ويجب محاسبة مرتكبي هذه التفجيرات الإرهابية والهجمات، وإن المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب يحقق العدالة للضحايا ويضع حدٍّ لهذه الجرائم والانتهاكات مستقبلاً.
وقال نشطاء من منبج، إن سيارة مفخخة على أحد الطرق الزراعية جنوب مدينة منبج، انفجرت لخظة مرور سياة قتل عمال غالبيتهم من النساء، تسبب بمجزرة مروعة، متهمين "قوات سوريا الديمقراطية" بالوقوف وراء التفجير، إذ سبق أن كشفت ملابسات تفجير مفخخة قبل يومين في المدينة.
وكان تداول نشطاء فيديو يثبت تورط "قسد" بتفجير سيارة مفخخة في منبج عن طريق شخص يدعى "‘براهيم الكالو" من سكان مفرق الجزرة في الرقة، ويعمل لصال استخبارات "قسد" إذ رصدته عدسات كمرات المراقبة في منبج لحظة ركنه لمفخخة في حي سكني في المدينة، قبل ان يخرج من مدينة الرقة بمقطع فيديو يثبت وجوده هناك لينفي مسؤوليته رغم ظهوره بالصوت والصورة.