
التفاوض يعود مجدداً .... وقف إطلاق النار طويل المدى في الوعر الحمصي
توصلت لجنة التفاوض الممثلة عن أهالي حي الوعر الحمصي وثواره إلى اتفاق على وقف إطلاق النار يبدأ من الساعة 12 من منتصف ليل هذا اليوم، وذلك بضمان الطرف الروسي، على أن يتم البحث في إعادة مجريات سكة التفاوض وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في وقت لاحق.
وكان وفد روسي من مركز المصالحة في حميميم قد التقى يوم أمس مع ممثلين عن أهالي وثوار حيّ الوعر الحمصي المحاصر، لمحاولة إحياء ملف التفاوض الخاص بالحيّ، والذي توقفت في مرحلته الأخيرة منذ أشهر.
وقالت مصادر خاصة في لجنة التفاوض الممثلة للحي لشبكة “شام” الإخبارية أن جلسة يوم أمس خلصت لثلاثة نقاط أساسية، أولها عدم وجود تهدئة أو أي ضمان روسي لوقف اطلاق النار، الأمر الذي كان فعلاً بعد غارات صباحية استهدفت الحي أمس وعودة استهداف الحي بقذائف الهاون، بعد فترة وجيزة من مغادرة الروس للمنطقة.
وأضاف المصدر إلى أن ثاني بنود الاجتماع نص على قيام الجانب الروسي بإرسال مسودة اتفاق، إلى المعنيين في الوعر لدراستها مشيراً إلى أن هذه المسودة لم تكن موجودة في الاجتماع، وسيتم تخصيص اجتماع لاحق للبحث في المسودة و كيفية تطبيقها كما تم مناقشة الاتفاق القديم و أسباب فشله، إضافة إلى التفجيرات الأخيرة، التي استهدفت المربع الأمني في مدينة حمص، حيث أشار ممثلي الحي إلى أن لا علاقة للوعر بها، كما تضمن الاجتماع شرح الوضع المدني في الحي، و خوف الأهالي من دخول نظام الأسد والشبيحة، مع التشديد على أن نظام الأسد رفض اكثر من مبادرة لإكمال الاتفاق السابق.
وأكدت مصادر إعلامية تابعة للأسد في تقرير نشر اليوم عن مصدر مسؤول أن نظام الأسد مصرّ على استئناف عملية التسوية من النقاط التي توقفت عندها، وأن الحلّ يكمن بخروج المسلحين من الحيّ، وتسليمه خالياً من السلاح، كما أردف أن الطرفين بانتظار الأيام القليلة القادمة، وسيبقى حال الميدان متوتراً إلى أن تأتي الاجتماعات الحالية بنتائج تسكت صوت الرصاص، وتغلق ملفّ الوعر بالكامل ،وباعتقاد المسؤولين في المحافظة أن الاجتماعات الأخيرة يمكن أن تنهي هذه الخلافات، وأن هناك معلومات توحي بإيجابية لناحية التزام ثوار الحي مجدداً بما تمّ الاتفاق عليه سابقاً.
يذكر أن الاتفاق الذي تمّ في الوعر ضمّ ثلاث مراحل، بدأت بخروج دفعات من المسلحين الرافضين لهذا الاتفاق، تزامناً مع فتح معابر لدخول وخروج المدنيين وإدخال المساعدات والمواد الإغاثية، ليصار بعدها إلى دخول الجهات الحكومية لإعادة تفعيل دوائرها والمنشآت العامة في الحي، إلا أن ممثلي النظام نقضوا الاتفاق نهاية العام الماضي ، وأعادوا الحيّ لمرحلة التصعيد بعد وضع شروط وصفت بالتعجيزية من جهة، وعدم تبيان مصير المعتقلين وإخراجهم من جهة أخرى.
وتعرض حي الوعر لحملة تصعيد هي الأشرس دخلت يومها الثلاثين راح ضحيتها اكثر من 600 شخص بين شهيدٍ وجريح استخدم فيها النظام كافة الأسلحة الثقيلة والغارات الجوية كان أخترها القنابل المظلية والتي سببت دماراً هائلاً في البنى التحتية ومنازل المدنيين.