الأنشطة الدعائية لـ "كيفورك ألماسيان": ترويج لنظام الأسد وشيطنة السلطات الجديدة
ما إن سقط نظام الأسد، وتسلمت السلطة الانتقالية الجديدة إدارة البلاد، حتى بدأت مواقع التواصل الاجتماعي الترويج لحملات التشويه والتحريض، عبر حسابات وهمية شنت حملات إعلامية مضللة تحض على "الطائفية والكراهية" وتتهم الإدارة السورية الجديدة بشقها السياسي المتمثل بـ "الحكومة الانتقالية" والعسكري بـ "إدارة العمليات العسكرية" والأمني بـ "إدارة الأمن العام"، هدفها بث الفوضى بهدف زعزعة الاستقرار في سوريا الحرة.
وتتم هذه الحملات عبر شخصيات معروفة من فلول وأزلام النظام المخلوع، وأخرى من قبل جهات وأطراف وهمية تدار من قبل جهات خارج سوريا، يتم تنسيقها عبر حسابات متنوعة على منصات التواصل الاجتماعي، أثارت جدلاً واسعاً في أوساط المتابعين.
وفي تقرير جديد نشرته منصة "مسبار" المتخصصة في تدقيق المعلومات، تم تسليط الضوء على استراتيجية هذه الحسابات، التي كانت تسعى بشكل مكثف لتحسين صورة النظام المخلوع ونشر معلومات مغلوطة حول التطورات في سوريا.
وأظهرت المنصة أن هذه الحسابات تعمل بشكل متسق من خلال نشر رسائل متشابهة، ما يعكس أسلوباً دعائياً منظماً يتبنى سرديات النظام السوري السابق بشكل واضح.
ولفت التقرير إلى أن بعض هذه الحسابات كانت حديثة الإنشاء، بينما تبنى البعض الآخر أسلوباً مغايراً يتمثل في تفعيل حسابات قديمة كانت خاملة في السابق، هذا التكتيك منح الحملات الدعائية مظهراً أكثر مصداقية، إذ بدا أن هذه الحسابات كانت موجودة منذ سنوات وتنشر آراء متسقة تتماشى مع مصلحة النظام المخلوع.
من أبرز الحسابات التي تم رصدها كان "Syrian Activists"، الذي تم إنشاؤه في 2013، وقد لاحظت المنصة أن هذا الحساب بدأ في نشر معلومات مضللة عقب سقوط نظام الأسد، لتقوم بتشويه صورة السلطات الجديدة وتبني سرديات تؤيد النظام السوري السابق. التحقيق في تاريخ الحسابات المرتبطة بالشبكة المشبوهة كشف عن انحياز واضح لترويج روايات النظام، ما يثير شكوكاً كبيرة حول حياديتها وصدقيتها.
أقرأ أيضاَ
معلومات مزيفة بهدف التحريض.. حملات إعلاميّة مركزة تستهدف الإدارة السورية الجديدة
كما كشفت "مسبار" عن نمط تنسيقي بين هذه الحسابات، مما يعكس العمل المنظم على شكل "جيش إلكتروني" موجه لصالح نظام الأسد. وقد لوحظ ارتباط هذه الحسابات ببعض الناشطين البارزين، مثل كيفورك ألماسيان، الذي اشتهر بقيادة حملات دعائية لصالح النظام المخلوع، بالإضافة إلى ارتباطه بحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، مما يفتح المجال للتساؤل حول دوافع هذه الشبكة وحجم تأثيرها في الساحة الرقمية.
و "كيفورك ألماسيان" هو ناشط سوري معروف بمواقفه المؤيدة لنظام الأسد، اشتهر بقيادته لحملات دعائية مكثفة على منصات التواصل الاجتماعي لدعم نظام بشار الأسد، خصوصًا أثناء وبعد الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في سوريا في عام 2011. يروج ألماسيان بشكل خاص للروايات التي تدافع عن الحكومة، ويظهر في الكثير من الأحيان في الإعلام ليدافع عن سياسات النظام في مواجهة الانتقادات الدولية.
وقد أثيرت حوله عدة جدل، بما في ذلك اتهامات بارتباطه بالأجهزة الأمنية السورية، وهو ما تم الإشارة إليه في بعض التقارير الصحفية، ومنها تقرير نشرته صحيفة "دي فيلت" الألمانية في عام 2021 التي أشارت إلى سحب صفة اللجوء منه بعد مزاعم حول تورطه في نشاطات قد تضر بمصالح اللاجئين السوريين.
بالإضافة إلى نشاطه في الدفاع عن نظام الأسد، فقد كان يروج لأيديولوجيات مناهضة للاجئين السوريين، وارتبط بأحزاب متطرفة، مثل حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD)، الذي يتبنى مواقف معادية للهجرة، وألماسيان أيضًا معروف بظهوره في الوثائقيات التي تسلط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، حيث كان يروج لموقف النظام من هذه القضايا.