
"الخوذ البيضاء" تكشف عن أرقام صادمة لحوادث السير خلال الربع الأول من 2025
أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، عن تسجيل أكثر من 600 حادث سير في مختلف المناطق السورية منذ بداية العام وحتى نهاية شهر آذار/مارس 2025، محذّرة من الارتفاع المستمر في أعداد الضحايا والخسائر الناجمة عن تلك الحوادث.
وسجلت آخر المآسي صباح اليوم الاثنين 7 نيسان، حيث لقي ثلاثة شبان مصرعهم إثر حادث سير مروّع وقع على الطريق الواصل بين قريتي طلف وجدرين في ريف حماة، بعدما انحرفت سيارة كانت محملة بالمحروقات واشتعلت فيها النيران عقب الحادث مباشرة.
وأكدت "الخوذ البيضاء" أن شابين توفيا على الفور نتيجة احتراق السيارة، في حين فارق الشاب الثالث الحياة خلال محاولة إسعافه إلى المشفى، متأثراً بالحروق البليغة التي أصيب بها. كما تمكنت فرق الدفاع المدني من إخماد الحريق ونقل الجثامين إلى الطبابة الشرعية في مدينة حمص.
وشددت المؤسسة في تقريرها على أن حوادث السير باتت تمثّل خطراً متزايداً على حياة المدنيين، متسببة بخسائر بشرية ومادية جسيمة، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً لتحسين البنية التحتية للطرق، وتطبيق إجراءات صارمة لتعزيز السلامة المرورية.
كما دعت إلى رفع مستوى الوعي لدى السائقين، والتقيد بقوانين المرور، والحد من السرعة الزائدة، مؤكدة أن الوقاية تبدأ بالمسؤولية والالتزام، وبأن الجهود المجتمعية والجهات المعنية مطالَبة باتخاذ خطوات فعلية للحد من هذه الكوارث المتكررة.
وتعد السرعة أهم وأكثر أسباب الحوادث يليها السير باتجاهات معاكسة، وعدم التقيد بالأولويات المرورية، وإيقاف المركبة بشكل مفاجئ ورداءة الطرقات وعدم التقيد بإجراءات السلامة وقوانين المرور من تخفيف السرعة ومنع الأطفال من قيادة المركبات والآليات، وعدم التأكد من سلامة عمل المكابح والمصابيح خلال القيادة ليلاً، بالإضافة إلى عدم ملائمة البنية التحتية والكثافة السكانية والسفر لساعات طويلة دون التأكد من الحالة الفنية للعجلات والازدحامات الشديدة على الطرقات.
وفي العام الماضي 2024، استجابت فرق المدني السوري "الخوذ البيضاء" لـ 1795 حادث سير في المناطق السورية، نتج عنها وفاة 43 مدنياً بينهم 14 طفلاً و 6 نساء، وإصابة 1672 مدنياً بينهم 402 طفلاً و 226 امرأة بجروح منها بليغة.
وسبق أن أكدت المؤسسة أن عدم التقيد بالأولويات المرورية، والسرعة الزائدة ورداءة الطرقات، وقيادة الأطفال للسيارات والدراجات النارية، وعدم التقيد بإجراءات السلامة وقوانين المرور، وعدم التأكد من الحالة الفنية للمركبات (المكابح و المصابيح والإطارات) وفحصها بشكل دوري، من أهم أسباب الحوادث.
ولفتت إلى أن فرق الدفاع المدني السوري تعمل من خلال برامج تعزيز المرونة المجتمعية على إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة جراء حرب نظام الأسد البائد وروسيا، من إصلاح الطرقات وإغلاق الحفر فيها، وترميم الدورات والمنصفات، وتجهيز الطرقات في المناطق والمخيمات في محاولة للتخفيف من حوادث السير.
كما تعمل على تخفيف المعاناة أثناء التنقلات، كما تعمل فرق التوعية بشكل دائم على نشر رسائل التوعية بين المدنيين حول السلامة المرورية، بالإضافة إلى تركيب الشاخصات المرورية في العديد من الطرقات، وعند مفارق الطرق والمنعطفات الخطرة للتقليل من حوادث السير وأضرارها.
وتشكل عملية الوقاية من حوادث السير مهمةً مجتمعية متكاملة بالالتزام بقواعد المرور وأولويات السير ومنع الأهالي أطفالهم من قيادة الدراجات النارية والسيارات والتزام السائقين بضرورة التقيّد بأولويات المرور وعدم التجاوز واتباع المسالك الصحيحة وعدم السير في الاتجاهات المعاكسة والممنوعة وأحادية الاتجاه، وتسهم بشكل كبير بالحد من حوادث السير وإيقاع ضحايا من المدنيين.