صورة
صورة
● أخبار سورية ٢٢ يوليو ٢٠٢٥

البيت الأبيض ينتقد الضربات الإسرائيلية في سوريا وترامب يطالب نتنياهو بـ"تصحيح الوضع"

أعربت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، عن استياء الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع في سوريا، مؤكدة أنه تفاجأ بهذه العمليات العسكرية وعبّر عن عدم رضاه تجاهها.

وفي تصريح لوكالة "أسوشيتد برس"، أشارت ليفيت إلى أن الرئيس ترامب أجرى اتصالًا عاجلًا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمطالبته بـ"تصحيح الوضع"، في خطوة عُدّت إشارة نادرة إلى وجود توتر دبلوماسي بين واشنطن وتل أبيب في ظل العلاقات الوثيقة بين القيادتين.

وأكدت ليفيت، في تصريحاتها للصحفيين، أن ترامب "يحافظ على علاقة عمل جيدة مع نتنياهو"، لكنها أوضحت أن استهداف مواقع في سوريا وكنيسة كاثوليكية في غزة أثار استياءه، وأنه تحرّك بسرعة للتواصل مع القيادة الإسرائيلية. كما لفتت إلى تدخل وزير الخارجية ماركو روبيو في الملف السوري بهدف تخفيف التصعيد.

واشنطن تنأى بنفسها عن الغارات الإسرائيلية
من جانبه، نفى المبعوث الأميركي إلى سوريا والسفير لدى تركيا، توم باراك، مسؤولية الولايات المتحدة عن الضربات الإسرائيلية، موضحًا أن واشنطن لا تعتبر نفسها طرفًا في تصرّف ترى فيه إسرائيل "جزءًا من الدفاع عن النفس". وأشار إلى أن توقيت الضربات جاء "في لحظة شديدة الحساسية"، معتبرًا أن التصعيد أضفى مزيدًا من التعقيد على المشهد السوري.

وأوضح باراك أن إسرائيل تنظر إلى جنوب دمشق باعتباره منطقة استراتيجية، وأن أي تحرّك فيها يجب أن يجري بتنسيق مباشر معها، وهو ما لم تعتمده الحكومة السورية الانتقالية، بحسب تعبيره.

وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بين دمشق وتل أبيب يقتصر على المواجهات الأخيرة في محافظة السويداء، ولا يشمل ملفات أوسع مثل مطلب إسرائيل بتحويل الجنوب السوري إلى منطقة منزوعة السلاح.

وأردف المبعوث الأميركي أن المفاوضات التي سبقت الاتفاق شملت تنسيقاً جزئياً لتحركات القوات السورية من العاصمة نحو الجنوب، لكنّه شدد على أن مسألة "حق إسرائيل بالتدخل في شؤون دولة ذات سيادة" تبقى موضوعًا منفصلًا، موضحًا أن إسرائيل تفضّل بقاء سوريا ضعيفة ومقسّمة على نشوء دولة مركزية قوية.

وختم باراك بالإشارة إلى أن "الدول العربية القوية تُعدّ تهديدًا في الحسابات الأمنية الإسرائيلية"، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن الأقليات السورية أصبحت تدرك أن وحدتها في إطار دولة موحّدة هي الخيار الأفضل لمستقبلها السياسي والاجتماعي.

إدانة حقوقية للغارات الإسرائيلية على دمشق والسويداء
وفي السياق ذاته، أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الغارات الإسرائيلية التي استهدفت ساحة الأمويين وسط دمشق، معتبرة أنها تمثل تصعيدًا عسكريًا خطيرًا وانتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني، وخصوصًا ميثاق الأمم المتحدة.

وقالت الشبكة إن الغارات التي نفذتها إسرائيل بين 15 و17 تموز/يوليو 2025، طالت عدة مناطق في ريف دمشق والسويداء ودرعا، مستهدفة منشآت تابعة لقوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع في الحكومة السورية الانتقالية، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وأكدت الشبكة أن هذه الهجمات تُعدّ خرقًا واضحًا للمادة (2/4) من ميثاق الأمم المتحدة، التي تحظر استخدام القوة ضد سيادة الدول، مشيرة إلى عدم تقديم إسرائيل أي بلاغ رسمي لمجلس الأمن بشأن "تهديد وشيك"، وهو ما يُسقط الحجة القانونية التي تستند إليها لتبرير استخدام القوة بموجب المادة (51) من الميثاق.

وشددت الشبكة على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفًا واضحًا من تكرار هذه الانتهاكات، داعية إلى حماية المدنيين في سوريا، ورفض سياسة الكيل بمكيالين التي تهدد مصداقية القانون الدولي وشرعية الأمم المتحدة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ