صورة
صورة
● أخبار سورية ١٤ مارس ٢٠٢٥

"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" يؤكد استعداده للمساعدة في الحوار الوطني وتقديم الدعم للشعب السوري

استعرض رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محيي الدين القره داغي، نتائج زيارة وفد الاتحاد إلى سوريا مؤخرًا، والتي التقى خلالها الرئيس السوري أحمد الشرع، حيث أكد أن المباحثات في دمشق ركزت على أهمية بذل الجهود لإقامة دولة نموذجية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأعرب عن استعداد الاتحاد الكامل للمساعدة في عملية الحوار الوطني وتقديم الدعم للشعب السوري في هذه المرحلة الهامة.

وفي مؤتمر صحفي بمقر الاتحاد في الدوحة، أوضح القره داغي أن الوفد شدد على أهمية وحدة الصف السوري، وتعزيز السلم الأهلي والوحدة الوطنية، وتحقيق العدالة الانتقالية. كما ناقش الوفد ضرورة استنفار السوريين في الخارج للمشاركة في العملية التنموية، والاستفادة من مؤسسات المجتمع لتعزيز الاقتصاد المحلي. وأكد أن الهدف هو جعل المنافسة على تقديم الخدمات أكثر فعالية، كما أكد على أهمية إقامة علاقات خارجية متوازنة تساهم في تحسين وضع البلاد.

وأشار القره داغي إلى أن الاتحاد وقف مع الشعب السوري منذ بداية ثورته، وأنه لمس من القيادة السورية حرصًا واضحًا على الحوار والتفاهم بين جميع الطوائف السورية، وهو ما تجسد مؤخرًا في إطلاق الحوار الوطني في البلاد. وقال إن الوفد شاهد رغبة حقيقية من القيادة السورية في المضي قدمًا نحو بناء دولة عصرية حديثة، مع التأكيد على خطوات عملية اتخذتها الحكومة في هذا الاتجاه، بما في ذلك توقيع الاتفاقية مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والعمل على القضاء على الفتنة الأخيرة التي أثيرت في البلاد.

كما تحدث الرئيس السوري في اللقاء عن المعاناة التي عاشها الشعب السوري على مدار ستين عامًا من الظلم والاضطهاد، واصفًا تلك الفترة بأنها خلقت "عقدة الوجود والأغلبية" لدى قطاعات واسعة من الشعب. وأشار إلى أن هذا الواقع أدى إلى حالة من الفوضى والإزعاج في الداخل السوري، ما أثر على الوضع الإقليمي والدولي وجعل سوريا مصدر قلق مستمر.

في تصريح خاص لـ "الجزيرة نت"، أكد القره داغي استعداد الاتحاد للمساعدة في الحوار الوطني في سوريا، مشددًا على أهمية البعد عن الطائفية وتهميش أي طائفة في المجتمع السوري. وأكد أن الزيارة لن تكون زيارة عابرة، بل ستكون هناك متابعة مستمرة لتقديم الدعم اللازم، مضيفًا أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي تضمن نجاح التجربة السورية الجديدة وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.

من جانبه، أكد الأمين العام للاتحاد، علي محمد الصلابي، أن الوفد لمس إرادة قوية من القيادة السورية لتجاوز آثار المرحلة السابقة التي عانى فيها الشعب السوري من حكم دكتاتوري استمر لعدة عقود. وأوضح الصلابي أن هذه العملية ستستغرق وقتًا طويلاً، نظرًا لما يتطلبه التخلص من الآثار السلبية للنظام السابق في المجالات الأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية.

وأشار إلى أن ما حدث في سوريا يُعد تحولًا كبيرًا على مستوى الشعب والقيادة، حيث يُعتبر اجتثاث النظام الاستبدادي في سوريا تحولًا غير مسبوق في التاريخ المعاصر. وأضاف أن القيادة السورية جادة في المضي قدمًا في هذا المسار، مع إشراك جميع الأطراف في الحوار الوطني وعدم تهميش أي طرف، ما يتطلب التفاف الشعب خلف القيادة ودعم جهود الحكومة.

وأعرب الصلابي عن حرص الاتحاد على تقديم كافة المساعدات الممكنة لدعم الشعب السوري، مشددًا على أن الشعب السوري يستحق وطنًا آمنًا يعيش فيه بسلام وأمن بعد سنوات طويلة من الظلم.

القرة داغي يخاطب الشرع: الحزم مطلوب لإفشال مخططات فلول النظام السابق
وجه الدكتور علي القره داغي، الأمين العام السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رسالة مفتوحة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، أكد فيها دعمه لجهود الحكومة السورية في استعادة الأمن والاستقرار، داعياً إلى التعامل بحزم مع فلول النظام السابق التي تحاول زعزعة الاستقرار.

وفي رسالته التي نشرها على حسابه في منصة “إكس”، خاطب القره داغي الرئيس الشرع قائلاً: “لقد أثبتّم خلال الفترة الماضية أنكم أهل للحكمة والقيادة، وأنكم تدركون جيدًا معنى العدل الذي لا ينحرف إلى الظلم، ومعنى القوة التي لا تتحول إلى بطش.”

تحذير من مؤامرات لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء
وأشار القره داغي إلى أن الأحداث الأخيرة في سوريا كشفت محاولات يائسة لإعادة الوضع إلى ما كان عليه في عهد النظام البائد، معتبراً أن الرد على هذه المحاولات يجب أن يكون بحكمة وقوة وحزم، دون تهاون يُضعف هيبة الدولة أو ظلم يُفقدها عدالتها.

وأكد أن الأمة تتابع ما يجري في سوريا، وتساند جهود القيادة السورية الجديدة في مواجهة التحديات، قائلاً: “نحن معكم، نراقب، ندعم، ونؤمن أنكم قادرون بعون الله على تجاوز التحديات. سيروا على بركة الله، فالعاقبة للحق وأهله.”

الدعوة إلى العدل وتثبيت الأمن
وفي ختام رسالته، شدد القره داغي على أهمية تحقيق التوازن بين القوة والعدل، مؤكدًا أن الأمة ستظل مع سوريا في حقن الدم ورفع الظلم وكف المعتدين، داعياً الشرع إلى الاستمرار في سياساته الحازمة التي تضمن عدم العودة إلى الفوضى التي حاول النظام السابق تكريسها.

جاءت رسالة الدكتور علي القره داغي إلى الرئيس السوري أحمد الشرع في ظل التطورات الأمنية الأخيرة في سوريا، حيث تشهد مناطق مختلفة، وخصوصًا محافظتي اللاذقية وطرطوس، عمليات أمنية مكثفة ضد فلول النظام السابق، التي حاولت شن هجمات ضد القوات الأمنية والعسكرية.

وفق التقارير، فقد حاولت فلول النظام بعد أن تلقت دعما من جهات إقليمية شن هجوم واسع في الساحل السوري في محاولة للتمرد على الدولة، وهو ما أدى إلى مواجهات دامية مع الجيش السوري الجديد. كما استهدفت هذه المجموعات مقار حكومية ونقاط تفتيش أمنية، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء في صفوف الأمن والجيش والمدنيين.

بالتوازي مع هذه الاضطرابات، تصاعدت الأصوات الداعية إلى الحزم في مواجهة هذه التهديدات، حيث شددت الحكومة السورية على عدم التساهل مع أي محاولات لإعادة الفوضى إلى البلاد. وقد أيدت شخصيات دينية وسياسية هذه الخطوات، مؤكدين ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها.

في هذا السياق، جاءت رسالة القره داغي التي دعا فيها إلى التصرف بحكمة وقوة في مواجهة الفلول، مؤكدًا أن الأمة تراقب التحركات في سوريا وتدعم أي جهود تستهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ